اعتبرت الولايات المتحدة أن لا داعي لـ"تغيير وضعها النووي" بعد تصريحات روسية لمحت إلى "استخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة الأميركية "تأخذ هذه التهديدات بوضوح على محمل الجد. لكننا لا نرى أي مبرر لتغيير وضعنا النووي في هذا الوقت".
في السياق ذاته، قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الجمعة، إن روسيا تعرف جيداً أنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" في حال استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي إن إن": "هم يعلمون أنه ستكون هناك عواقب وخيمة. لن أشرح بالتفصيل كيف سنرد، لأن هذا يعتمد على نوع أسلحة الدمار الشامل التي قد يستخدمونها".
وتابع: "نحن نرسل هذه الرسائل ونقوم بتوضيح الأمر للحيلولة دون حدوث ذلك"، معتبراً أن احتمالات استخدام الأسلحة النووية "ما زالت منخفضة، لكن العواقب المحتملة كبيرة جداً".
وأوضح أن التهديدات التي يطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً تزيد من حدة التوتر، واصفاً إيها بأنها "خطيرة ومتهورة"، لافتاً إلى ضرورة أن يتعامل الحلف مع هذا الأمر بـ"جدية بالغة".
شبح النووي يلوح في الأفق
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ألكسندر فينيديكتوف إن "شبح التهديد النووي، الذي بدا وكأنه شيء من الماضي بعد انتهاء المواجهة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، يلوح في الأفق مجدداً"، وفقاً لما نقلته عنه وكالة "تاس" الروسية.
وأضاف فينيديكتوف في مؤتمر بمناسبة الذكرى الستين لأزمة الصواريخ الكوبية، أن روسيا "تبذل قصارى جهدها لحماية العالم من أي حوادث نووية عارضة، ناهيك عن الاستخدام المتعمد لأسلحة الدمار الشامل".
وأشار إلى "هذا لا يحدث بسبب روسيا التي كانت وما زالت تبذل قصارى جهدها للحد من فرص استخدام الأسلحة النووية من قبل أي أحد في العالم".
"العقيدة النووية"
وفي وقت سابق الجمعة، نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، إن موسكو لا تهدد أحداً بالأسلحة النووية، وإن مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ليست في مصلحة روسيا.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن ريابكوف قوله في مؤتمر الجمعة: "نحن لا نهدد أحداً بالأسلحة النووية.. معايير استخدامها محددة في العقيدة العسكرية الروسية".
لكن ريابكوف قال إن روسيا لا تسعى إلى "مواجهة مفتوحة" مع الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، ولا تريد أن يتصاعد الموقف.
ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله: "نأمل أن تكون إدارة بايدن على وعي أيضاً بخطر التصعيد غير المنضبط للصراع في أوكرانيا".
وكان الرئيس الروسي أعلن في خطاب عن تعبئة جزئية للجيش الروسي بدءاً من الأربعاء، متهماً الغرب بممارسة "ابتزاز نووي" محذراً من أن روسيا "لديها الكثير من الأسلحة للرد"، ومهدداً باستخدام "كل الموارد المتاحة" للدفاع عن بلاده وأراضيها.
من جهته، أشار نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف، إلى أن روسيا من أجل حماية سيادتها تستطيع استخدام ليس فقط إمكانية التعبئة، بل "وأي أسلحة أيضاً، بما في ذلك أسلحة نووية استراتيجية"، وذلك رداً على تصريحات للقائد الأسبق للقوات الأميركية في أوروبا الفريق بن هوجيز الذي قال إن بلاده سترد بـ"ضربة مدمرة" على الجيش الروسي "إذا استخدم فلاديمير بوتين أسلحة نووية في أوكرانيا".
"الهجوم علينا.. سيقابله النووي"
وتُجري 4 مناطق تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا استفتاءات في نهاية هذا الأسبوع حول ما إذا كانت ستنضم إلى روسيا. وقال بوتين إنه يدعم هذا التحرك، الذي عزز من احتمال أن تضم روسيا رسمياً 15 بالمئة أخرى من أراضي أوكرانيا.
وقال مسؤولون روس، من بينهم الرئيس السابق ميدفيديف، إن أي هجوم للقوات الأوكرانية على هذه المناطق بعد ضمها لروسيا سيعتبر هجوماً على بلادهم.
وبموجب العقيدة النووية الروسية، قد يسمح ذلك باستخدام الأسلحة النووية إذا شعرت موسكو أنها تواجه "تهديداً وجودياً".
تهديد "غير مسؤول"
والأربعاء، اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن روسيا بانتهاك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بغزوها لأوكرانيا، وقال إن موسكو تلقي تهديدات "غير مسؤولة" باستخدام الأسلحة النووية.
وفي حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، انتقد بايدن بوتين لشن حرب غير مبررة دفعت نحو 40 من أعضاء الأمم المتحدة لمساعدة أوكرانيا في القتال بالتمويل والأسلحة.
وأضاف بايدن: "أقدم عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على غزو جاره وحاول محو دولة ذات سيادة من الخريطة. هكذا انتهكت روسيا بكل وقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة".
ومضى قائلاً: "لا يمكن لأي طرف كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبداً".
وأشار بايدن إلى أن لا أحد هدد روسيا على الرغم من زعمها عكس ذلك، وأن لا أحد سوى روسيا سعى إلى الصراع، متعهداً باستمرار الولايات المتحدة في تضامنها مع أوكرانيا.
وتابع "هذه الحرب تهدف إلى محو حق أوكرانيا في الوجود كدولة، بكل بساطة وسهولة، وحق الأوكرانيين في الوجود كشعب. أينما كنت وحيثما تعيش ومهما كانت معتقداتك، هذا يجب أن.. يشعرك بالفزع".
اقرأ أيضاً: