الاقتصاد الألماني يجهز خطط الانقطاع الكلّي للغاز الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 6
محطة لضخ الغاز الوارد من خط أنابيب "نوردستريم 1" مع بدء التوقف لإجراء صيانة للخط تستمر 10 أيام – لوبومين، ألمانيا – 11 يوليو 2022 - Bloomberg
محطة لضخ الغاز الوارد من خط أنابيب "نوردستريم 1" مع بدء التوقف لإجراء صيانة للخط تستمر 10 أيام – لوبومين، ألمانيا – 11 يوليو 2022 - Bloomberg
فرانكفورت- رويترز

تستعد ألمانيا صاحبة رابع أكبر اقتصاد في العالم لكل الاحتمالات بما فيها الانقطاع الكامل لواردات الغاز الروسي بعد أن تنتهي الصيانة السنوية المجدولة لخط الغاز "نوردستريم 1" والتي يفترض أن تستمر 10 أيام.

وبدأت الاثنين عملية صيانة خط الغاز الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة، لكن برلين تضع في حسبانها أن الكرملين قد يستخدم الغاز لفرض ضغوط سياسية على الغرب، وهو ما تنفيه موسكو.

وفيما يلي بعض المخاطر التي قد تواجهها ألمانيا إذا طالت فترة انقطاع الغاز أكثر من المفترض أو إذا أعيد ضخ الغاز بتدفقات مخفضة.

لماذا نوردستريم حيوي؟

"نوردستريم 1" هو أكبر خط منفرد لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا إذ ينقل 55 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق. واستهلكت ألمانيا نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضي.

الغاز الروسي المار عبر بولندا توقف العام الجاري، فيما عرقلت الحرب في أوكرانيا واردات الغاز التي تمر عبر أوكرانيا.

تعتمد نصف المنازل الألمانية على الغاز للتدفئة، وخاصة في الفترة ما بين أكتوبر إلى مارس من كل عام، وفي حالة عدم تشغيل "نوردستريم 1"، فإن ذلك سيؤدي إلى إفشال خطط ملء الخزانات الموجودة تحت الأرض قبل الشتاء.

المخزونات الموجودة حالياً قد تغطي الطلب على الصعيد الوطني في ألمانيا لمدة شهرين ونصف الشهر تقريباً، ولكن هذ الخزانات مملؤة بنسبة 64.6% فقط مقارنة بهدف 1 أكتوبر والذي حدد عند 80%.

في غضون ذلك، فإن سوق الغاز البديل يواجه شحاً كبيراً عالمياً كما أن الأسعار ارتفعت منذ العام الماضي مع وصول الطلب لمستويات ما قبل جائحة كورونا.

متى تفعل ألمانيا خطة طوارئ الغاز؟

إذا أطلقت ألمانيا خطة الطوارئ، فإن هذا يحدث على ثلاثة مستويات، وستكون شبكة تنظيم الغاز مسؤولة عن ضمان توزيع الغاز بشكل عادل على المستهلكين.

خطة الطوارئ يتم تفعيلها في حالة الطلب العالي على الغاز، أو في حالة انقطاع الإمدادات، على سبيل المثال، بقاء "نوردستريم 1" مغلقاً.

ودخلت ألمانيا المرحلة الثانية من الخطة منذ 23 يونيو بعدما انخفضت تدفقات "نوردستريم 1" بأكثر من 40% من سعته.

القطاعات الأكثر تأثراً

منتجي الكيماويات والحديد والزجاج والورق هم أكبر المستهلكين الصناعيين للغاز في ألمانيا، ولكن تأثير ذلك سيتعدى تلك القطاعات إلى الغذاء وإنتاج البورسلين.

صناعة الألومنيوم، والتي تقدر مبيعاتها سنوياً بـ22 مليار يورو، وتوظف نحو 60 ألف عامل وموظف، تعتمد على الغاز في عمليات صهر وإعادة تدوير الألومنيوم.

صناعة الورق والتي تدر عائدات قدرها 15.5 مليار ويور، وتوظف نحو 40 ألف موظف، تقول إن الورق والورق المقوى حيوي لصناعة الغذاء، والدواء، ومواد النظافة.

ما الذي تفعله الشركات؟

شركة "يونيبر"، أكبر مستورد للغاز، طلبت دفعة إنقاذ من الحكومة، قال مصدر سياسي لوكالة "رويترز" إنها تبلغ 9 مليارات يورو، فيما قد تواجه شركات المرافق الأخرى مشكلات مماثلة.

شركة "تايسن كروب"، الرائدة في صناعة الصلب، بدأت في إعداد خطط تحسباً لانقطاع إمدادت الغاز، مع استحالة استخدام الشركة للنفط أو الفحم كمصادر بديلة عن الغاز، بحسب متحدث باسم الشركة.

في حالة عدم قدرة الشركة على الحصول على الحد الأدنى الذي يمكنها من التشغيل، فإن مصانع الشركة ستغلق ومن المحتمل أن تواجه أضراراً فنية كبيرة نتيجة للتوقف.

قطع إمدادات الغاز لمصانع الألومنيوم حتى ولو بنسبة 30% فقط، يعني أن أكثر من نصف المصانع ستتوقف وفقاً لما ذكرته مجموعة "ألومنيوم دويتشلاند". وتضم قائمة اللاعبين الرئيسين في تلك الصناعة "هايدرو ألومنيوم"، و"شبيرا"، و"تريميت".

عملاق صناعة الكيماويات "BASF" يحتاج إلى الحفاظ على مستوى إمدادات لا يقل عن 50% من حاجته الأساسية من الغاز، ما يعني أن وقفاً لإمدادات الغاز الروسي سيعني تفعيل الشركة لخطة طوارئ واسعة.

شركات الورق الرائدة تضم "Stora Enso", "UPM" و"Mitsubishi Hitec" و"Paper Europe".

ما أسوأ التوقعات

قالت المجموعة البافارية للصناعات إن البلد قد يخسر 12.7% من أدائه الاقتصادي في النصف الثاني من 2022 في حالة انقطاع تام لواردات الغاز الروسي.

الاضطرابات الاجتماعية بسبب الغاز قد تعطي دفعة للتيارات الشعوبية على أقصى يمين وأقصى يسار الطيف السياسي في ألمانيا، ما قد يقوض الخطاب العقلاني بشأن كيفية المضي قدماً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات