فرنسا: لبنان على أبواب الانهيار الكامل.. والسياسيون مذنبون

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت، 23 يوليو 2020 - REUTERS
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت، 23 يوليو 2020 - REUTERS
باريس-رويترز

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الخميس، إن "الوقت ينفد أمام جهود منع انهيار لبنان بشكل كامل"، مشيراً إلى أن مثل هذا الانهيار سيؤدي إلى كارثة ليس فقط للشعب اللبناني، ولكن لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين تستضيفهم بيروت، وللمنطقة بأكملها.

وأضاف لو دريان، في مؤتمر صحافي في باريس، أنه لا يرى "أي بادرة على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم"، وأنه يميل إلى "اعتبار السياسيين اللبنانيين مذنبين بعدم مساعدة بلد في خطر".

"الأوان لم يفت"

وأضاف: "جميعهم تعهدوا بالعمل على تشكيل حكومة لا تقصي أحداً، كما تعهدوا بتنفيذ إصلاحات ضرورية. كان ذلك قبل 7 أشهر، لكن لم يحدث أي شيء، أعتقد أن الأوان لم يفت، إلا أنه لا مجال للتأجيل قبل الانهيار".

وبعد أشهر على انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب بوفاة أكثر من 200 شخص، ودمر أحياء بكاملها في العاصمة في 4 أغسطس 2020، لا يزال لبنان في حالة شلل سياسي، فيما تغرق البلاد اقتصادياً، وتشهد تظاهرات وإغلاق طرقات احتجاجاً على الأوضاع.

وتقوم مجموعات من المحتجين بإحراق الإطارات يومياً لإغلاق الطرق، منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى جديد الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تفاقم الغضب الشعبي من الانهيار المالي.

وما زال رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، على خلاف مع الرئيس ميشال عون، ولم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة منذ أكتوبر الماضي.

المجتمع يراقب

وقال لو دريان: "الأمر يعود للسلطات اللبنانية كي تقرر مصيرها بيدها، وهي تدرك أن المجتمع الدولي يراقب بقلق، ما زال هناك وقت للتحرك اليوم، لكن غداً سيكون الوقت قد فات".

كان وزير الخارجية الفرنسي، ونظيره الأميركي أنطوني بلينكن، وقعا بياناً مشتركاً في فبراير الماضي، طالب السياسيين اللبنانيين، بتشكيل حكومة جديدة، وتقديم نتائج التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت.

وقال الوزيران، إن "مرور 6 أشهر على هذه الواقعة المأساوية، يسلط الضوء على الضرورة الملحة والحيوية، لأن ينفذ المسؤولون اللبنانيون التزامهم بتشكيل حكومة ذات كفاءة ويعتد بها، والعمل لتنفيذ إصلاحات ضرورية، تتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني".

"أمر غير مقبول"

كانت سفيرة فرنسا في لبنان، آن غريو، قالت في بيان، إنه "بعد مرور 6 أشهر على الانفجار، من غير المقبول أن يبقى لبنان من دون حكومة، للاستجابة للأزمة الصحية والاجتماعية، وللبدء في تطبيق الإصلاحات الهيكلية الضرورية، لتعافي البلاد واستقرارها".

وقادت فرنسا جهوداً دولية لإنقاذ لبنان من أسوأ أزمة يشهدها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وحاولت استغلال نفوذها التاريخي لإقناع الساسة المتناحرين بتبني خارطة طريق للإصلاح، وتشكيل حكومة جديدة تفتح الطريق أمام الحصول على مساعدات دولية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن في مطلع سبتمبر الماضي، خلال زيارته الثانية لبيروت بعد انفجار المرفأ، مبادرة نصت على تشكيل حكومة "خلال أسبوعين" تتولى الإصلاح، مقابل حصولها على مساعدات مالية لاستنهاض لبنان من أزمته الاقتصادية الخانقة، إلا أن ذلك لم يتحقق إثر استمرار خلافات بين الأطراف السياسية اللبنانية.

تحذيرات

كان وزير الداخلية والبلديات اللبناني، محمد فهمي، جدد الخميس، تحذيره من "خطورة الوضع الأمني" في لبنان، في ظل تدهور الأوضاع المالية للمؤسسة الأمنية، مشدداً على ضرورة "الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة".

وقال فهمي، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إن "كلامي جرس إنذار.. نحن في الحضيض نتيجة الوضع المالي الصعب الذي تعانيه مؤسسة قوى الأمن الداخلي، خصوصاً أن راتب العسكري وصل إلى حدود المئة دولار أميركي".

وتابع متسائلاً: "كيف سيؤمن العسكري لقمة العيش لأسرته، ونطلب منه في الوقت نفسه القيام بمهمات أكبر من طاقته". وأضاف: "قوى الأمن تؤدي الواجبات المطلوبة منها في ضبط الأمن في البلد، آليات القوى العسكرية باتت متهالكة، وتحتاج إلى التجديد".

انقطاع الكهرباء

وحذر وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريمون غجر، من أن البلاد قد تشهد انقطاعاً كاملاً للكهرباء نهاية الشهر الجاري، في حال عدم تأمين المال اللازم لشراء الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء.

وأضاف غجر في مقابلة مع محطة "إل بي سي" اللبنانية، الثلاثاء، أنه سعى بكل الطرق لتأمين السلفة الضرورية لمؤسسة كهرباء لبنان، وتقدّم لمجلس الوزراء بمشروع قانون معجل لتحقيق ذلك "لكننا وصلنا إلى هذه المرحلة بسبب مشكلة هيكلية في التعرفة". 

وأوضح أن "العراق سيمد لبنان بـ500 ألف طن من الوقود، بينما تبلغ حاجة لبنان نحو مليون طن"، لافتاً إلى أن الحكومة "بانتظار توقيع الاتفاق".

والأسبوع الماضي، هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، بالامتناع عن تأدية مهامه في تسيير الأعمال، بهدف الضغط على السياسيين لتشكيل حكومة جديدة، مشيراً إلى أن لبنان بلغ "حافة الانفجار بعد الانهيار، والخوف من ألاّ يعود ممكناً احتواء الأخطار".