ممثل جديد لواشنطن في تايبه.. وبكين تنتظر سفيرها

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون خلال لقاء مع ساندرا أودكيرك، الممثلة الجديدة للولايات المتحدة في تايبه - Twittter/@iingwen
الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون خلال لقاء مع ساندرا أودكيرك، الممثلة الجديدة للولايات المتحدة في تايبه - Twittter/@iingwen
تايبه – بلومبرغ

عيّنت الولايات المتحدة ممثلاً جديداً لها في تايوان، في أحدث خطوة تتخذها إدارة الرئيس جو بايدن لتعزيز العلاقات مع تايبه، ولا سيما أنها لم تعيّن بعد سفيراً جديداً في بكين.

وأعلن "المعهد الأميركي في تايوان" أن ساندرا أودكيرك ستصبح هذا الصيف مديرة لمكتب تايبه خلفاً لبرنت كريستنسن، ما يجعلها سفيرة فعلية للولايات المتحدة، في غياب العلاقات الرسمية بين الجانبين، بعدما حوّلت واشنطن اعترافها الدبلوماسي من تايبه إلى بكين في 1 يناير 1979.

وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن أودكيرك تتولّى هذا المنصب في وقت تشهد علاقات تايوان بالولايات المتحدة والصين تبدلاً كبيراً، ومع شغور منصب السفير الأميركي في بكين خلال الأشهر التسعة الماضية. وسعت واشنطن إلى تعزيز علاقاتها شبه الرسمية مع تايبه تجارياً وثقافياً، لتتماشى مع تعاونهما العسكري الوثيق، في محاولة لمواجهة سياسات حازمة تنتهجها الصين.

ونقلت الوكالة عن كريستيان كاسترو، المسؤول السابق لشؤون تايوان في وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن أحد أهم الأشياء التي ستحتاجها أودكيرك، هو الاعتقاد بالأهمية الاستراتيجية الشاملة لتايوان وقيمتها بوصفها مدافعة عن المعايير الديمقراطية العالمية.

وأضاف: "ما يهم حقاً الآن هو أن يكون لدى المديرة الجديدة العزم على مواجهة هذه اللحظة. نظراً إلى عدوان الصين على تايوان وعدائها لحكومتها المنتخبة ديمقراطياً، لم يعُد الأمر كالمعتاد".

"شراكة" تايوانية – أميركية

وعملت أودكيرك سابقاً في "المعهد الأميركي في تايوان"، وشغلت أخيراً منصباً بارزاً في مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، كما كانت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أستراليا ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادئ، وهي أول امرأة ترأس المعهد.

وهنأت الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون، أودكيرك بتعيينها في المنصب، إذ كتبت على "تويتر": "أعلم أن خبرتك الدبلوماسية الواسعة ستفيدك جيداً، إذ نعمل معاً لتعميق الشراكة بين تايوان والولايات المتحدة".

وعيّنت الولايات المتحدة أبرز ممثّل لها في تايوان، فيما ليس لديها سفير في بكين، منذ مغادرة تيري برانستاد في أكتوبر الماضي. وكان وكيل وزارة الخارجية السابق للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز، والرئيس السابق لبلدية شيكاغو رام إيمانويل، من المرشحين الأساسيين لتولّي المنصب.

وتعتبر الصين أن تايوان تشكّل جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي روابط أو تفاعلات رسمية بين تايبه وحكومات أخرى، قد توحي بأن الجزيرة دولة منفصلة. في المقابل، تنظر حكومة تايوان، بقيادة تساي، إلى الجزيرة بوصفها دولة ذات سيادة، تنتظر اعترافاً دولياً أوسع. وتعترف رسمياً بتايوان 15 دولة فقط، غالبيتها صغيرة في المحيط الهادئ وأميركا الوسطى.

ضغوط صينية

والولايات المتحدة حليفة حكومة "جمهورية الصين" في تايبه، ولكنها حوّلت علاقاتها الرسمية إلى بكين في عام 1979. ومنذ ذلك الحين، استمرت في إدارة علاقاتها مع تايوان، بما في ذلك مبيعات منتظمة للأسلحة، من خلال "المعهد الأميركي في تايوان".

وكثفت بكين ضغوطها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على تايبه، منذ أكدت تساي وضع تايوان المنفصل، بعد تسلّمها الحكم عام 2016.

وعزّز الجيش الصيني العام الماضي تحليق مقاتلاته ومرور سفنه الحربية قرب تايوان وفي محيطها. ومنعت بكين جميع السياح الصينيين من السفر إلى الجزيرة، كما حظرت استيراد الأناناس التايواني، في خطوة اعتبرتها تايبه محاولة للضغط على القطاع الزراعي، المهم سياسياً، وفق "بلومبرغ".

وكرّر الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي "التزام بكين الثابت" بتوحيد تايوان والصين، متعهداً بـ "اتخاذ إجراءات حازمة لهزيمة أي محاولة لتكريس استقلال تايوان".

مقاتلات متطوّرة

وبدءاً من عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، واجهت واشنطن بقوة أكبر ما اعتبرته جهوداً صينية لتغيير الوضع الراهن، وهو توازن سياسي دقيق مكّن بكين وتايبه من التعايش، من دون خوض حرب.

وخلال عهد ترمب، أرسلت الولايات المتحدة مسؤولين بارزين إلى تايوان، وأبرمت صفقة لبيعها 66 مقاتلة من طراز "إف-16"، في أول عملية بيع لمقاتلات متقدّمة إلى الجزيرة، منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش الأب في عام 1992.

وواصلت إدارة بايدن سياسة سلفه المتمثلة في تعزيز العلاقات مع تايوان. وأحيت واشنطن الشهر الماضي محادثات التجارة والاستثمار مع تايبه، المتوقفة منذ فترة طويلة، والتي تعتبر خطوة أولى نحو اتفاق تجاري محتمل بين الجانبين.

اقرأ أيضاً: