"أسوشيتد برس": صقيع أميركا كشف هشاشة بنيتها التحتية

time reading iconدقائق القراءة - 7
عاملان يصلحان خطاً كهربائياً في أوستن بولاية تكساس، 18 فبراير 2021 - Bloomberg
عاملان يصلحان خطاً كهربائياً في أوستن بولاية تكساس، 18 فبراير 2021 - Bloomberg
واشنطن-أ ب

أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الصقيع القاتل الذي شهدته الولايات المتحدة منذ أيام لم يكن مفاجئاً، إذ توقّعه خبراء في الأرصاد الجوية قبل نحو 3 أسابيع، وبدأوا بالتحذير منه قبل أسبوعين من حصوله، متحدثين إلى مسؤولين، كما أصدروا تحذيرات صريحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع ذلك حدثت الكارثة، والتي أسفرت عن وفاة ما لا يقلّ عن 20 شخصاً، وانقطاع التيار الكهربائي والتدفئة والماء عن 4 ملايين منزل.

وقالت جانيت ساتون، وهي أستاذة في علوم الكوارث بجامعة ألباني في نيويورك: "تحول ذلك إلى كارثة، نتيجة هشاشة الإنسان والبنية التحتية، ونقص التخطيط لأسوأ سيناريو محتمل، وضخامة الطقس القاسي".

وذكر خبراء في الأرصاد الجوية والكوارث أن ما حدث يوضح مدى عدم استعداد الولايات المتحدة وبنيتها التحتية، لطقس قاس يتحوّل إلى مشكلات أكبر، مع تغيّر المناخ.

ويُحتمل أن تبلغ الأضرار المؤمّن عليها للصقيع، وهي ليست سوى جزء ضئيل من التكاليف الحقيقية، 18 مليار دولار، وفقاً لتقدير أولي من شركة نمذجة الأخطار "كارين كلارك وشركاها".

تحذيرات كثيرة

وترأس كيم كلوكو ماكلين، وحدة الإحصاءات السلوكية في "دائرة الأرصاد الجوية الوطنية"، التي تركّز على كيفية تسهيل التنبؤات والتحذيرات، كي يفهمها السكان ويتصرّفوا على أساسها.

وأشارت كلوكو ماكلين إلى أن الناس سمعوا الرسالة وتلقوا التحذيرات، مستدركة أنهم لم يكونوا مستعدين لأسباب مختلفة، بما في ذلك التفكير بأن البرودة ليست مشكلة كبيرة، وعدم اختبار هذا النوع من البرد القارس، والتركيز على الثلج والجليد، أكثر من درجة الحرارة. وأضافت: "كانت الأرصاد الجوية إلى حد بعيد، الجزء الأسهل من هذا" الأمر.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن جوداه كوهين، وهو خبير في العواصف الشتوية بشركة "أبحاث الغلاف الجوي والبيئة"، دوّن للمرة الأولى عن هذا الخطر في 25 يناير الماضي، لافتاً إلى أن إشارة الأرصاد الجوية من القطب الشمالي، الذي هبّ منه الهواء البارد، "كانت تومض باللون الأحمر، وكانت أقوى ما رأيته".

وفي جامعة أوكلاهوما، أرسل كيفن كلوسيل، وهو أستاذ في الأرصاد الجوية ومدير قطاع الطوارئ فيها، تنبيهاً في 31 يناير يحذر من "درجات حرارة شبه متجمّدة، وإمكان حدوث رياح برد (بحرارة) أدنى من الصفر". وبحلول 7 فبراير، أي قبل نحو أسبوع من بدء أسوأ حالات الصقيع، كان يرسل تحذيرات عدة يومياً.

"فشل ذريع"

وأشار جون مورفي، مدير العمليات في "دائرة الأرصاد الجوية الوطنية"، إلى أن الدائرة بدأت تتحدث عن الصقيع قبل أسبوعين من حدوثه، وقدّمت "أكثر التوقعات دقة التي يمكننا أنجازها، إضافة إلى رسائل متسقة" معها. وأضاف: "بعض الناس لم يكونوا مستعدين تماماً لحجم الحدث وشدته".

واعتبر دون كونلي، أستاذ الأرصاد الجوية في جامعة تكساس، أن التنبؤات الجوية، الخاصة والعامة، "ربما كانت أفضل ما رأيته في مسيرتي المهنية في مجال الأرصاد الجوية".

وإذا كان الأمر كذلك، لماذا يبدو أن كيانات كثيرة لم تكن مستعدة لمواجهة الصقيع؟ ذكرت "أسوشيتد برس" أن إحدى المشكلات الأساسية تمثلت في شبكة الكهرباء بتكساس، التي يشرف عليها "مجلس الموثوقية الكهربائية" بالولاية.

وتحدثت ساتون عن "فشل ذريع" في ذلك الجزء من البنية التحتية، فيما قال كلوسيل: "يبدو أن الذاكرة المؤسساتية هي أقلّ من 10 سنين، لأن ذلك حصل في عام 2011 وكانت هناك مجموعة شاملة من التوصيات بشأن كيفية تجنّبه مستقبلاً".

لكن بيل ماغنس، الرئيس التنفيذي لمشغّل الشبكة في تكساس، شدد على أن المجلس استعدّ بناءً على حالات البرد السابقة، وتابع: "هذه (الحالة) تغيّر اللعبة، لأنها كانت أكبر بكثير، وأكثر خطورة ورأينا تأثيرها".

في المقابل، اعتبرت ساتون أن القول إن هذه الحالة كانت ضخمة جداً، لدرجة أنه لم يكن مخططاً لها، "ليس طريقة رائعة للتخطيط، خصوصاً إذا كان يُفترض أن نتعلّم من إخفاقاتنا".

البرد وطبيعة البشر

ولفتت كلوكو ماكلين إلى مشكلة أخرى محتملة، تتمثل في أن خبراء الأرصاد الجوية الذين يرسلون التحذيرات، لم يكونوا على دراية بهشاشة شبكة تكساس، ولذلك لم يكونوا قادرين على إبراز قوة الصقيع بشكل أكبر في تحذيراتهم.

واعتبرت ساتون أن ذلك لم يكن عادياً، لدرجة أن الناس العاديين لم تكن لديهم أي فكرة عن كيفية التعامل معه، إذ لم يكن شيئاً اختبروه سابقاً.

في السياق ذاته، أشارت كلوكو ماكلين إلى أن الناس يعتقدون أيضاً بأنهم يعرفون البرودة، رغم أن ذلك كان مختلفاً وقاسياً، لذلك يُحتمل أن يكون الناس تعاملوا مع التنبؤات بناءً على برد أكثر اعتدالاً. وتابعت أن التوقعات تضمّنت أيضاً سقوط ثلوج وحصول جليد، وهذان عاملان ربما جذبا انتباه الناس أكثر من انخفاض درجة الحرارة.

وعلّقت ساتون على هذه الفرضيات، قائلة: "نحن بشر، نعيش حياتنا كما لو أننا لسنا في خطر. توصلنا إلى كل أنواع الأسباب المنطقية (التي تفيد بأننا) سنكون على ما يرام".

اقرأ أيضاً: