"مقامرة" جونسون برفع قيود كورونا تقلق علماء بريطانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مؤتمر صحافي لإعلان تخفيف قيود كورونا في إنكلترا- 5 يوليو 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مؤتمر صحافي لإعلان تخفيف قيود كورونا في إنكلترا- 5 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-رويترز

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رفع قيود كورونا، وإعادة فتح اقتصاد إنجلترا في 19 يوليو الجاري، لكن مثل هذا القرار لن يمر من دون إثارة قلق بعض العلماء، الذين اتّبع نصائحهم حتى الآن، بحسب وكالة "رويترز".

ووفقاً للوكالة، سيمثل قرار جونسون مقامرة، إذ يهدف إلى "التعايش مع الفيروس" بدلاً من إغلاق البلاد، في وقت تواجه بريطانيا موجة جديدة من كورونا أحدثها المتحور "دلتا"، رغم تحقيق أحد أعلى معدلات التطعيم في العالم، وهو ما يعدّ أول اختبار من نوعه في العالم لقدرة اللقاحات على حماية الناس من المتحور الشديد العدوى.

وأرجأ جونسون ما يُطلق عليه إعلامياً بـ"يوم الحرية" 4 أسابيع حتى الآن، للسماح بتطعيم عدد أكبر من الناس، بعدما حذر من أن البلاد قد تشهد آلافاً أخرى من الوفيات، بفعل سرعة انتشار المتحور "دلتا"؛ إلا أنه بعدما تجاوزت نسبة البالغين الذين حصلوا على الجرعة الأولى 86 في المئة، وإثر تطعيم قرابة ثلثي البالغين بالجرعتين، حدد جونسون يوم 19 يوليو موعداً لإنهاء العمل بالقيود.

واعتبرت خبيرة علم الأوبئة في جامعة "إمبريال كوليدج" آن كوري، التي كانت وراء أحد النماذج التي استفاد منها جونسون في قراره إرجاء "يوم الحرية"، أن من السابق لأوانه إعلان قدرة البلاد على التعايش مع تزايد الحالات. وقالت لـ"رويترز" إن تأجيل رفع القيود مرة أخرى سيكون ذا فائدة.

وأضافت: "أعتقد أن التأجيل كسبٌ للوقت، ولدينا خطوات على الطريق قد تفيد في تقليل انتشار العدوى"، مشيرة إلى الجرعات التنشيطية واحتمال تطعيم الأطفال.

"سياسة غير أخلاقية"

وبحسب "رويترز"، كتب أكثر من مئة عالم رسالة إلى دورية "لانسيت" الطبية، وصفوا فيها خطط جونسون لرفع كافة القيود بأنها "خطيرة وسابقة لأوانها"، وقالوا إن الاستراتيجية القائمة على التعايش مع مستويات عالية من العدوى "غير أخلاقية ومنافية للعقل".

لكن حكومة جونسون تقول إن عليها أن تنظر إلى ما هو أبعد من مجرد المنظور الوبائي.

وأشار وزير الصحة الجديد ساجد جاويد إلى مشاكل أخرى صحية وتعليمية واقتصادية تراكمت خلال الجائحة، باعتبارها الحافز وراء ضرورة العودة إلى الحياة العادية "حتى إذا بلغت الإصابات مئة ألف حالة يومياً".

وبدأ نقاش حاد بين مَن يعتقدون أن العطلة الدراسية الصيفية تمثل أفضل أمل لرفع القيود هذا العام، ومَن يرون أن جونسون يرتكب خطأ آخر بعد "تسببه بأحد أعلى معدلات الوفيات في العالم" عبر انتظاره فترة طويلة قبل إصدار أوامر الإغلاق السابقة، بحسب ما يتهمونه به.

وفي حالة المتحور "دلتا"، يبدو أن اللقاحات تفيد في منع الوفيات والإصابات الشديدة أكثر من فائدتها في وقف انتشار العدوى. ونتيجة لذلك، شهدت بريطانيا زيادة حادة في الإصابات هذا الصيف لم تقابلها زيادة بالسرعة ذاتها في الوفيات.

ومع ذلك، ثمة علامات تحذيرية. فبريطانيا تشهد حالياً دخول قرابة 350 حالة إلى المستشفيات يومياً. ورغم أن هذا عدد قليل مقارنةً بالمعدل الذي شهدته في الموجات السابقة، إلا أنه يمثل زيادة بنسبة 45 في المئة تقريباً خلال الأيام السبعة الماضية.

معطيات جديدة

وقال خبير علم الأوبئة في جامعة "كينغز كوليدج لندن" تيم سبكتور، الذي يدير المشروع البحثي "تطبيق زوي لدراسة أعراض كورونا"، إنه يرحب بقرار الحكومة الاعتراف بأن على الناس أن تتعلم كيف تتعايش مع الفيروس، لكنه شكك في خطوات مثل إنهاء فرض استخدام الكمامات الذي "لا يكلف الاقتصاد شيئاً لكنه يساهم في حماية الناس من آثار كورونا بعيدة المدى".

ومن المقرر أن تطرح الحكومة البريطانية نماذج محدثة من عدة جامعات يوم 12 يوليو الجاري، أي قبل أسبوع من الموعد المتوقع أن يعلن فيه جونسون قراره النهائي بشأن رفع القيود.

تجدر الإشارة إلى أنه في إسرائيل، التي تعدّ من أسرع دول العالم في حملات التطعيم وأول دولة تخفف القيود، ارتفعت الإصابات مؤخراً، ما دفع الحكومة إلى التفكير في إعادة فرض بعض القيود رغم انخفاض معدلات الإصابات الشديدة والوفيات.