احتجاز السفن اليونانية.. حلقة من مسلسل مناوشات أميركا وإيران

time reading iconدقائق القراءة - 8
ناقلة نفط تحمل علم ليبيريا قالت اليونان إنها ستنقل حمولة الوقود الإيراني المصادرة إليها تمهيداً لتسليمها لواشنطن - 26 مايو 2022 - REUTERS
ناقلة نفط تحمل علم ليبيريا قالت اليونان إنها ستنقل حمولة الوقود الإيراني المصادرة إليها تمهيداً لتسليمها لواشنطن - 26 مايو 2022 - REUTERS
دبي - الشرقأ ف ب

مع تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في فيينا في النصف الأول من مارس الجاري، انتقلت المناوشات الإيرانية - الأميركية إلى ساحة المحيطات، إذ اتهمت إيران واشنطن بمحاولة مصادرة شحنات وناقلات نفط تابعة لها، لتبدأ بعدها سلسلة مصادرات واحتجاز لناقلات نفط إيرانية وغربية.

آخر تلك المناوشات كان الجمعة، حين أعلن "الحرس الثوري" الإيراني احتجاز ناقلتي نفط ترفعان العلم اليوناني في المياه ، بينما كانتا تبحران عبر الخليج العربي، رداً على احتجاز اليونان ناقلة تابعة لطهران منتصف إبريل بطلب أميركي، وقرارها تسليم شحنتها إلى الولايات المتحدة.

والرابط بين احتجاز الناقلات النفطية وتوقف المفاوضات، يتمثل في أن خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) لعام 2015، أتاحت رفع عقوبات اقتصادية عن طهران، في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

لكن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أحادياً من الاتفاق في 2018، تلاه إعادة فرض عقوبات اقتصادية واسعة على طهران، بينها حظر تصدير النفط، ما دفع طهران إلى وقف التزاماتها بموجب الاتفاق.

وأفقدت العقوبات إيران أغلبية مستوردي نفطها الذي كان يشكل مصدراً أساسياً لعائداتها المالية. وغالباً ما اتهمتها الولايات المتحدة بالتحايل على العقوبات النفطية من خلال تصدير الخام الى دول مثل الصين وفنزويلا وسوريا، وأعلنت الولايات المتحدة أكثر من مرة، توقيف ناقلات تحمل نفطاً إيرانياً متجهة نحو دول أخرى.

وقبيل انهيار المفاوضات في مارس، أصدرت الولايات المتحدة إعفاءات جزئية لطهران من العقوبات مطلع فبراير.

وفي التقرير التالي تسلسل زمني لمصادرة الناقلات:

11 مارس

بعد عام من المفاوضات الشاقة أعلن الاتحاد الأوروبي في 11 مارس الماضي، توقف المفاوضات بعدما قدمت روسيا طلباً غير متوقع، بضمانات شاملة أن التجارة مع إيران لن تتأثر بالعقوبات، وكذلك تقديم إيران طلبات قالت الولايات المتحدة إن "لا علاقة لها بالاتفاق" وعلى رأسها شطب "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية" الأميركية، وهو الطلب الذي استقرت واشنطن على رفضه أخيراً بعد معارضة كبيرة داخل الإدارة الأميركية.

12 مارس

وفي اليوم التالي لإعلان توقف المفاوضات، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي السبت 12 مارس، أن  واشنطن تحاول مصادرة شحنات وناقلات نفط تابعة لإيران، إلا أنه شدد على أن محاولات واشنطن "لم تحل دون تصدير طهران نفطها الخاضع لعقوبات أميركية" حسبما نقلت "فرانس برس" حينها.

مصادرات أميركية

وجاءت تصريحات الوزير غداة كشف وثائق قضائية أميركية أن واشنطن صادرت خلال الأسابيع السابقة، حمولة ناقلتي نفط يُشتبه في أنهما كانتا تنقلان كميات من الخام الإيراني حسبما ذكرت "فرانس برس".

وأظهرت وثائق قضائية أن السلطات الأميركية صادرت قبل أسابيع نحو 770 ألف برميل من النفط الذي انطلق عام 2020 من إيران، وخضع لـ"عمليات نقل وتحايل لإخفاء مصدره".

ولم يقدم الوزير تفاصيل بشأن هذه المحاولات، الا أنه أعطى مثالاً واحداً هو إعلان "الحرس الثوري" إحباط محاولة أميركية لمصادرة نفط إيراني في بحر عمان أواخر أكتوبر 2021.

وقال "الحرس" يومها إن قطعاً بحرية أميركية صادرت ناقلة تحمل نفطاً إيرانياً، ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، قبل أن تقوم بحريته بمصادرة الناقلة الثانية واستعادة الحمولة.

ونفت واشنطن تلك الرواية، مشددة على أنها لم تصادر أي سفينة، بل إن البحرية الإيرانية هي التي قامت بذلك "بشكل غير قانوني" في بحر عُمان.

9 أبريل 

أعلنت السلطة الإيرانية في 9 أبريل، أن "الحرس الثوري" احتجز سفينة ترفع علماً أجنبياً في الخليج كانت تقوم بتهريب الوقود، وأوقفت طاقمها. 

وقال رئيس السلطة القضائية في محافظة هرمزغان مجتبى قهرماني للتلفزيون الحكومي إن "القوات البحرية التابعة للحرس الثوري ضبطت سفينة أجنبية تحمل وقوداً مهرباً في مياه الخليج".

ولم يحدد قهرماني تاريخ اعتراض السفينة ولا علمها ولا جنسية الطاقم. 

 19 إبريل 

لعل الحادثة الأبرز في سلسلة المصادرات، هي احتجاز اليونان في 19 أبريل ناقلة نفط روسية تدعى بيغاس (تغيّر اسمها بعد أيام قليلة إلى لانا) قبالة جزيرة إيفيا، وذلك تنفيذاً لعقوبات أصدرها الاتحاد الأوروبي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وأفادت تقارير يومها بأنّ الناقلة كانت محمّلة بـ115 ألف طنّ من النفط الإيراني.

 25 مايو 

طالبت وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء 25 مايو، عبر "المنظمة البحرية الدولية" الحكومة اليونانية بالإفراج عن الناقلة وطاقمها، مؤكّدة أنّ الولايات المتحدة قامت بـ"تفريغ الحمولة من السفينة مساء الثلاثاء".

26 مايو 

أعلنت اليونان الأربعاء 26 مايو أنّها ستسلّم حمولة النفط الإيرانية التي كانت على متن ناقلة النفط "لانا"  إلى الولايات المتّحدة، بناء على طلب القضاء الأميركي، وسط تنديد إيراني.

وقالت متحدثة باسم شرطة الموانئ اليونانية لوكالة "فرانس برس" إنّه "بناء على طلب من القضاء الأميركي، يجب نقل النفط الى الولايات المتحدة على حساب هذا البلد".

وسارعت طهران إلى الاحتجاج بشدّة على هذا القرار، واصفة مصادرة الشحنة النفطية بأنّها "مثالٌ واضح على القرصنة".

ولم تردّ السلطات اليونانية في الحال على احتجاجات طهران كما لم تقدّم مزيداً من التفاصيل بشأن تفريغ الشحنة وموعد تسليمها للولايات المتحدة.

27 مايو 

أعلنت الخارجية الإيرانية الجمعة 27 مايو استدعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين منذ سنة 1980، للاحتجاج على احتجاز الناقلة.

وشددت على ضرورة "الرفع الفوري للحجز عن السفينة وشحنتها"، من دون أن تحدد اسمها أو طبيعة ما تحمل.

من جهة أخرى، أكد مصدر في خفر السواحل اليوناني لوكالة "فرانس برس" الجمعة أن نقل الحمولة إلى سفينة تحمل علم ليبيريا بدأ اليوم وسيستغرق "بضعة أيام".

27 مايو 

احتجز "الحرس الثوري" الإيراني ناقلتي نفط ترفعان العلم اليوناني في المياه الدولية، بينما كانتا تبحران عبر الخليج العربي، بسبب ما اعتبره "انتهاكات" لم يسمها، وطالب اليونان بدفع تعويضات، وهدد 17 باخرة ترفع العلم اليوناني وتبحر في المنطقة.

وأفاد "الحرس الثوري" بأن قواته البحرية أوقفت الجمعة ناقلتي نفط يونانيتين "بسبب مخالفات ارتكبتهما في الخليج"، وذلك في بيان نشره موقعه الإلكتروني الرسمي "سباه نيوز".

وأفاد وأشار موقع "لويد ليست" بأن الناقلتين هما "PRUDENT WARRIOR" و"DELTA POSEIDON" وترفعان العلم اليوناني. 

وقال متحدث باسم شركة "Polembros" التي تدير "Prudent Warrior" إن الشركة فقدت الاتصال بالسفينة، التي كانت تضم طاقماً من 24 يونانياً وفلبينياً. أما السفينة الأخرى، فكان على متنها 25 شخصاً لم تحدد جنسياتهم بعد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات