كشفت نتائج أكبر استطلاع مستقل لرأي الشباب العربي، الثلاثاء، أن نحو نصف المواطنين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والبالغ عددهم 200 مليون شاب وشابة، يفكرون في مغادرة بلدانهم، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية واستشراء الفساد.
وكشفت النتائج أيضاً، أن تفشي وباء كورونا عزز هذه الرغبة، مع إبداء ثلث الشباب العربي ميلاً أكثر إلى الهجرة بفعل تداعيات الجائحة.
ووفق الاستطلاع السنوي الـ12 لـ"أصداء بي سي دبليو" الذي تجريه شركة الأبحاث العالمية "بي إس بي ريسيرتش"، قال 42 في المئة من الشباب العربي إنهم يفكرون بالهجرة. وكانت هذه الرغبة أكثر انتشاراً بين شباب دول شرق المتوسط (لبنان وسوريا وفلسطين والأردن والعراق)، وشمال إفريقيا (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب)، واليمن.
في المقابل، كان الشباب في دول الخليج العربي أقل ميلاً (13 في المئة) إلى التفكير في الهجرة، خصوصاً مواطني المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وبحسب الاستطلاع، تتمثل الدوافع الرئيسية للرغبة في الهجرة، في الأسباب الاقتصادية (24 في المئة) والفساد (16 في المئة)، تليها فرص التعليم، والتجارب الجديدة، والأسباب الأمنية والسياسية والدينية، وتقييد الحرية الشخصية.
وأظهر الاستطلاع أن 40 في المئة من الشباب الراغبين في الهجرة ينوون مغادرة بلادهم بشكل دائم أي من دون التخطيط للعودة، نصفهم متحدرون من دول شرق المتوسط (49 في المئة).
وشمل الاستطلاع 4 آلاف شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً من 17 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توزع العينة بين الجنسين بالتساوي.
وأُجري البحث على مرحلتين: الاستطلاع الرئيسي بين الـ19 من يناير والـ3 من مارس 2020 قبل أن يصل تأثير وباء كورونا إلى المنطقة، واستطلاع "نبض كوفيد – 19" في المرحلة الثانية بين الـ18 والـ26 من أغسطس 2020 في 6 دول عربية.
الفساد أبرز الأسباب
وأظهر الاستطلاع أن 77 في المئة من الشباب العربي في منطقتي شرق المتوسط وشمال إفريقيا يرون أن الفساد الحكومي متفشٍّ بشكل واسع في دولهم. وجاءت النسبة الكبرى منهم في اليمن والعراق وتونس وليبيا، ثم في الجزائر وفلسطين والأردن والسودان ولبنان وسوريا والمغرب ومصر.
واعتبر أغلبية المشاركين، أن "مكافحة الفساد الحكومي" و"دحر التنظيمات الإرهابية" هما الأولوية القصوى لضمان تطور المنطقة.
وكشف الاستطلاع، أن ما يقارب 9 من كل 10 شباب في الجزائر والعراق والسودان ولبنان، دعموا الاحتجاجات التي حصلت في بلدانهم خلال العام الماضي، وأبدى أغلبية هؤلاء تفاؤلهم بأن هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغيير إيجابي حقيقي.
مثقلون بالديون
وأظهرت البيانات أن 35 في المئة من الشباب العربي لديهم ديون شخصية، بارتفاع 14 في المئة عن عام 2019، وهي نسبة غير مسبوقة خلال 5 سنوات. وتعدّ أغلبيتهم في سوريا والأردن وفلسطين والعراق، ثم لبنان والسودان واليمن، وتهمين عليها القروض الدراسية.
ووصف 88 في المئة من الشباب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وضعهم المالي بـ"السيئ جداً"، وقال 30 في المئة إن حجم ديونهم الأسرية ارتفع منذ بدء تفشي وباء كورونا.
وأعرب 87 في المئة من الشباب العرب عن قلقهم من البطالة، وأبدى نصفهم فقط ثقة بقدرة حكوماتهم على مواجهة هذه المشكلة.
وعن تأثير كورونا، قال 20 في المئة إنهم أو أحد أفراد أسرتهم فقدوا وظائفهم نتيجة الجائحة، فيما قال 72 في المئة، إن إيجاد عمل أصبح أكثر صعوبة بعد الوباء، وكانت النسبة الكبرى من هؤلاء في لبنان (91 في المئة) والأردن (90 في المئة).
المساواة بين الجنسين
وأظهر التقرير أن 2 من كل 3 شابات عربيات تقريباً يعتبرن أنهن يتمتعن بحقوق متساوية مع الرجال، وتوزّعن كالآتي: 71 في المئة في دول مجلس التعاون الخليجي، 62 في المئة في شمال إفريقيا، و60 في المئة في دول شرق المتوسط.
ورأت 70 في المئة من النساء المستطلَعات أنهن يتمتعن بفرص تعليمية متساوية مع الرجال، فيما انخفضت هذه النسبة إلى 52 في المئة في ما يتعلق بتساوي الفرص المهنية.
واتفق الشبان والشابات (70 -76 في المئة) على أن أفضل طريقة لتدعم المرأة عائلتها هي العمل، أكثر من البقاء في المنزل.
البلد المثالي
وأظهر الاستطلاع أن الإمارات العربية المتحدة حافظت – للعام التاسع على التوالي- على لقب "البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه" (بنسبة 46 في المئة)، والذي يتمنى لبلاده الاقتداء به، بسبب الأمن والأمان، وفرص العمل والرواتب المرتفعة والاقتصاد المتنامي.
وتوالت في الترتيب كل من الولايات المتحدة (33 في المئة)، ثم المملكة المتحدة وكندا (27 في المئة)، وبعدها ألمانيا (22 في المئة).
وأبدى المستطلعون مستوى رضاهم عن النهج الذي تنتهجه حكوماتهم في مواجهة جائحة كورونا، وأتت النسبة 100 في المئة في الإمارات، و91 في السعودية، و80 في الأردن، و76 في مصر.
وأظهرت النتائج أيضاً أن 79 في المئة من الشباب العربي يحصلون على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2020، مقارنة بـ25 في المئة فقط عن 2015. كما شهد استخدام منصات التجارة الإلكترونية نمواً كبيراً بين الشباب العربي منذ عام 2018، وبات أغلبيتهم (80 في المئة) يتسوقون عبر الإنترنت.




