سفير الصين لدى السعودية: قمم الرياض تاريخية ولا تستهدف أي أطراف أخرى

time reading iconدقائق القراءة - 7
تشن وي تشينج سفير الصين لدى السعودية. 10 ديسمبر 2022 - الشرق
تشن وي تشينج سفير الصين لدى السعودية. 10 ديسمبر 2022 - الشرق
دبي -الشرق

قال سفير الصين لدى السعودية تشن وي تشينج إن قمم الرياض الثلاث، التي استضافتها العاصمة السعودية، يومي الخميس والجمعة، "السعودية الصينية"، و"الخليجية الصينية"، و"العربية الصينية"، لا تستهدف أي أطراف أو دول أخرى، واصفاً إياها بأنها "تاريخية وتعد علامة بارزة في مسيرة العلاقات بين الصين وكل من السعودية ودول الخليج والدول العربية".

واعتبر السفير الصيني، خلال مقابلة مع برنامج "ألوان الشرق"، السبت، أن "العلاقات الصينية العربية تقوم على الاحترام المتبادل والمبادئ المشتركة على أساس المنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول، وليست موجهة ضد أحد".

وعبر تشن وي تشينج عن رفضه لما يثار بشأن دور صيني لملء فراغ في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: "لا يوجد فراغ في الشرق الأوسط، فدول الشرق الأوسط هي من تملك هذه المنطقة".

وأشاد السفير الصيني بالجهود السعودية في إنجاح القمم الثلاث التي وصفها بأنها "تاريخية وتعد علامة بارزة في مسيرة العلاقات بين الصين وكل من السعودية ودول الخليج والدول العربية".

وأضاف: "لقد كانت زيارة تاريخية بحق وتظل السعودية تؤكد للجميع أنها بلد السلام والتطور وحاضنة لجميع الدول"، مضيفاً أن الصين والمملكة أعادتا خلال تلك الزيارة التأكيد للعالم على أن "علاقتهما قوية وأبدية لأن لديهما أهدافاً مشتركة، وفي مقدمتها التطور والسلام".

شراكة استراتيجية شاملة

وبشأن القمة التي جمعت الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينج، قال السفير الصيني إن الرئيس شي أكد خلال اللقاء أن الصين ترى "السعودية قوة مهمة في عالم متعدد الأقطاب، وتولي أهمية كبيرة لتطوير شراكة استراتيجية شاملة معها".

وأضاف: "وأكد الرئيس الصيني أيضاً على أن الصين مستعدة لمواصلة تعزيز الاتصالات الاستراتيجية وتعميق التعاون في مختلف المجالات مع السعودية لخدمة المصالح التنموية لبلدينا والحفاظ على السلام والاستقرار العالمي".

وتابع: "بعد اللقاء وقع الزعيمان بشخصيهما على اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة، واتفقا على التناوب في استضافة اجتماعات قادة البلدين مرة كل سنتين".

"السعودية 2030"

وقال تشن وي تشينج إن الرئيس الصيني أكد خلال لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن "الأوضاع الدولية والإقليمية تمر حالياً بتغييرات عميقة، وأصبحت الأهمية الاستراتيجية والشاملة للعلاقات الصينية السعودية أكثر بروزاً"، مضيفاً أن "الصين تدعم تنمية العلاقات مع المملكة كأولوية في سياستها الخارجية الشاملة، خاصة ضمن دبلوماسيتها في الشرق الأوسط".

كما شدد على أن الصين تدعم مبادرات تنموية مهمة، لا سيما الرؤية "السعودية 2030" ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، وعلى استعداد للمشاركة بنشاط في عمليات التصنيع بالسعودية لتحقيق تنويع الموارد.

وأضاف السفير الصيني أن الجانبين اتفقا على تحقيق التآزر بين مبادرة الصين "الحزام والطريق" ورؤية السعودية 2030 من أجل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات لإحراز المزيد من النتائج.

وقال السفير الصيني إن من أهم مخرجات زيارة رئيس الصين للمملكة موافقة الجانب الصيني على اعتماد المملكة كوجهة سياحية للمجموعات السياحية الصينية.

وأضاف: "أتذكر أنه في عام 2019 عندما وصلت إلى المملكة كسفير، وضعت السعودية الصين في قائمة تضم 49 دولة يمكن لمواطنيها الحصول على تأشيرة سياحية".

وتابع: "في ذلك العام بلغ عدد السائحين الصينيين المتجهين إلى الخارج أكثر من 150 مليون سائح، وعلاوة على هذا يبلغ إنفاق المواطنين الصينيين على السفر للخارج أكثر من 130 مليار دولار أميركي لتحتل الصين المرتبة الأولى في العالم".

ولفت إلى أن "رؤية السعودية 2030" تخطط لجذب 100 مليون سائح محلي وأجنبي إلى المملكة سنوياً، وقال: "لذلك أعتقد أنه في المستقبل سيصبح السائحون الصينيون أهم سائحين في المملكة لأنهم يحبون السعودية والحضارة والثقافة السعودية".

"الحزام والطريق"

وعن مبادرة الحزام والطريق، قال السفير الصيني، إن بلاده اقترحتها في عام 2013 "ودفعت تطوير البنية التحتية للدول الواقعة على طول الحزام والطريق بقوة، ما ضخ زخماً جديداً في النمو الاقتصادي العالمي".

وأضاف أن ولي العهد السعودي طرح "رؤية السعودية 2030" في عام 2016، لدفع التنمية والتحول الاقتصادي السعودي بقوة، "وقد حققت تقدماً كبيراً، إذ ظهرت المزيد من المنتجات التي تحمل علامة صنع في السعودية".

وتابع: "في السنوات الأخيرة دفعت الصين والسعودية بشكل مشترك الالتحام بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية السعودية 2030، وعزز الجانبان التعاون بينهما بشكل مستمر في مجالات الطاقة والبنية التحتية وغيرها من المجالات وحققا نتائج مثمرة".

وأشار إلى أن الهدف الأساسي من "رؤية السعودية 2030" هو تحقيق التنويع الاقتصادي وأهم وسائله تطوير الصناعة، لافتاً إلى أن "الصين أكبر دولة صناعية في العالم، وتشكل قيمة إنتاجها الصناعي قرابة 30% من إجمالي الإنتاج العالمي، لذلك أعتقد أنه ستكون هناك آفاق للتعاون بين الصين والمملكة في مجالات الطاقة وسلاسل الإمداد والاقتصاد الرقمي والتعليم والسياحة وغيرها من المجالات".

ضمان إمدادات الطاقة العالمية

وعن القمة الصينية الخليجية، قال السفير تشن وي تشينج: "إنها أول قمة من نوعها، وقد اتفق المشاركون خلالها على تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة، وشهدت اعتماد خطة العمل المشترك للفترة من 2023 إلى 2027، واتفق الجانبان على أعمال لضمان مرور سلاسل إمداد الطاقة والأمن الغذائي، وبناء علاقات أكثر موثوقية في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء وغيرها".

وأضاف أنه "على صعيد الأمن الإقليمي، تتشارك الصين ودول الخليج نفس المواقف للحفاظ على السلام والاستقرار في هذه المنطقة".

وعن القمة الصينية العربية، قال السفير الصيني "إنها أيضاً أول قمة في تاريخ العلاقات الصينية العربية، وشهدت اتفاق الجانبين على العمل بكل جهد لبناء علاقات عربية صينية من أجل مستقبل مشترك نحو عصر جديد، وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول العربية والصين، ودعم تحقيق نهضة الأمة في كل منها، وتعزيز السلام والتنمية في المنطقة، والحفاظ على العدالة والإنصاف".

وتابع:  "رئيس الصين أعلن أن بكين ستعمل إلى جانب الدول العربية على دفع العمل المشترك خلال السنوات الخمس المقبلة في 8 مجالات هي: دعم التنمية، الأمن الغذائي، الصحة، تنمية الاختراع والابتكار، أمن الطاقة، الحوار بين الحضارات، تأهيل الشباب، وأخيراً الأمن والاستقرار".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات