
قال المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف الأربعاء، إن روسيا تعتبر العملية العسكرية التركية المحتملة في سوريا "عملاً غير حكيم"، وأضاف أنها "قد تتسبب في تصعيد الوضع، وزعزعة الاستقرار"، وذلك بعد ساعات من انتقاد المتحدث باسم الحزب التركي الحاكم "رفض دول حليفة عمليات تركيا ضد الإرهاب".
وأضاف لافرنتييف الموجود في عاصمة كازاخستان، نور سلطان، الأربعاء من أجل محادثات مع تركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة المسلحة، أن موسكو "لم تعد تعتبر جنيف مكاناً مناسباً للمحادثات بين السوريين"، وفق وكالة تاس للأنباء.
وتقول أنقرة إنه يتعين عليها التحرك في سوريا لأن واشنطن وموسكو نكثتا بوعودهما بدفع وحدات حماية الشعب التي يهيمن عليها الأكراد 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود بعد هجوم تركي عام 2019، مشددة على أن الهجمات من المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب زادت.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، الثلاثاء، عقب اجتماع حزبي برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "كلما قطعت تركيا شوطاً جديداً في مكافحة الإرهاب، أو خططت لعملية جديدة، تشعر بعض الدول الحليفة، الديمقراطية على وجه الخصوص، بالقلق".
وأضاف جليك: "لم نفهم مصدر قلقهم حتى اليوم، على العكس تماماً عليهم دعم عملياتنا ضد الإرهاب لأنها تساهم في ضمان مستقبل الديمقراطية والعالم".
رفض دولي
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن واشنطن بذلت ما بوسعها لثني أنقرة عن العملية العسكرية المحتملة في شمال سوريا، مشيرة إلى أن تركيا لن تتراجع عن موقفها.
وخلال السنوات الماضية، نفذت القوات التركية عمليات مكثفة ضد المسلحين الأكراد الذين تدرجهم أنقرة على قوائم الإرهاب، في كل من العراق وسوريا، بحجة هجمات نفذتها عناصر "حزب العمال الكردستاني" الذي تحاربه تركيا على مدار أكثر من 3 عقود داخل البلاد وخارجها.
بدوره، قال الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، إن "إذا كان هناك غزو سيكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى" لأن الجيش السوري ليس متواجداً في تلك المنطقة، لكن إذا سمحت الظروف بالمواجهة العسكرية "فسيحدث ذلك حسب الإمكانات".
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قالت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، المدعومة من الولايات المتحدة، إنها ستنسق مع الجيش السوري لصد "أي غزو تركي للشمال وحماية الأراضي السورية".
وأضافت "قسد" التي تصنفها تركيا "إرهابية" أن القرار جاء بعد اجتماع طارئ لكبار قادتها، تناول تهديدات تركيا بشنّ هجوم جديد على أجزاء من شمال سوريا تسيطر عليها القوات التي يقودها الأكراد.