ماكرون يدعو بريطانيا إلى حسم شكل علاقتها مع الاتحاد الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 6
علما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا قبل مؤتمر لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أوروسلا فون دير لاين  - AFP
علما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا قبل مؤتمر لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أوروسلا فون دير لاين - AFP
باريس -أ ف ب

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه على المملكة المتحدة تحديد طبيعة العلاقة التي تريدها مع الاتحاد الأوروبي بعد الانفصال، مشدداً على "المصير المشترك" الذي يجمع لندن بالأوروبيين.

وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع العشرات من مراسلي الصحف الأجنبية، إنه يحب على بريطانيا توضيح السياسة التي ترغب في اختيارها، لافتاً إلى أنه "لا يمكن لها أن تكون الحليف الأفضل للولايات المتحدة والحليف الأفضل للاتحاد الأوروبي وأن تكون سنغافورة الجديدة، عليها إذاً اختيار نموذج معين". 

وأضاف: "إذا ما قررت اتباع سياسة عابرة للأطلسي بشكل كامل، ستكون أمام لحظات توضيحية قوية جداً؛ لأنها ستتبع قواعد مختلفة. وبالتالي فإن وصولها إلى الأسواق سيكون مختلفاً. وإذا ما قررت أن تكون سنغافورة الجديدة لا أعلم، لست أنا من يقرر مصير هذا البلد". 

مصير مشترك

وقال ماكرون: "آمل أن تكون لدينا علاقات هادئة وبناءة لأنني أؤمن بعمق بأن لدينا مصيراً مشتركاً، وأننا نفكر معاً بالعالم رغم اختلافاتنا، ولباحثينا مصير مشترك، وشركاتنا الصناعية تعمل معاً".

وأضاف: "أنا أؤمن بالسيادة القارية، أؤمن بالدولة الأمة، لكن لا أؤمن بالقومية الجديدة"، مكرراً موقفه بأن بريكست بنظره كان "خطأ" جرى التصويت عليه "على أساس العديد من الأكاذيب". 

واعتبر الرئيس الفرنسي أنه "رغم كل شيء، ستصبح الأمور أصعب في كثير من المواضيع". وتابع أنه رغم ذلك، يُجمع البريطانيون والفرنسيون والأوروبيون الآخرون على "مصير متداخل؛ لأن التاريخ والجغرافيا لا يتغيران. ولذلك، لا أعتقد على الإطلاق أنه يمكن أن يكون للبريطانيين مصير مختلف". 

وخلص ماكرون إلى القول: "آمل أن يتخذ بوريس جونسون ومن يعملون معه هذا السبيل، وأؤمن بعمق أن الشعب البريطاني يسير على هذه الطريق". 

خلاف دبلوماسي

واندلع الأسبوع الماضي أول خلاف دبلوماسي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بعد رفض لندن منح ممثل التكتل صفة دبلوماسية كاملة كتلك التي تمنح لسفراء الدول المستقلة. 

وتقول بريطانيا إن رؤساء بعثات المنظمات الدولية، وسفراء الدول، يتحلون بامتيازات متقاربة، تشمل بالإضافة إلى الحصانة، الإعفاء من الضرائب، وعدم المساس بمقار إقامتهم، والإعفاء من فحص حقائبهم الشخصية على المنافذ الحدودية.

ويكمن مصدر الخلاف بين الطرفين، في أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى نفسه كدولة ويدعو إلى معاملته معاملة الدول المستقلة، فيما تصر بريطانيا على أن التكتل لا يعدو كونه منظمة دولية. 

محطة "بريكست"

وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسمياً في الـ31 من يناير 2020، لكنها دخلت بعد ذلك في مرحلة انتقالية، تخللتها مفاوضات طويلة حول اتفاقية تجارية شاملة، أعلن التوصل إليها عشية عيد الميلاد. 

وسيتمكن الأوروبيون من دخول الأراضي البريطانية ببطاقة الهوية حتى أكتوبر 2021، حين سيتعين عليهم استخدام جواز سفر، لكنهم يمكن أن يقيموا فيها لمدة تصل إلى 6 أشهر. لكن ستكون هناك استثناءات، إذ سيحتاج بعض المرافقين غير الأوروبيين لمواطن من الاتحاد الأوروبي إلى تأشيرة. 

وسيستمر المواطنون الإيرلنديون والبريطانيون في التمتع بحرية التنقل الكاملة، بموجب اتفاقية ثنائية قديمة.

وكشفت صحيفة "الغارديان" أنه اعتباراً من الأول من يناير الجاري، شرعت دول الأوروبية في عرض حوافز مالية على مواطنيها لمغادرة المملكة المتحدة، للعودة طواعيةً  إلى بلدهم الأصلي.

وأوضحت الصحيفة أن المدفوعات يمكن أن تشمل رحلات جوية وما يصل إلى 2000 جنيه إسترليني من أموال إعادة التوطين. ويهدف هذا البرنامج لمساعدة بعض المهاجرين في المملكة المتحدة على المغادرة بإرادتهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن الموعد النهائي للأوروبيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة للتقدم بطلب للحصول على تسوية أوضاع مواطني الاتحاد الأوروبي، هو الـ30 من يونيو المقبل.

اقرأ أيضاً: