كييف تحت القصف.. أوكرانيا: روسيا تحاول محونا و"سنأخذ بثأرنا"

time reading iconدقائق القراءة - 9
رجال الإطفاء يعملون على إخماد النيران في موقع الضربات الصاروخية الروسية، كييف، أوكرانيا، 10 أكتوبر 2022. - REUTERS
رجال الإطفاء يعملون على إخماد النيران في موقع الضربات الصاروخية الروسية، كييف، أوكرانيا، 10 أكتوبر 2022. - REUTERS
كييف-وكالات

دوّت سلسلة من الانفجارات وسط كييف ومدن لفيف وترنوبل ودنيبرو غرب أوكرانيا، صباح الاثنين، وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود من مبان في العاصمة الأوكرانية، في أول ضربة تستهدفها منذ 26 يونيو الماضي، وفقاً لما أوردته وكالة "فرانس برس".

وجاءت سلسلة الانفجارات في المدن الأوكرانية، بعد عملية تفجير دمرت جزءاً من جسر القرم بين روسيا وشبه الجزيرة التي سبق أن ضمتها موسكو في عام 2014.

وأعلنت الشرطة الأوكرانية على فيسبوك سقوط 5 ضحايا على الأقل وإصابة 12 بجروح جراء الانفجارات التي هزت كييف. وأفاد مسؤولون أوكرانيون بانقطاع الطاقة عن عدد من المناطق بعد الضربات الروسية.

وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا أطلقت 75 صاروخاً الاثنين على أوكرانيا في حملة قصف استهدفت مدناً  عدة، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها ستسعى للانتقام من الضربات الصاروخية الروسية.

وكتب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجنيي على تليجرام أن "المعتدي أطلق قبل الظهر 75 صاروخاً أسقطت دفاعاتنا الجوية 41" منها، مشيراً إلى أن روسيا استخدمت كذلك "طائرات مسيّرة عسكرية".

وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو، إن عدداً من الانفجارات القوية دوّت في منطقة شيفتشينكيفسكي بوسط العاصمة"، فيما ذكرت "فرانس برس" أن ثلاثة انفجارات قوية تم سماعها.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي أعمدة من الدخان الكثيف تتصاعد من عدة مواقع في المدينة. وأفاد التلفزيون الأوكراني بأن "السكان يحتمون بمحطات قطار الأنفاق". 

كما تعرضت مدينة لفيف في غرب أوكرانيا للقصف صباح الاثنين على ما أعلن الحاكم ماكسيم كوزيتسكي، بعدما بقيت بصورة عامة بمنأى عن النزاع الجاري في البلد.

وكتب كوزيتسكي على تليجرام: "سُجلت ضربات على البنى التحتية الخاصة بالطاقة في منطقة لفيف"، داعياً السكان إلى "البقاء في الملاجئ" بسبب "مخاطر حصول هجمات جديدة".

زيلينسكي: روسيا تحاول تدميرنا

وفي أول رد فعل على سلسلة الانفجارات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هناك ضحايا وجرحى في انفجارات هزت مدناً في أنحاء أوكرانيا الاثنين واتهم روسيا بمحاولة محو بلاده "من على وجه الأرض".
              
وأضاف عبر تطبيق المراسلة تليجرام: "إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض... تدمير مواطنينا الذين ينامون في منازلهم في (مدينة) زابوروجيا. استهداف الأشخاص الذين يذهبون للعمل في دنيبرو وكييف".

ومضى يقول: "صفارات الإنذار لا تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا. هناك صواريخ تسقط. للأسف هناك ضحايا وجرحى".

وقال زيلينسكي أن روسيا استهدفت البنية التحتية للطاقة في حملة القصف التي شنتها على جميع أنحاء أوكرانيا الإثنين، مشيراً إلى استخدام عشرات الصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية.

وقال زيلينسكي في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: "يريدون بث الذعر والفوضى، يريدون تدمير نظام الطاقة"، مضيفاً أن ضربات بواسطة "عشرات الصواريخ" وطائرات مسيرة إيرانية من نوع "شاهد" استهدفت جميع أنحاء أوكرانيا ولا سيما كييف ومناطق خميلنيتسكي ولفيف ودنيبرو وفينيتسيا وزابوروجيا وسومي وخاركيف وجيتومير.

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت بلاده الاثنين تظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين "إرهابي يتحدث بالصواريخ".

وأضاف كوليبا على تويتر: "تعرضت أوكرانيا لعدة ضربات صاروخية. أسلوب بوتين الوحيد هو الإرهاب في المدن الأوكرانية المسالمة، لكنه لن يكسر أوكرانيا. وهذا أيضاً رده على كل الساعين إلى التهدئة الذين يريدون التحدث معه عن السلام. بوتين إرهابي يتحدث بالصواريخ ".

من جهته، قال مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني: "نحتاج إلى أنظمة دفاع جوي وقاذفات صواريخ وقذائف بعيدة المدى".

أوكرنيا تتوعد بالرد

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها ستسعى للانتقام من الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت مدناً في أنحاء أوكرانيا الاثنين. 

وأضافت الوزارة على صفحتها على فيسبوك: "سقط ضحايا ووقع دمار.. سيُعَاقَب العدو على الألم والموت الذي تسبب فيه بأرضنا! سنأخذ بثأرنا"، وفقاً لـ"رويترز".

وطالب وزير الخارجية الأوكراني في اتصال هاتفي مع نظيره الكندي "الشركاء بتوحيد جهودهم لتزويد أوكرانيا على الفور بأنظمة دفاع جوي وصاروخي".

ردود فعل دولية

وأعرب مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "صدمته العميقة" حيال الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت كييف ومدناً أوكرانية أخرى.

وقال على تويتر: "لا مكان لهذا النوع من الأعمال في القرن الـ21. أدينها بأشد العبارات". وتابع: "نقف إلى جانب أوكرانيا. المزيد من الدعم العسكري في طريقه من الاتحاد الأوروبي"، في إشارة على ما يبدو إلى حزمة تمويل عسكري جديدة يستعد التكتل للاتفاق عليها.

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الصينية الاثنين إلى وقف التصعيد في أوكرانيا بعد أن هزت انفجارات عدة مدن منها كييف.
 
وقال المتحدث باسم الوزارة ماو نينج في إفادة صحافية: "نأمل في وقف التصعيد قريباً".

فيما اعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أن الضربات الصاروخية الروسية على كييف ومدن أخرى "غير مقبولة".

وقال على تويتر "إنها تعبير عن ضعف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لا قوته"، مضيفاً أنه اتصل بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا.

واعتبر وزير الخارجية البولندي أن الضربات الروسية على أوكرانيا بمثابة "جريمة حرب".

وأعلنت مولدوفيا الاثنين، أن صواريخ كروز أطلقتها القوات الروسية على أوكرانيا عبرت مجالها الجوي، واستدعت سفير موسكو للحصول على توضيحات.

وقال وزير خارجية مولدوفيا نيكو بوبيسكو على تويتر إن "ثلاثة صواريخ كروز أُطلقت باتّجاه أوكرانيا من سفن روسية في البحر الأسود عبرت المجال الجوي لمولدوفيا". وأضاف: "أمرت باستدعاء السفير الروسي لتقديم توضيحات".

وحضّت السفارة الأميركية لدى كييف رعاياها على مغادرة أوكرانيا بشكل عاجل.  وجاء في نص الدعوة: "تحضّ السفارة الأميركية المواطنين الأميركيين على البقاء في أماكنهم ومغادرة أوكرانيا باستخدام النقل البري الخاص عندما يكون ذلك آمنا".

 قوة مشتركة بين بيلاروس وروسيا

وبالتزامن مع التصعيد الأخير، كشف رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو أن بلاده وروسيا ستنشران قوة عمل عسكرية مشتركة رداً على ما وصفه بتفاقم التوتر على الحدود الغربية للبلاد، متهماً أوكرانيا بالتحضير لشن هجوم على بلاده، حسب ما أفادت وكالة أنباء بيلتا الحكومية الاثنين.

وقال لوكاشينكو إن الدولتين ستنشران مجموعة عسكرية إقليمية، وإنهما بدأتا في جمع القوات قبل يومين، على ما يبدو بعد الانفجار الذي وقع على الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم. 

واستخدمت موسكو، بيلاروس نقطة انطلاق لغزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، إذ أرسلت قواتاً ومعدات إلى شمال أوكرانيا من قواعد في بيلاروس.

ضحايا في زابوروجيا

وسبق أن تراجعت روسيا عن هجوم مبكر على كييف في بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بعدما  واجهت مقاومة شرسة مدعومة بالأسلحة الغربية.

منذ ذلك الحين، ركزت موسكو ووكلاؤها على الجنوب ودونباس، وهي منطقة في الشرق تضم لوغانسك وجارتها دونيتسك، ونشرت مدفعية شديدة القوة في بعض من أعنف المعارك البرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي زابوروجيا، قال حاكم المنطقة أولكسندر ستاروخ، الاثنين، إن القصف الذي استهدف المدينة خلال الليل، أدّى إلى تدمير مبنى سكني متعدد الطوابق، مشيراً إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 13.

وأضاف ستاروخ على "تليجرام": "نتيجة لهجوم صاروخي في وسط زابوروجيا، فقد تعرّض مبنى سكني متعدد الطوابق لأضرار جسيمة مرة أخرى دمرته تماماً.. هناك جرحى".

وأودى هجوم، الأحد، على المدينة بحياة ما لا يقل عن 13 شخصاً، وإصابة 87 آخرين بينهم 10 أطفال.

تقدم روسي شرقاً

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الاثنين، إن القوات الروسية توشك على الاقتراب من بلدة باخموت الأوكرانية ذات الأهمية الاستراتيجية والواقعة في شرق البلاد، بعد أن تقدمت لمسافة تصل إلى كيلومترين صوب البلدة الأسبوع الماضي.

وأضافت الوزارة في تحديث دوري: "تواصل روسيا إعطاء أولوية قصوى لعملياتها الهجومية في قطاع دونباس المركزي، وخاصة بالقرب من بلدة باخموت".

وفي خطاب عبر الاتصال المرئي، السبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تخوض قتالاً عنيفاً للغاية بالقرب من باخموت.

وتقع باخموت على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك. والمدينتان ضمن منطقة دونباس الصناعية التي لم تسيطر عليها روسيا بالكامل بعد.

تكذيب أوكراني

وقالت المتحدثة باسم الجيش الأوكراني ناتاليا هومانيوك، الاثنين، إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يكذب" في اتهامه أوكرانيا بتفجير جسر القرم، نافية أنْ تكون لبلادها علاقة بالانفجار، كما أكدت أنَّ كييف مستعدة لاحتمال استخدام روسيا الأسلحة النووية التكتيكية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حمَّل، الأحد، الاستخبارات الأوكرانية مسؤولية تفجير الجسر، مؤكداً أنَّ "السلطات الروسية ليس لديها شك في أنَّ حادث جسر القرم كان هجوماً إرهابياً ضد البنية التحتية المدنية في روسيا".

وقالت هومانيوك في تصريحات لـ"الشرق": "لم يبق شيء أمام هذا الديكتاتور بعد تدمير البنية التحتية الأوكرانية على مدار سبعة أشهر، وقتل المدنيين، واستهداف المباني السكنية، إلا هذه الاتهامات، واتهام الجهات الأخرى بالهجوم على البنية التحتية لديه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات