اقتراح بـ"تنازلات أوروبية" لإيران للمساعدة في كسر جمود مفاوضات فيينا

time reading iconدقائق القراءة - 7
كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري يتحدث مع المنسق الأوروبي بمحادثات فيينا إنريكي مورا في طهران. 11 مايو 2022 - REUTERS
كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري يتحدث مع المنسق الأوروبي بمحادثات فيينا إنريكي مورا في طهران. 11 مايو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

اقترح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي، تقديم "تنازلات جديدة مهمة" لإيران، تهدف إلى إنهاء تحقيق الأمم المتحدة في الأنشطة النووية السابقة لطهران على وجه السرعة، في محاولة لكسر الجمود في محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، وفق ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وكانت نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات التي استمرت 16 شهراً، تحقيق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواد نووية غير المعلنة، عُثر عليها في إيران عام 2019.

وتؤكد إسرائيل ومسؤولون غربيون أن هذه المواد "دليل على أن إيران كان لديها في يوم ما برنامج أسلحة نووية سري"، وهو أمر تنفيه طهران منذ فترة، قائلة إنها مهتمة فقط ببرنامج نووي مدني.

وضغطت إيران في المفاوضات النووية من أجل إنهاء التحقيق منذ مارس على الأقل. وفي غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنهم لن يتفاوضوا بشأن التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية مستقلة، يؤكدون أن لا علاقة لها بالاتفاق النووي.

وفي مسودة نص اقتراح مقدم من الاتحاد الأوروبي، اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال"، توافق إيران على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ. ولفتت الصحيفة إلى أن من المتوقع أن تجيب إيران على أسئلة الوكالة "بهدف توضيحها".

إنهاء التحقيق

وجاء في النص أنه إذا تعاونت طهران، فإن الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في المحادثات ستحض مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على إنهاء  التحقيق.

وقال فريق الاتحاد الأوروبي، الذي يرأس المحادثات ويتولى مسؤولية صياغة الاتفاق، إن هذا هو النص النهائي الذي سيقدمه لإحياء الاتفاق النووي.

وإذا وافقت أطراف الاتفاق، وهي الولايات المتحدة وإيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين، على النص المقترح، فسيضع ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقف صعب، إذ يعتمد تنفيذ الاتفاق إلى حد كبير على تقييم تعاون طهران.

وكان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، قد تعهد بعدم التخلي عن التحقيق أبداً حتى تجيب إيران على التساؤلات بشأن المكان الذي نشأت فيه المواد النووية وأين هي الآن، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

رد مرتقب من إيران

وقال دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون بعد توزيع مقترحاتهم، الاثنين الماضي،  إن المفاوضات انتهت الآن. وقال شخصان مطلعان على المناقشات لـ"وول ستريت جورنال"، إن "الاتحاد الأوروبي أبلغ إيران والأطراف الأخرى أنه يريد رداً بنعم أو لا، على النص بحلول 15 أغسطس".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نحن ندرس بعناية النص النهائي الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، وسنقدم إجابتنا لهم كما طُلب منا".

وذكر مسؤول أميركي كبير أن واشنطن "تريد تسوية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشدداً على أن "الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك هي أن تزود إيران الوكالة بالمعلومات التي تحتاجها. هذا هو موقفنا بغض النظر عما إذا كان معبراً عنه في نص تفاهم أو في مكان آخر".

مراجعة النص

وقال مسؤولون إيرانيون، الثلاثاء، إنهم بدؤوا فقط في مراجعة النص. وأشاروا مؤخراً إلى أنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من المحادثات، مما يترك مصير الاتفاق غير مؤكد.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على المحادثات، أن الاتحاد الأوروبي صاغ الاقتراح لإدراج حل وسط بشأن تحقيق الضمانات في نص الاتفاق النووي، بعلم الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق (فرنسا وألمانيا وبريطانيا).

وحدّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 كهدف رئيسي لسياستها الخارجية، بعد أن أخرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018. وبعد عام بدأت إيران بشكل منهجي في انتهاك القيود النووية الواردة في الاتفاق.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن "النص المقدم إلى الأطراف المشاركة في المحادثات الأخيرة في فيينا، يتماشى مع السرية المعتادة لمثل هذه العمليات الدبلوماسية، والآن على الأطراف المشاركة النظر فيه، وليس للمناقشة في وسائل الإعلام".

ويذهب تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران إلى جوهر مسؤوليات الوكالة، وهو ضمان عدم تحويل المواد النووية في الدول الأعضاء فيها إلى أغراض عسكرية.

واتهمت الوكالة وعواصم غربية طهران بالمماطلة وتقديم إجابات مضللة. وفي يونيو، حظيت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بتأييد ساحق لقرار في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدعو طهران إلى التعاون مع التحقيق.

وهذه القضية حساسة للغاية بالنسبة لإيران، التي لطالما أنكرت أن لديها برنامج أسلحة نووية.

ويعتقد العديد من المسؤولين الغربيين أن المواد غير المعلنة، تعود إلى العمل الذي أجرته إيران في برنامج أسلحة نووية استمر حتى عام 2003 على الأقل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات