طالبان تفرق بالقوة تجمعاً نسائياً ينادي بالحق في التعليم

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من مظاهرة لأفغانيات يطالبن طالبان بحق النساء في التعليم، كابول، أفغانستان، 3 سبتمبر 2021 - REUTERS
جانب من مظاهرة لأفغانيات يطالبن طالبان بحق النساء في التعليم، كابول، أفغانستان، 3 سبتمبر 2021 - REUTERS
كابول-أ ف ب

حاولت ست أفغانيات التظاهر لفترة وجيزة صباح الخميس، في كابول، للمطالبة بحقهن في التعليم، قبل أن يفرقهن عناصر من طالبان عبر إطلاق النار في الهواء، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقرابة الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، قامت ثلاث شابات محجبات يضعن كمامات طبية، برفع لافتة كُتب عليها باللغة الإنجليزية والدرية "لا تسيّسوا التعليم"، أمام ثانوية ربيعة بلخي للبنات، في شرق العاصمة الأفغانية.

كما كتب على اللافتة، المذيلة بصورة لفتيات محجبات يجلسن في صف مدرسي، "لا تكسروا أقلامنا، لا تحرقوا كتبنا، لا تغلقوا مدارسنا".

تدخل بالقوة

وما إن انضمت إليهن ثلاث متظاهرات أخريات حتى تدخل نحو عشرة مسلحين من طالبان، ودفعوا الفتيات بعنف باتجاه بوابة المدرسة المغلقة، إذ أمسك أحدهم باللافتة، فيما هاجم آخرون الصحافيين الأجانب وحاولوا منعهم من التصوير. ثم أطلق أحدهم رشقاً من الأعيرة النارية في الهواء. 

وكان يقود المجموعة شاب غير مسلح مزود بجهاز اتصال لاسلكي، قدم نفسه على أنه مولوي نصر الله، قائد القوات الخاصة لطالبان في كابول والمنطقة المحيطة بها. طلب من رجاله جمع نحو عشرة صحافيين يعملون جميعاً لحساب مؤسسات إعلامية دولية، للتحدث إليهم.

وقال نصر الله: "أنا أحترم الصحافيين، لكن هذه التظاهرة غير مرخصة"، مضيفاً "لو طلبن الإذن بالتظاهر، لحصلن عليه".

وبينما يحيط به حراس مسلحون أكد المتحدث: "إنني أحترم حقوق المرأة، لولا ذلك لما كنتم هنا". وتابع: "حاولتم تغطية تظاهرة غير قانونية، أذكركم أنه في البلدان العصرية، فرنسا أو الولايات المتحدة، قامت الشرطة بضرب المتظاهرين". 

ودعت إلى هذه التظاهرة على الإنترنت مجموعة تحمل اسم "حركة عفوية للنساء الناشطات في أفغانستان".

 مستقبل مجهول

وعندما فتحت المدارس أبوابها في أفغانستان، في 18 سبتمبر، للصفوف من السابع إلى الثاني عشر، لكن طُلب من الطلاب الذكور فقط التوجه إلى المدرسة، ولم تذكر الحكومة بقيادة حركة طالبان شيئاً عن الطالبات في تلك الصفوف، لذلك ظلوا في منازلهن وعائلاتهن قلقة على مستقبلهن، كما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وذكر التقرير أن طالبان ستجري تعديلات على المناهج المخصصة للفتيات، تشمل حذف مواد مثل الهندسة، والتعليم الفني، كما نقلت عن طالبات في إحدى مدارس كابول أن طموحاتهن المهنية قد تحطمت بعد سيطرة الحركة على السلطة الشهر الماضي.

ونقل التقرير عن عقيلة، وهي مديرة مدرسة "سيد الشهداء الثانوية"، القول إنها ترغب في معرفة خطة حركة طالبان لتعليم الفتيات، لكنها لا تستطيع حضور اجتماعات أسبوعية للجنة شكلتها الحركة حول التعليم، بسبب اقتصار الحضور على الذكور.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن عقيلة والمعلمين الأفغان الآخرين "لا يحتاجون إلى حضور الاجتماعات لفهم الواقع القاسي الجديد للتعليم في ظل حكم طالبان"، مضيفة أنه من الواضح أن الحكومة الجديدة "تعتزم تقييد الحريات التعليمية التي تمتعت بها العديد من النساء والفتيات خلال العشرين عاماً الماضية".

وفرضت حركة طالبان منذ تسلمها زمام الأمور في البلاد، الشهر الماضي، قوانين وقواعد جديدة في النظام التعليمي، إذ أقرت وفق مرسوم صادر عشية إعادة فتح الجامعات الخاصة ارتداء الطالبات عباءة سوداء والنقاب، على أن يتابعن الدراسة في صفوف غير مختلطة.

ويتعين على الشابات المسجلات في هذه الجامعات، مغادرة الفصل قبل الطلاب بخمس دقائق والانتظار في قاعات انتظار، حتى يغادر الطلاب المبنى، بحسب المرسوم الذي نشرته وزارة التعليم العالي.

اقرأ أيضاً: