نقص المترجمين يعرقل تدريب الجنود الأوكرانيين في ألمانيا

جندي أوكراني أعلى دبابة من طراز "Leopard 1A5" في منطقة كليتز الألمانية. 17 أغسطس 2023 - REUTERS
جندي أوكراني أعلى دبابة من طراز "Leopard 1A5" في منطقة كليتز الألمانية. 17 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

يواجه الضباط والمدربون الأوروبيون، الذين يتولون مهمة تدريب الجنود الأوكرانيين في ألمانيا عدة تحديات، أبرزها نقص المترجمين الفوريين الأكفاء، القادرين على ترجمة مصطلحات عسكرية وفنية لا تستخدم في الحياة اليومية.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير، الاثنين، عن مارتن بون، وهو ضابط هولندي برتبة عميد، قوله: "المترجمون الفوريون هم التحدي الأول".

ويشغل بون منصب نائب رئيس بعثة التدريب متعددة الجنسيات التابعة للاتحاد الأوروبي، التي بدأت في نوفمبر الماضي، تدريب الأوكرانيين على التكتيكات واستخدام مجموعة من الأسلحة.

وصرّح بون للصحيفة، بأن المترجمين الذين تقدمهم كييف، وعواصم غربية غالباً ما يجدون صعوبة في ترجمة المفردات اللازمة.

وتوقعت الصحيفة أن يصل عدد الجنود الأوكرانيين المتدربين في ألمانيا إلى 10 آلاف جندي بنهاية العام الجاري، في إطار حملة غربية أوسع نطاقاً لتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالدبابات، والمدفعية، وأنظمة الدفاع الجوي.

وأرسلت كييف 63 ألف جندي إلى أوروبا والولايات المتحدة للمشاركة في معسكرات تدريبية.

وأوضح بون أن "التحدي الكبير يتمثل في ترجمة الكلمات المستخدمة في سياق عسكري أو تقني. إنها كلمات لا يستخدمها أحد في الحياة اليومية".

وتأتي تصريحات بون بعد مشاركة جنود أوكرانيين في تدريب على إطلاق النار بالدبابات في قاعدة عسكرية بالقرب من كليتس في شمال شرق ألمانيا.

تفاوت الأعمار والقدرات

ووفقاً للصحيفة، أشاد مدربون أوروبيون بالدوافع الهائلة لدى الجنود، "على الرغم من ضغوط الحرب الوحشية التي يخوضونها، والأخطار اليومية التي يتعرّض لها أصدقاؤهم وعائلاتهم في أوكرانيا".

وقال المدربون إن أعمار وقدرات الجنود الذين أرسلتهم أوكرانيا متفاوتة بشكل كبير، لأن القادة الأوكرانيين على الخطوط الأمامية لا يرغبون في الاستغناء عن أفضل جنودهم، لافتين إلى أن "أحد المتطوعين الذين أُرسلوا إلى ألمانيا يبلغ من العمر 71 عاماً".

مع ذلك، أعرب جنود أوكرانيون عن رضاهم لما تعلّموه في كليتس عن دبابات "Leopard 1A5"، وهي إصدار أقدم وأقل تطوراً من الدبابة "ليوبارد 2" التي اكتسبت شهرة دولية في بداية العام الجاري، عندما قاومت ألمانيا ضغوطاً مكثفة من أوكرانيا والحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتزويد كييف بها.

ومع ذلك، شدد الجنود الأوكرانيون على أن الأسلحة الأحدث دائماً ما تكون أفضل من القديمة، حسبما ذكرت الصحيفة.

"تعثر" الهجوم المضاد

"فاينانشيال تايمز" نوّهت بأن الجنود الأوكرانيين ومدربيهم الغربيين يدركون تماماً أن كييف لم تنجح في إحراز التقدم الذي كانت تأمل في تحقيقه في الهجوم المضاد، الذي بدأ في يونيو الماضي، ضد القوات الروسية.

وأوضح العميد الهولندي بون أن "المشكلات التي تواجه القوات الأوكرانية تتضمن التضاريس الوعرة، ووسائل الحرب الإلكترونية المتطوّرة التي تستخدمها روسيا، والطائرات المُسيرة". 

وتابع بون: "الأمر صعب للغاية. نحن نبحث عن طرق لإعداد الأوكرانيين للعمل في مثل هذه الأجواء".

وفي الأسابيع الماضية، أعرب مسؤولون من دول غربية أخرى عن إحباطهم بسبب الخلافات في الرأي بشأن استراتيجية وتكتيكات مواجهة روسيا. 

عقلية سوفيتيية

وقال أحد المدربين الألمان في كليتس إنه واجه في بعض الأحيان خلافات مع القادة الأوكرانيين الأكبر سناً الذين تلقوا تدريباتهم في الحقبة السوفيتية، مشيراً إلى أنهم "يعتقدون أنهم يعرفون أكثر".

مع ذلك، تقول جيوش غربية، تختلف تجاربها القتالية الأخيرة في العراق وأفغانستان بشكل كبير عن الحرب التقليدية الجارية في أوكرانيا، أيضاً إنها تتعلّم من القوات الأوكرانية.

على نحو مماثل، ظهرت مشكلة في الدنمارك، حيث يجري تدريب نحو 8 طيارين أوكرانيين والعشرات من أفراد الدعم على قيادة طائرات مقاتلة من طراز "F-16" في قاعدة "سكريدستروب" الجوية.

وقال مسؤولون عسكريون دنماركيون إن التدريب، الذي أصبح أكثر إلحاحاً بعدما تعهدت الدنمارك وهولندا بالتبرع بمقاتلاتها لأوكرانيا، تأجل للحصول على تصريحات أمنية للطيارين، واكتساب مهارات لغوية، وإجراء فحوص طبية.

وقال قادة أوروبيون إنهم يتواصلون على نحو وثيق مع نظرائهم الأوكرانيين، وإنهم يسعون إلى الاستجابة بسرعة للملاحظات والمطالب المتغيرة، مع سعي كييف إلى مواصلة هجومها المضاد المتعثر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك