موسكو: لا تفاوض على القرم ودونباس.. وكييف تخشى "دعوات غربية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مدفعية تجاه مواقع روسية عند خط المواجهة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا - 15 يونيو 2022 - AFP
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مدفعية تجاه مواقع روسية عند خط المواجهة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا - 15 يونيو 2022 - AFP
دبي-الشرق

قال مساعد الرئيس الروسي ورئيس وفد التفاوض مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي، السبت، إن شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس "لا يشكّلان محوراً للنقاش بالنسبة إلى روسيا في المفاوضات مع أوكرانيا"، فيما حذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من دعوات غربية إلى "مقايضة مع روسيا" في ظل تزايد تكاليف الحرب.

وأوضح مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي، في مقابلة مع شبكة "روسيا اليوم"، أن "قضية شبه جزيرة القرم ودونباس غير موجودة بالنسبة لروسيا"، مؤكداً أن "شبه جزيرة القرم هي جزء ذو سيادة من روسيا ومكرّس في الدستور".

وأضاف أن "إرادة الشعب تم التعبير عنها مراراً في كل من الانتخابات والاستفتاء بما يتفق تماماً مع ميثاق الأمم المتحدة، وبما يتماشى مع القرار السابق لمحكمة العدل الدولية"، معتبراً أن "عدم اعتراف دول غربية بشبه جزيرة القرم هو أكبر انتهاك للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة".

وفي ما يتعلق بوضع إقليم دونباس، قال المسؤول الروسي إن "إرادة روسيا وموقفها لم يتغيّرا أيضاً.. الناس أنفسهم يريدون تقرير مصيرهم وهم على استعداد للدفاع عنه والسلاح في أيديهم، وهذا ما فعلوه لأكثر من 8 سنوات، وتعرّضوا لعدوان مسلح دائم من أوكرانيا".

وضع كوسوفو

وربط رئيس الوفد الروسي المفاوض مع أوكرانيا بين قرار محكمة العدل الدولية بشأن كوسوفو وبين الوضع في دونباس، لافتاً إلى أن "القرار بشأن كوسوفو يضفي الشرعية الكاملة على الوضع في دونباس". وتابع: "للأسف، يبدو أن مفهوم القانون الدولي ذاته خلال الأشهر الثلاثة الماضية لم يعد موجوداً بالنسبة إلى الغرب".

تجدر الإشارة إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت في عام 2010 رأياً قانونياً غير ملزم بـ"عدم انتهاك استقلال كوسوفو عن صربيا القانون الدولي العام". وأعلن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، الأسبوع الماضي، اعتزام حكومته طلب الحصول على وضع "مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي" بحلول نهاية العام. ولم تعترف صربيا باستقلال الإقليم حتى الآن.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع في فبراير الماضي، قبيل انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، مراسيم بشأن اعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.

"دعوات مُغرية"

في سياق آخر متصل بالمساعي والدعوات لحلّ الأزمة الأوكرانية، كشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في مقال في مجلة "فورين أفيرز"، الجمعة، أنه "منذ اللحظات الأولى للحرب، دعا بعض المعلّقين الغربيين إلى حل وسط مع موسكو"، مضيفاً أنه "في الأسابيع الأخيرة بدأت هذه الدعوات تأتي من نخب بارزة في السياسة الخارجية".

ورأت "فورين أفيرز" أن ما ذكره كوليبا يتضمن "إشارة إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لا ينبغي إذلال روسيا إذا كان الحل الدبلوماسي ممكناً".

وأثار ماكرون الجدل بعد قوله "يجب ألا تتعرّض روسيا للإذلال.. رغم خطأ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين التاريخي"، وهو ما ردّ عليه كوليبا حينها بأن "هذه الدعوات قد تجلب الذل لأصحابها"، مطالباً بـ"التركيز على كيفية إعادة روسيا إلى مكانها".

وكتب كوليبا في مقاله أن "المقايضة مع روسيا قد تبدو مغرية للبعض في الخارج، خاصة مع تزايد تكاليف الحرب، لكن الانصياع لعدوان بوتين سيساعده على تدمير المزيد من أمتنا، وتشجيع حكومته على شنّ هجمات في أماكن أخرى من العالم، والسماح له بإعادة كتابة قواعد النظام العالمي".

ورأى كوليبا أن النجاح في صد القوات الروسية "قد يضطر بوتين إلى طاولة المفاوضات والتعامل بحسن نية"، ولكنه أشار إلى أن "الوصول إلى هناك سيتطلب أن يمارس الغرب صبراً دؤوباً لتحقيق انتصار أوكراني كامل".

التنازل عن أراضٍ

وفي مقابلة مع تلفزيون "تي.إف.1" الفرنسي أثناء زيارته كييف، الخميس، قال ماكرون إن "أوكرانيا وحدها هي التي تقرر ما إذا كانت ستقبل أو لا تقبل تقديم أي تنازلات إقليمية لروسيا في ما يتعلق بإنهاء الحرب".

ورداً على سؤال بشأن التنازلات التي على أوكرانيا أن تقبلها، بما في ذلك ما يخص أراضيها، أشار ماكرون إلى أن "الأمر متروك لأوكرانيا كي تقرر ما تريده". وأضاف: "أعتقد أن من واجبنا التمسك بقيمنا وبالقانون الدولي ومن ثم (نقف مع) أوكرانيا".

وقبيل زيارة كييف ذكر ماكرون، الأربعاء، أنه سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في مرحلة ما من أجل محاولة إنهاء الحرب بين البلدين، منبهاً أثناء زيارته إلى رومانيا أنه "سيتعين على الرئيس الأوكراني والمسؤولين الأوكرانيين التفاوض مع روسيا".

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن تعثر محادثات السلام. وكانت آخر جولة مفاوضات مباشرة معلنة بين الجانبين في 29 مارس. وقال الكرملين في وقت سابق من يونيو إن "أوكرانيا لا تظهر أي رغبة في مواصلة محادثات السلام"، في حين أن مسؤولين في كييف اتهموا روسيا بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات