واشنطن: إيران غير جادة في إحياء الاتفاق النووي.. ولا جولات مقررة حالياً من المحادثات

time reading iconدقائق القراءة - 5
المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس خلال الإيجاز الصحافي اليومي في واشنطن - 25 فبراير 2022 - REUTERS
المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس خلال الإيجاز الصحافي اليومي في واشنطن - 25 فبراير 2022 - REUTERS
واشنطن/ دبي - رويترزالشرق

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إنه "ليس من المقرر حالياً عقد جولة أخرى من المحادثات مع طهران"، فيما حذر روبرت مالي، المبعوث الخاص لملف إيران، من أن طهران باتت "أقرب بكثير إلى امتلاك مواد انشطارية، تكفي لصنع قنبلة" ذرية.

وأشار برايس خلال الإيجاز الصحافي اليومي، الثلاثاء، في حديثه عن محادثات الدوحة غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن جهود إحياء الاتفاق النووي، إلى أن طهران قدمت مطالب "تتجاوز حدود الاتفاق النووي"، لافتاً إلى أن ذلك "يشير إلى عدم جدية إيران".

وقال روبرت مالي، الذي كان يرأس وفد بلاده في محادثات الدوحة، إن طهران رفضت، خلال محادثات الأسبوع الماضي، "خطوطاً عريضة تفصيلية جداً" لترتيب كانت الولايات المتحدة مستعدة لقبوله، من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة تلك المحادثات "أكثر من مجرد فرصة ضائعة".

وأشار مالي، إلى أن اقتراحاً طُرح على الطاولة بشأن جدول زمني تعود على أساسه طهران إلى الامتثال الكامل بالاتفاق النووي، وترفع بموجبه واشنطن العقوبات المفروضة عليها.

"إيران تناقش نفسها"

وأضاف مالي في تصريحات لـ"الإذاعة الوطنية العامة" الأميركية، في إشارة إلى الإيرانيين: "أضافوا، بما في ذلك في الدوحة، مطالب أعتقد بأن أيّ شخص ينظر إليها سيرى ألا علاقة لها بالاتفاق النووي، مسائل كانوا يريدونها في الماضي وقلنا بوضوح، نحن والأوروبيون وآخرون، إنها ليست جزءاً من هذه المفاوضات".

وتشمل هذه المطالب قضايا أعلنت الولايات المتحدة والأوروبيون أنها لا يمكن أن تكون ضمن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، المُبرم بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في عام 2015، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في عام 2018.

وقال مالي: "النقاش المطلوب حقاً الآن ليس بيننا وبين إيران، وإن كنا مستعدين لذلك، بل بين إيران ونفسها. عليها التوصّل إلى قرار بشأن ما إذا كانت مستعدة الآن للعودة إلى الامتثال بالاتفاق".

"فرصة ضائعة"

ورأى مالي في محادثات الدوحة "أكثر من مجرد فرصة ضائعة"، وأضاف: "إيران هي الطرف الذي لم يقل نعم.. أتينا (إلى الدوحة) بموقف يتوافق مع ما تعنيه العودة إلى الاتفاق، لذا فإن إيران هي الطرف الذي عليه تقديم إجابة الآن، وإذا لم يكونوا مستعدين لذلك، ليس واضحاً لماذا كانوا مستعدين للذهاب إلى الدوحة".

وتابع: "في هذه المرحلة، تقييمنا هو أن الإيرانيين لم يتخذوا هذا القرار (العودة إلى الاتفاق)، وعليهم اتخاذ قرار عاجلاً وليس آجلاً، لأنه في مرحلة ما، سيصبح الاتفاق أمراً من الماضي".

ونبّه مالي إلى أن الإيرانيين باتوا "أقرب بكثير إلى امتلاك مواد انشطارية تكفي لصنع قنبلة (ذرية)، وبحسب علمنا لم يستأنفوا برنامج التسلّح الذي سيحتاجون إليه لتطوير قنبلة".

وسُئل هل لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لصنع قنبلة نووية، فأجاب: "نعم. سيستغرق ذلك أسابيع، وسيكون أمراً يمكننا رؤيته وسنردّ عليه بقوة تامة"، في التصريحات التي أوردتها وكالة "رويترز".

وانتهت في الدوحة الأسبوع الماضي، المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، والتي تهدف إلى كسر الجمود بشأن كيفية إنقاذ الاتفاق النووي، "دون إحراز التقدم المأمول"، حسبما أعلنت الخارجية الأميركية في وقت لاحق للمحادثات. 

"اتفاق قوي جديد"

وتوصل المشاركون في محادثات فيينا إلى "ملامح اتفاق"، لكن التقدّم توقف في مارس الماضي، إذ اختلفت الولايات المتحدة وإيران بشأن تخفيف العقوبات غير المرتبطة مباشرة بالاتفاق النووي، وموعده.

وشمل ذلك مطالبة طهران واشنطن برفع اسم "الحرس الثوري" الإيراني من لائحتها للتنظيمات الإرهابية. وشكّلت معارضة الكونجرس لهذه الخطوة، ضغطاً على الرئيس الأميركي جو بايدن، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

تصريحات مالي تأتي فيما توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لَبيد، إلى باريس الثلاثاء حيث سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون. وأشار لبيد إلى توقيع فرنسا على الاتفاق النووي الإيراني ومشاركتها في محادثات فيينا لإحيائه، مضيفاً: "من المهم إسماع رأينا في هذه الفترة ضد هذا الاتفاق الخطر، وضد المساعي الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية"، بحسب وكالة "فرانس برس".

ونقلت "رويترز" عن مساعد بارز للَبيد قوله: "لا نعارض التوصّل لاتفاق، بل نسعى إلى اتفاق قوي جديد. نريد إنهاء المحادثات التي لا تنتهي". ودعا إلى "ضغط منسّق" على إيران، وعرض المساعدة في "صوغ إطار مناسب" لذلك.

الوكالة نسبت إلى مسؤول أميركي بارز، قوله أواخر الشهر الماضي إن "احتمالات التوصّل إلى اتفاق بعد (مفاوضات) الدوحة، أسوأ ممّا كانت عليه قبلها وستزداد سوءاً يوماً بعد يوم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات