"فاينانشال تايمز": أميركا طلبت من إيران سراً استخدام نفوذها لإنهاء هجمات الحوثيين

"محادثات سرية" بين واشنطن وطهران بشأن هجمات البحر الأحمر

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته جماعة "الحوثي" في اليمن خلال عملية استيلاء على سفينة تجارية في البحر الأحمر - "إعلام الحوثيين"
صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته جماعة "الحوثي" في اليمن خلال عملية استيلاء على سفينة تجارية في البحر الأحمر - "إعلام الحوثيين"
دبي-الشرق

أجرت الولايات المتحدة "محادثات سرية" مع إيران، خلال الفترة الماضية في محاولة لإقناع طهران باستخدام نفوذها لكبح جماح جماعة "الحوثي" في اليمن، من أجل إنهاء الهجمات على السفن بالبحر الأحمر، وفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإيرانيين، أن "المفاوضات السرية غير المباشرة"، التي أثارت خلالها واشنطن مخاوف بشأن توسيع برنامج إيران النووي، جرت في سلطنة عمان خلال يناير الماضي، وكانت الأولى بين البلدين منذ 10 أشهر.

وقال المسؤولون إن "المسؤولين العمانيين (خلال المحادثات) قاموا برحلات مكوكية بين الممثلين الإيرانيين والأميركيين حتى لا يتحدثوا مباشرة".

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن الوفد الأميركي ترأسه، مستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك ومبعوثه لإيران أبرام بالي، في المقابل مثل طهران، نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كاني، وهو أيضاً كبير مفاوضي إيران في الملف النووي.

وتؤكد المحادثات كيف تستخدم إدارة بايدن القنوات الدبلوماسية مع خصمها، إلى جانب الردع العسكري، في محاولة لتهدئة موجة من الأعمال العدائية الإقليمية التي تشارك فيها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتي اندلعت بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب "فاينانشال تايمز".

وقال شخص مطلع على الأمر للصحيفة، إن المسؤولين الأميركيين يرون في القناة غير المباشرة مع إيران "وسيلة لإثارة مجموعة كاملة من التهديدات الصادرة عن إيران". وشمل ذلك نقل "ما يتعين عليهم القيام به من أجل منع نشوب صراع أوسع نطاقاً".

تأجيل جولة ثانية

وأضاف المسؤولون الأميركيون أنه كان من المقرر إجراء جولة ثانية من المفاوضات التي يشارك فيها ماكجورك في فبراير الماضي، لكن تم تأجيلها عندما أصبح مرتبطاً بالجهود الأميركية للتوسط في اتفاق بين إسرائيل و"حماس" لوقف الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لدينا العديد من القنوات لتمرير الرسائل إلى إيران"، رافضاً تقديم تفاصيل "بخلاف القول إنه منذ (هجوم حركة حماس في) 7 أكتوبر، ركزت (القنوات) جميعها على إثارة مجموعة كاملة من التهديدات الصادرة عن إيران، وضرورة أن توقف طهران تصعيدها الشامل". 

وكانت آخر المحادثات المعروفة بين الولايات المتحدة وإيران هي ما يسمى بـ"محادثات التقارب" في مايو الماضي. 

وقال مسؤول إيراني: "لقد قالت إيران مراراً إن لديها فقط شكلاً من أشكال التأثير الروحي (على الحوثيين). لا يمكنها الإملاء على الحوثيين، لكن يمكنها التفاوض والتحدث".

ومع ذلك، كانت هناك دلائل على أن طهران سعت إلى تخفيف التوترات مع واشنطن منذ هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية أميركية على الحدود الأردنية السورية أودى بحياة 3 جنود أميركيين. 

وقال المسؤول الإيراني إنه عندما زار العميد إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بغداد الشهر الماضي، أبلغ الجماعات العراقية المسلحة بـ"إدارة سلوكها بطريقة لا تسمح لأميركا بالتورط مع إيران".

وتقول جماعة "الحوثي" في اليمن إنها تستهدف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، "تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي".

وتوجّه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية متكررة على مواقع لـ"الحوثيين" بهدف "تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية".

تصنيفات

قصص قد تهمك