قالت مصادر سياسية في تصريحات لـ "الشرق"، الجمعة، إن وزير خارجية لبنان عبدالله بوحبيب سلّم السفير الفرنسي هيرفيه ماجرو، رده على مقترح تقدمت به فرنسا يهدف إلى وقف التصعيد مع إسرائيل في جنوب البلاد، إذ لم يتطرق الرد لإبعاد "قوة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" عن الحدود.
وتدور اشتباكات بين "حزب الله" اللبناني، وإسرائيل منذ أشهر بالتوازي مع حرب غزة، إذ تمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين منذ حرب 2006، ما يؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر.
وأشارت المصادر إلى أن الرد تم بالتنسيق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، إذ تم التأكيد على تطبيق القرار الأممي الرقم (1701) مع نشر وحدات أكبر تابعة للجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية الفاصلة بين لبنان واسرائيل.
وتتعلق المبادرة، بحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، بتطبيق القرار الأممي الرقم (1701)، الذي ينص على حصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام (يونيفيل).
لبنان: خطوة مهمة للسلام
في السياق، أكدت مصادر في الخارجية اللبنانية لـ"الشرق"، أن رد بيروت تضمن استعدادها لـ"تفعيل عمل اللجنة الثلاثية العسكرية والتي تضم كل من لبنان وإسرائيل واليونيفيل" والتي درجت على عقد اجتماعاتها في مقر القوة الأممية في الناقورة، فيما أشارت إلى أن الرد اللبناني جاء مختصراً و"لم يتجاوز الصفحة الواحدة".
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب استقبل السفير الفرنسي هيرفيه ماجرو، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن بوحبيب قوله، إن "مبادرة فرنسا فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج إلى المزيد من البحث فيها. مهم لنا أن نتوصل إلى نوع من الاتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الاستقرار الكامل والدائم. إن المبادرة خطوة مهمة للوصول إلى السلام والأمن في جنوب لبنان".
ولم يتحدث الرد اللبناني، عن إبعاد "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله عن الحدود، لكنه شدد على ضرورة احترام إسرائيل القرار الدولي وعدم تكرار خروقاتها لمندرجات القرار 1701 منذ إقراره في أغسطس من عام 2006 إلى اليوم والذي خرقته آلاف المرات.
بنود الاقتراح الفرنسي
وتنص المبادرة الفرنسية التي قُدمت في يناير الماضي، على انسحاب مقاتلي "حزب الله" وحلفائهم إلى مسافة تراوح بين 10 إلى 12 كيلومتراً من الحدود ووقف الانتهاكات الجوية الإسرائيلية، كما تقترح إنشاء لجنة رباعية تضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان لمراقبة وقف الأعمال العدائية.
ويقضي المقترح أيضاً بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لحزب الله حيث يندمج مقاتلو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.
يشار إلى أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين، قدم مطلع الشهر الجاري مقترحاً بالتهدئة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويدرسه حالياً رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأضاف القائم بأعمال رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي في تصريحات لتلفزيون "الجديد" اللبناني، أنه سيتحدث مع المبعوث الأميركي لبحث الموقف الإسرائيلي من مقترح إنهاء تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان، مضيفاً أن "تعزيز الجيش اللبناني جزء من اتفاق لإنهاء التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية".
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، فتح "حزب الله" جبهة من جنوب لبنان مستهدفاً مواقع الجيش الإسرائيلي الذي يرد بقصف الأراضي اللبنانية وتنفيذ ضربات ضد مسؤولين من الحزب وحركة "حماس" في لبنان.
ومنذ بدء التصعيد، لقي ما لا يقل عن 322 شخصاً في جنوب لبنان، مصرعهم، معظمهم من حزب الله، وبينهم 56 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس"، وفي إسرائيل، أحصى الجيش قتل 10 جنود و7 مدنيين، فيما أدى القصف المتبادل إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.
وكانت "يونيفيل" حذّرت في بيان، من "تحول مقلق" في تبادل إطلاق النار. وقالت "نشهد الآن توسعاً وتكثيفاً للضربات" داعية "جميع الأطراف المعنيّة على وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد".