كمبوديا تلاحق صائدي دولفين الإيراوادي المهدد بالانقراض

time reading iconدقائق القراءة - 6
دولفين إيراوادي يسبح في النهر في قرية كامبي في مقاطعة كراتييه ، 230 كيلومتراً شمال شرق كمبوديا - 25 مارس 2007 - REUTERS
دولفين إيراوادي يسبح في النهر في قرية كامبي في مقاطعة كراتييه ، 230 كيلومتراً شمال شرق كمبوديا - 25 مارس 2007 - REUTERS
كراتييه، كمبوديا- أ ف ب

تلاحق مملكة كمبوديا صائدي دلافين الإيراوادي المهددة بالإنقراض، حيث أعلنت البلاد، فبراير الماضي، عن إجراءات صارمة لمكافحة الصيد في نهر ميكونج، أو التي تقتل عن غير قصد.

لكن كيف يمكن لهد البلد الذي يفقتر للإمكانيات، جعل السكان يطبقون الإجراءات على نهر يبلغ عرضه عشرات الأمتار ويضم جزراً صغيرة وتحده شجيرات كثيفة؟

يقول فون فارونج، أحد سكان منطقة كراتييه (شرق)، وهو يبحث عن شباك خيشومية غير قانونية في المياه "نخشى عدم تمكننا من حماية" الدلافين.

وتشكل الشباك التي تُترك في المياه لفترات طويلة وتعلق فيها الأسماك التي خسرت حاسة النظر، عامل القتل الرئيسي للدلافين في نهر ميكونج، بحسب المدافعين عن البيئة.

وفون فارونج هو واحد من 70 حارساً يتولون حراسة مساحة 120 كيلومتراً من نهر ميكونج بين كراتييه والمنطقة الحدودية مع لاوس.

وبسبب النقص في أعداد الموظفين، غالباً ما يواجه الحراس صعوبات في عملهم لأن الصيادين عددهم كبير ومنظمون ومجهزون بقوارب أفضل.

رواتب لا تكفي

ويقول فارونج "عندما نجري دوريات ليلاً، لا يخرج الصيادون، لكن عندما نعود إلى منازلنا في الصباح، يبدأون في ارتياد النهر".

ويبلغ الراتب الشهري الأساسي للحراس 65 دولاراً، وهو مبلغ لا يكفي لسد احتياجاتهم، علماً أنهم يحصلون على 5 دولارات إضافية في اليوم من الصندوق الدولي لحفظ الطبيعة.

وكانت دلافين الإيراوادي التي تتميز برؤوسها المستديرة وأنوفها القصيرة، تصل إلى دلتا ميكونج في فيتنام، على بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب.

وتسبب الصيد الجائر والنفايات البلاستيكية بنفوق أعداد كبيرة منها، إضافة إلى تقلص موائلها بسبب السدود والتغير المناخي اللذين أثرا بصورة كبيرة على مستويات المياه في النهر.

وشهدت أعداد دلافين الإيراوادي في نهر ميكونج انخفاضاً من 200 دلفين عام 1997 إلى 89 حيواناً في العام 2020.

ويشير الصندوق الدولي لحفظ الطبيعة إلى أن هذا النوع من الدلافين موجود فقط في نهرين آخرين هما إيراوادي في بورما وماهاكام في جزيرة بورنيو الإندونيسية.

وصُنفت الأنواع النهرية الثلاثة ضمن الحيوانات المهددة بشكل حرج بالانقراض. ويُسجل وجود كبير لدلافين إيراوادي على بعض سواحل جنوب وجنوب شرق آسيا ولكن ليس في المياه العذبة، وتُعتبر مهددة بالانقراض أيضاً.

جهود مؤثرة

ونفق 11 دولفيناً من نهر ميكونج خلال العام الماضي، لكن نفوق 3 من صغار هذه الدلافين في غضون أسبوع خلال ديسمبر، حرك المدافعين عن البيئة بصورة خاصة.

ويقول المدير الوطني الصندوق الدولي لحفظ الطبيعة في كمبوديا، في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، إن نفوق الدلافين الثلاثة الصغيرة يمثل "مؤشراً مقلقاً"، داعياً الحكومة إلى "التحرك واستثمار موارد إضافية" لإنقاذ الدلافين التي تشكل 70% من أعدادها حيوانات كبيرة عاجزة عن التكاثر.

ومنذ نهاية فبراير، صدر قانون جديد يحظر كل عمليات الصيد داخل مناطق حماية معينة. ويواجه المخالفون عقوبة قد تصل إلى السجن عاماً واحداً في حال استخدموا شباكاً خيشومية، وما يصل إلى 5 سنوات إذا اعتمدوا الصيد الكهربائي في المناطق المحمية.

وفي إحدى هذه المناطق المحيطة بقرية كامبي، يجول 24 حارساً ضمن دوريات على مدار الساعة ضمن مساحة تبلغ 22.4 كيلومتراً مربعاً.

ويقول المسؤول عن الحراس المحليين موك بونلورك "نعتقل من يرمون شباكهم في المناطق المحمية. وإذا مارسوا الصيد الكهربائي، فلن نرحمهم وسنحيلهم إلى القضاء".

ويبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها، إذ لم يسُجل نفوق أي دلفين خلال الأسابيع الأخيرة. وتابع بونلورك "أعلمنا مشغلو قوارب سياحية أن دلفيناً صغيراً وُلد قبل أيام قليلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات