تقرير: روسيا تسحب مئات المرتزقة من ليبيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
قوات ليبية في منطقة أبو قرين وسط ليبيا - 15 سبتمبر 2020 - REUTERS
قوات ليبية في منطقة أبو قرين وسط ليبيا - 15 سبتمبر 2020 - REUTERS
دبي- الشرق

قال مسؤولان غربيان لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن موسكو أخرجت أكثر من ألف من "المرتزقة السوريين والروس" الذين نشرتهم في ليبيا، في مؤشر إلى أن غزو أوكرانيا يضغط على عمليات الانتشار العسكرية الخارجية لموسكو.

وذكر التقرير أنه خلال الأسابيع الأخيرة، سحبت روسيا نحو 200 مرتزق من "مجموعة فاجنر" العسكرية الخاصة، وحوالى ألف سوري، نشرتهم موسكو في ليبيا.

وقال مسؤول إقليمي، إن حوالى 5 آلاف مرتزق ما زالوا في ليبيا، ويعملون لمصلحة روسيا، التي أكد مسؤول ليبي بارز أنها "سحبت مرتزقة من بلاده"، من دون تحديد عددهم.

في السنوات الأخيرة، منح نشر المرتزقة الروس موسكو موطئ قدم في شمال إفريقيا وغربها. وفي دول مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، استغلّ الكرملين استياءً واسعاً من فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، لتعزيز نفوذه، فيما تشكّل ليبيا محوراً لهذا الانتشار في القارة، بحسب "فايننشال تايمز".

واستدركت أن تكاليف غزو أوكرانيا بدأت تضغط على عمليات الانتشار الروسية، إذ أفادت تقارير بمغادرة حوالى 200 مسلح من "فاجنر" جمهورية إفريقيا الوسطى.

انتكاسات ميدانية

وقلّصت روسيا أهدافها في أوكرانيا، بعد انتكاسات ميدانية. كما تكبّدت خسائر ضخمة، يُعتقد بأنها أكبر بكثير من 1351 عسكرياً، اعترفت بمصرعهم في أواخر مارس. وأعلنت المملكة المتحدة الثلاثاء سقوط ما لا يقلّ عن 15 ألف جندي روسي، في الشهرين الأولين من الحرب.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن المسؤولَين الغربيين، أن روسيا لم تكن تعتزم سحب أيّ من عسكرييها من ليبيا، مستدركة أن القرار اتُخذ بعدما فشلت في تحقيق مكاسب ضخمة في أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في أواخر مارس، أن هذه الانتكاسات تعني أن "روسيا أُرغمت على الأرجح، على إعطاء الأولوية لـ(نقل) عناصر فاجنر إلى أوكرانيا، على حساب العمليات في إفريقيا وسوريا".

وقال 3 مسؤولين غربيين إن مسلحي "فاجنر" انسحبوا من ليبيا، من أجل نشرهم في أوكرانيا، لكن إرسال السوريين إلى هناك ليس واضحاً بعد. وذكر مسؤولون في كييف أن مسلحين سوريين قُتلوا، خلال مشاركتهم في المعارك إلى جانب الروس على الخطوط الأمامية. لكن مسؤولَين غربيين لفتا إلى أن لا دليل بعد على نشر سوريين في أوكرانيا.

وأغلقت تركيا قبل نحو شهر، مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية العسكرية الروسية الآتية من ليبيا وسوريا، حيث لموسكو وجود عسكري ضخم، بحسب مسؤولَين، تركي وغربي، في ظلّ مخاوف من نقل مقاتلات ومعدات إلى أوكرانيا.

وقال المسؤول الغربي: "كانت لدى الأتراك أدلة تشير إلى أن الروس ينقلون أفراداً، وربما عتاداً، (من سوريا وليبيا) إلى ساحة المعركة في أوكرانيا"، علماً أن أنقرة أعلنت الحظر علناً السبت الماضي.

وتطرّق عماد الدين بادي، وهو خبير في الشؤون الليبية وباحث في "مبادرة الشرق الأوسط" التابعة لمعهد "أتلانتيك كاونسل"، إلى سحب هؤلاء، قائلاً: "في البداية كانوا السوريين، لا أفراد فاجنر الروس، ثم أصبحوا عناصر فاجنر. تكثف الأمر في الأسبوعين الماضيين. لا يزالون هناك، ولكن هناك عدد أقلّ بكثير" منهم.

واتهمت الولايات المتحدة يفجيني بريغوجين، وهو مساعد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتمويل "فاجنر"، لكنه ينفي ذلك.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات