بعد أزمة تايلور سويفت.. مشروع قانون جديد أمام الكونجرس لتجريم فبركة الصور

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة توضيحية لطريقة إنشاء الصور المزيفة بتقنية التزييف العميق - REUTERS
صورة توضيحية لطريقة إنشاء الصور المزيفة بتقنية التزييف العميق - REUTERS
القاهرة-الشرق

تقدمت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأميركي بمشروع قانون جديد يُجرّم إنشاء صور مزيفة لأي شخص دون موافقته، ويسمح للمتضررين بمقاضاة من يقوم بذلك، مستندين إلى واقعة فبركة صور مسيئة لمغنية البوب تايلور سويفت، ونشرها على شبكة الإنترنت في 24 يناير من العام الحالي.

ويحمل التشريع الجديد اسم DEFIANCE Act، أو قانون تعطيل إنشاء وتعديل الصور الإباحية المفبركة، وينص على الحق المدني في مقاضاة أي شخص يقوم بتزييف مواد إباحية مصورة تتضمن هوية شخص ما دون موافقته، ما يسمح للمتضرر بالحصول على تعويضات مالية ممن أنشأ أو عالج ذلك المحتوى، مع وجود نية لنشره.

وحظي مشروع القانون الجديد بدعم أعضاء الكونجرس ديك دوربن، وليندسي جراهام، وإيمي كولوبشار، وجوش هاولي، واستندوا في وضعه إلى بنود قانون إعادة تفعيل قانون العنف ضد المرأة لعام 2022، والذي كان ينص على حق السيدات المتضررات من تسريب صور حميمية لهن، دون موافقتهن، في مقاضاة مرتكب الجريمة.

وأكد الأعضاء الداعمون لمشروع القانون الجديد أن التشريع سيكون "رداً حاسماً على الحجم الضخم للصور الإباحية المزيفة رقمياً، والتي يمكن استخدامها لاستغلال السيدات والتحرش بهن، خاصة على مستوى الشخصيات العامة والسياسيات والفنانات".

وحاول مشروع القانون الجديد تقديم مظلة تشريعية تحمي من أية محتوى مصور إباحي مفبرك، إذ ينص على تجريم فبركة أي صور باستخدام أي برمجيات أو أنظمة ذكاء اصطناعي أو أنظمة تعليم الآلة أو أي وسائل تقنية أخرى، بهدف جعل تلك الصور تظهر وكأنها حقيقية بالنسبة للشخص الطبيعي، ولا يمكن التمييز بينها وبين الصور الحقيقية.

وأشار مقترح القانون أيضاً إلى أن وضع علامة مائية أو إشارة رقمية على الصور الإباحية المفبركة، لا ينفي المسؤولية القانونية عن الأطراف المشاركين في إنشائها.

أزمة تايلور سويفت

وأثارت صور مزيفة لنجمة البوب تايلور سويفت، قلق العالم من الذكاء الاصطناعي، الخميس، بعدما انتشرت الصور المزيفة والتي كان أغلبها إباحية، على عدد من منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "إكس"، وبينما أعرب البيت الأبيض عن قلقه، أعلنت شركة مايكروسوفت، التحقيق في الحادث.  

واعتمد إنشاء الصور المزيفة على عدد من تطبيقات وخدمات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي، ومنها خدمة مايكروسوفت للتصميم Microsoft Designer، والتي زودتها الشركة أخيراً بدعم النموذج الأحدث DALL-E 3 لإنشاء الصور عبر الأوامر النصية.

وبحسب موقع 404Media، فإن خدمة مايكروسوفت كانت من أهم الأدوات التي تم الاعتماد عليها في تزييف تلك الصور، إذ تم التأكد من ذلك من خلال مجموعة دردشة على تطبيق تليجرام، من المتوقع أن تكون الصور المفبركة الإباحية خرجت منها.

وقال المتحدث باسم مايكروسوفت، في بيان إلى الموقع، إن مايكروسوفت تحقق في مدى حقيقة استخدام خدمتها للتصميم في تزييف الصور، لافتاً إلى أن الشركة بادرت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة.

ووصف مدير مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، خلال لقاء تلفزيوني مع برنامج NBC Nightly News، يُبث الثلاثاء، الصور المزيفة، بأنها صادمة ونذير خطر، مشيراً إلى أن الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي مثل مايكروسوفت، لا بد أن تتخذ تدابير وإجراءات وأدوات تضمن استخدام خدماتها بشكل آمن، ويحافظ على خصوصية الجميع.

وحاولت الشبكات الاجتماعية مواجهة الانتشار الكبير لصور نجمة البوب الأميركية، بعد أن وصلت إحدى الصور إلى 47 مليون مستخدم على منصة "إكس"، قبل حذفها، وحظر الحساب الذي نشرها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وحظرت منصتا إنستجرام وثريدز، وصول المستخدمين إلى الصور من خلال حظر البحث بكلمة Taylor Swift AI، بينما سمحتا بالبحث باسم المغنية منفرداً.

البيت الأبيض عبر عن قلقه البالغ بشأن الصور المفبركة، وشدد على أن الشبكات الاجتماعية عليها دور كبير في التصدي لانتشار مثل تلك الصور.

التزييف العميق

وتقنية التزييف العميق ليست جديدة، إذ ظهر هذا المصطلح في 2017، عندما نشر مستخدم يحمل حسابه اسم deepfake على منصة ريديت بعض الفيديوهات والصور المفبركة، من خلال تقنية أطلق عليها الاسم نفسه، طورها عبر خوارزمية برمجية ذكية، تسمح بالتعديل في المحتوى المصور من صور وفيديوهات ليظهر فيها الشخص يقول أو يفعل أشياء وعبارات ليست حقيقية.

وتطورت دقة أساليب التزييف العميق مع موجة تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي تسارعت وتيرة تطورها منذ عام 2022، وشهدت نماذج الذكاء الاصطناعي التي تصنع الصور والفيديوهات بواسطة الأوامر النصية طفرة كبيرة، العام الماضي، إذ شهد العالم صوراً مزيفة للعديد من المشاهير والسياسيين، مثل بابا الفاتيكان، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى جانب استخدام بصمات وجوه عدد كبير من المشاهير لترويج منتجات مزيفة، وكانت من بينهم سويفت.

ومن المتوقع أن يشهد العام الجاري، زيادة مطردة في جرائم الاحتيال الإلكتروني وترويج الشائعات باستخدام تقنية التزييف العميق اعتماداً على الذكاء الاصطناعي.

وتوقعت شركتا "مكافي" و"تريند مايكرو" لأمن المعلومات، أن يشهد العالم موجة عارمة من استخدام وجوه المشاهير والشخصيات العامة في فيديوهات وصور مزيفة، بالتزامن مع أحداث مهمة مثل إجراء الانتخابات الرئاسية في عدد من دول العالم، وعقد دورة الألعاب الأولمبية في فرنسا.

تصنيفات

قصص قد تهمك