باحثون يحذرون من بركان في إيطاليا: ظروف الثوران باتت أقوى

time reading iconدقائق القراءة - 4
منظر عام لحفرة سولفاتارا في بوزولي، جنوب إيطاليا وهي جزء من المنطقة البركانية Campi Flegrei 16 مارس 2022 - Eliano Imperato
منظر عام لحفرة سولفاتارا في بوزولي، جنوب إيطاليا وهي جزء من المنطقة البركانية Campi Flegrei 16 مارس 2022 - Eliano Imperato
روما-أ ف ب

كشفت دراسة إنجليزية إيطالية نُشرت نتائجها الجمعة، أن خطر ثوران بركاني في منطقة كامبو فليجري (الحقول الفليجرية) قرب مدينة نابولي في إيطاليا، وصل إلى مستوى غير مسبوق، ما يهدد مئات الآلاف من الأشخاص.

وقال ستيفانو كارلينو، المشارك في إعداد الدراسة التي أجرتها جامعة "UCL" في لندن والمعهد الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين، ونشرت نتائجها مجلة "كومونيكيشنز إيرث أند إنفايرومنت"، إنه "بركان خطير للغاية".

بدوره، قال الباحث المشرف على الدراسة كريستوفر كيلبورن: "نحن لا نقول أن ثوراناً سيحدث، بل إن الظروف الملائمة لحصول ذلك باتت أقوى".

ويعود آخر ثوران لبركان كامبو فليجري، الأقل شهرة من بركان "فيزوف" الذي مسح بومبي من الخريطة قبل حوالى ألفي عام، إلى سنة 1538، إذ يعرّض هذا النشاط البركاني مئات آلاف السكان لطوفان من الحمم البركانية والرماد والصخور.

ويكتنز هذا البركان طاقة عنيفة لدرجة أن ثورانه قبل 30 ألف عام ساهم في انقراض إنسان نياندرتال، وفق بعض الفرضيات، فيما أدى تجدد النشاط في أوائل ثمانينيات القرن الماضي إلى إجلاء 40 ألف نسمة، لكن لم يتم الحديث عن البركان منذ ذلك الحين.

نشاط زلزالي

ووفقاً الدراسة، فإن عشرات الآلاف من الزلازل الصغيرة التي وقعت في خمسينات القرن الماضي أضعفت الكالديرا (البحيرات البركانية)، وهي منخفضات بركانية ذات قاع مسطح، وقد "استُنزفت أجزاء منها حتى وصلت إلى نقطة الانهيار تقريباً.

وتسببت هذه الهزات، التي ازداد عددها منذ عام 2019، في زعزعة الطبقات الجوفية، وارتفعت منطقة بوتسولي التي يقع عليها البركان 4 أمتار على مدى عقود.

ويشير الباحثون إلى أن تأثيرات نشاط البركان "تراكمية"، لذلك ليس من الضروري أن تزداد شدة هذا النشاط بشكل كبير لزيادة احتمالية حدوث ثوران بركاني.

ولفتوا إلى أن "الثوران البركاني المحتمل يمكن أن تسبقه إشارات ضعيفة نسبياً، مثل مستوى متواضع من ارتفاع الأرض وعدد أقل من الزلازل".

واستشهدوا بمثال بحيرات "رابول" البركانية في بابوا غينيا الجديدة، التي ثارت عام 1994، فيما الهزات التي سبقت ذلك كانت أقل بكثير من تلك التي حصلت خلال ثوران سُجل قبل ذلك بعشر سنوات.

تحذير أصفر 

وفي حالة الإنذار، تنص خطة السلطات المحلية على إجلاء السكان بوسائل النقل العام، إذ تتم شهرياً مراجعة مستوى التنبيه (أخضر، أصفر، برتقالي، أحمر).

وقالت المتحدثة المحلية جوردانا موبيليو: "حالياً في بوتسولي، فإن مستوى التأهب أصفر. لدينا قناة اتصال مستمرة مع سكان المدينة الذين نبلغهم بأي هزات أرضية تفوق قوتها 1.5 درجة على مقياس ريختر".

ويرى ستيفانو كارلينو أن احتمال حدوث ثوران بركاني هائل "منخفض للغاية"، مشيراً إلى أن الأمر الأكثر احتمالاً هو "حصول حالات ثوران صغيرة".

فيما أكد كريستوفر كيلبورن أنه حتى في حالة تمزق القشرة، "يجب أن تعود الصهارة للارتفاع إلى المكان الصحيح".

هؤلاء العلماء الذين لا يهتمون سوى بالبراكين التي تعود لتستيقظ بعد فترة سبات طويلة، يستخدمون طريقة مبتكرة لمراقبة هذا البركان المسطح، غير المرئي تقريباً بالعين المجردة، والواقع تحت الساحل الهادئ ظاهرياً في منطقة نابولي.

في الميدان، يقيس هؤلاء الزلازل وحركات الأرض وتشوهها لرسم نموذج لسلوك البركان، وفي المختبر، يراقبون تكسر الصخور.

ثم يعودون بالزمن إلى الوراء لمقارنتها بحلقات أخرى، وثورات بركانية أخرى مماثلة، فيما الأساليب الأكثر تقليدية تكتفي بالاعتماد على سلاسل إحصائية، إذ يعيش نصف مليون نسمة في منطقة شديدة الخطورة، فيما 800 ألف آخرين يقيمون في منطقة أقل خطورة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات