من هو حسين أمير عبد اللهيان أبرز المرشحين لخلافة جواد ظريف؟

 حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية اللبناني آنذاك جبران باسيل. 26 يونيو 2014 - Getty Images
حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية اللبناني آنذاك جبران باسيل. 26 يونيو 2014 - Getty Images
القاهرة-الشرق

بعدما تسلم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منصبه رسمياً، بدأ عملية تشكيل الحكومة التي لديها الكثير من الملفات الشائكة، يرتبط العديد منها بملفات خارجية، في مقدمتها المفاوضات النووية مع الدول الكبرى. 

ولسنوات طويلة، كان هذا الملف بيد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المحسوب على تيار الرئيس السابق حسن روحاني الإصلاحي، ما يعني أن احتمال استبدال رئيسي لظريف وارد جداً، ومن أبرز الأسماء المرشحة لخلافته، هي حسين أمير عبد اللهيان. 

من هو؟

حسين أمير عبد اللهيان، المرشح لخلافة محمد جواد ظريف، كوزير للخارجية الإيرانية، ليس دبلوماسياً غريباً على المجتمع الدولي، إذ يشغل منصب المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية.

وتولى أمير عبد اللهيان أيضاً منصب مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، قبل أن يقيله ظريف من منصبه عام 2016، في أعقاب تقارير تحدثت عن اختلاف مع توجهات ظريف حول دور طهران في قضايا المنطقة.

ويحسب عبد اللهيان الذي شغل مناصب سفير إيران لدى البحرين، ورئيس اللجنة الخاصة بالعراق في وزارة الخارجية، ومساعد السفير في بغداد، ومستشار وزارة الخارجية الإيرانية، على التيار المحافط، كما ارتبط اسمه خلال فترة عمله في وزارة الخارجية، بتدخلات "الحرس الثوري" الإيراني وجناحه "فيلق القدس" في السياسة الخارجية، وتحديداً في ملفات العراق وسوريا ولبنان.

"الاتفاق النووي شبه ميت"

أحد أبرز المرشحين لتولي ملف التفاوض بشأن الاتفاق النووي، رأى في مارس الماضي، وقبل أقل من شهر على انطلاق محادثات فيينا، أن "الاتفاق النووي أصبح شبه ميت"، و"لم يبق منه سوى اسمه"، بحسب مقابلة إعلامية مع وكالة "سبوتنيك".

ولكن بعد 6 جولات من التفاوض لإحياء "الاتفاق شبه الميت"، رمى عبد اللهيان، الكرة في ملعب الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً في حوار مع "شبكة CNN الأميركية": "إذا كان (الرئيس الأميركي جو) بايدن يسعى للعودة إلى الاتفاق النووي، فلا ينبغي له أن يطرح أشياء جديدة، مثل المنطقة وصواريخنا والتدخل في شؤون إيران".

ورد عبد اللهيان على سؤال بشأن "ثقته في عودة الاتفاق النووي إلى المسار الصحيح"، بأنه "في اللحظة التي تصل فيها محادثات فيينا إلى نقطة يتم فيها تأمين مصالح شعبنا، يمكن البدء في تنفيذ خطة العمل المشتركة"، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي. 

المرشح لمنصب وزير خارجية إيران ظهر في مقابلة تلفزيونية مع برنامج "حديث خاص" على تلفزيون "العربي"، في يناير من العام الماضي، قال فيها "لو كان الأميركيون قادرون على خوض حرب مع إيران لفعلوا ذلك قبل سنوات، أحد أسباب لجوء الولايات المتحدة إلى حرب اقتصادية وفرض العقوبات علينا هو عدم قدرتها على خوض حرب عسكرية".

واستدرك: "صحيح، بإمكانهم، لكنهم لن يستطيعوا إنهاءها لأن إيران ستنتقم وترد".

جولة سابعة منتظرة

وكانت محادثات مباشرة انطلقت قبل 4 أشهر من الآن، بين طهران والقوى العالمية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي)، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018 وأعادت فرض عقوبات.

وأجرت الوفود المشاركة في محادثات فيينا، 6 جولات، اختتمت في 20 يونيو الماضي، من دون تحديد موعد لجولة جديدة، وذلك لانتظار تسلم الرئيس الإيراني الجديد منصبه رسمياً، خلفاً لروحاني. 

المشاركون في المباحثات أكدوا حصول تقدم مع تبقي "خلافات جدية"، تنتظر جولة سابعة من المباحثات.

عودة إيران 

وفي هذا الإطار، أكد موظف كبير في الاتحاد الأوروبي، السبت، استعداد إيران لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه يمكن مواصلة المحادثات في العاصمة النمساوية فيينا في أوائل سبتمبر المقبل.

وأضاف أن مفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف بالملف النووي الإيراني، الإسباني إنريكي مورا، "طلب مناقشة خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، مع حسين أمير عبد اللهيان، الذي قد يتولى وزارة الخارجية الإيراني في حكومة رئيسي"، موضحاً أن "هذه المحادثات كانت مفيدة جداً لأنها أتاحت له إيصال رسائل، وخصوصاً القلق الذي أثارته الأنشطة النووية الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة".

"أجواء قاتمة"

وكالة "بلومبرغ" الأميركية، كانت قد ذكرت في تقرير، الخميس، أن "أجواء قاتمة" تُخيّم على محادثات القوى العالمية مع إيران، لإحياء "اتفاق نووي منهار"، ولا سيما مع تنصيب الرئيس الإيراني "المتشدد" رئيسي، الخميس، وسط أزمة ملاحية في الخليج.

وأضافت أن محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني،  تواجه خطر الدخول إلى "منعرج أسوأ"، في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط.

إطار زمني

من جهتها، عبّرت الخارجية الأميركية في بيان، الخميس، عن "أملها في أن تغتنم إيران الفرصة الآن للتوصل لحلول دبلوماسية". كما امتنعت عن "وضع إطار زمني لفرصة إحياء الاتفاق النووي الإيراني".

كما حذر مسؤولون أميركيون وأوروبيون، من أن التأخير لمدة طويلة، ربما يغلق الباب أمام المحادثات بشكل كامل، وسط ترقب بشأن أسماء مرشحي رئيسي للحكومة، وفريقه التفاوضي. 

اقرأ أيضاً: