إيران ترفض زيارة مدير "الطاقة الذرية" في مارس وتدعوه لمؤتمر "نووي"

صورة بالأقمار الصناعية لمنشأة نطنز النووية الإيرانية في محافظة أصفهان - Reuters
صورة بالأقمار الصناعية لمنشأة نطنز النووية الإيرانية في محافظة أصفهان - Reuters
دبي -رويترز

دعا رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الأربعاء، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي لحضور مؤتمر للطاقة النووية في طهران خلال مايو المقبل، معلناً رفض زيارته إلى إيران خلال شهر مارس المقبل.

وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد يومين من إعلان جروسي أن طهران تواصل تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز احتياجات الاستخدام النووي التجاري، رغم ضغوط الأمم المتحدة لوقف ذلك، مشيراً إلى أن رغبته في زيارة طهران، للمرة الأولى منذ عام، تهدف إلى إنهاء "الانجراف بعيداً".

وقال مدير عام الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، بعد أن أطلع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، على هذا الموضوع، إنه على الرغم من أن وتيرة تخصيب اليورانيوم تباطأت قليلاً منذ نهاية العام الماضي، فإن إيران لا تزال تخصب بمعدل مرتفع يبلغ نحو حوالي سبعة كيلوجرامات من اليورانيوم شهرياً بنسبة نقاء 60%.

مؤتمر للطاقة النووية في إيران

في المقابل، قال محمد إسلامي إن إجراء زيارة الشهر المقبل غير مرجح بسبب "جدول الأعمال المزدحم" دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأضاف، في مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران، إن "تواصل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمر بصورة طبيعيةـ وتجري المناقشات لحل أوجه الالتباس وتطوير التعاون".

وقال إسلامي إن جروسي تلقى دعوة لحضور المؤتمر الدولي الأول للطاقة النووية في إيران في مايو.

وذكر  جروسي لـ"رويترز"، الاثنين، أن إيران لا تزال تخصب اليورانيوم بمعدل مرتفع يبلغ حوالى سبعة كيلوجرامات شهرياً إلى درجة نقاء 60% رغم تباطؤ وتيرة التخصيب قليلاً منذ نهاية العام الماضي.

والتخصيب إلى درجة نقاء 60% يجعل اليورانيوم قريباً من مستوى صنع الأسلحة، وهو ليس ضرورياً لإنتاج الطاقة النووية للاستخدام التجاري.

وتنفي إيران سعيها لحيازة أسلحة نووية، لكن لم تقم أي دولة أخرى بتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى دون إنتاجها.

وبموجب اتفاق 2015 مع القوى العالمية، والذي لم يعد قائماً، كان يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% فقط.

وبعد قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بسحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في عام 2018، وإعادة فرض عقوبات عليها، انتهكت إيران القيود النووية المفروضة بموجب الاتفاق وتجاوزتها.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 "انهار تقريباً". 

قلق وخطوط حمراء

وفي نهاية عام 2023، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران لديها بالفعل ما يكفي من المواد لصنع ثلاث قنابل نووية، إذا خصبت اليورانيوم إلى أكثر من 60%.

وقال جروسي، في لقائه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قبل يومين: "هناك خطاب مقلق، ربما سمعتم مسؤولين كبار في إيران يقولون إنه صار لديهم في الآونة الأخيرة كل العناصر اللازمة لصنع سلاح نووي".

وأضاف أن القلق تزايد بسبب ما وصفه بالظروف الحالية في الشرق الأوسط، في إشارة إلى التوتر الناجم عن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وقبل زيارته طهران، من المقرر أن يتوجه جروسي إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث ملفات إيران، والشرق الأوسط، وأوكرانيا.

وروسيا هي إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، إلى جانب الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وفي تصريحات تعود إلى ديسمبر الماضي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي المبرم في العام 2015 أصبح "دون جدوى" على نحو متزايد بالنسبة لبلاده، منتقداً تجاهل "خطوط إيران الحمراء" في هذا الملف.

وقال عبد اللهيان في كلمة ألقاها أمام طلاب في جامعة طهران: "كلما تقدّمنا أكثر، أصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة دون جدوى". وأضاف أن بلاده "لا تتجاوز الخطوط الحمراء" بشأن هذا الملف، ولكن "بالنظر إلى تجاهل الطرف الآخر للخطوط الحمراء (الإيرانية) أحياناً، فإننا لسنا حالياً على طريق العودة إلى الاتفاق".

وتدين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منذ أشهر، تعطيل إيران للعديد من كاميرات المراقبة، وعدم وجود تفسيرات بشأن آثار جزيئات يورانيوم عُثر عليها في موقعين غير معلنين بـ"توركوز آباد" و"رامين".

تصنيفات

قصص قد تهمك