رئيس البرازيل يحشد أنصاره لـ"إنذار" المحكمة العليا

time reading iconدقائق القراءة - 6
أنصار للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو يتظاهرون في ريو دي جانيرو - 1 أغسطس 2021 - REUTERS
أنصار للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو يتظاهرون في ريو دي جانيرو - 1 أغسطس 2021 - REUTERS
برازيليا-أ ف ب

اعتبر الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الجمعة، أن التظاهرات المقررة في 7 سبتمبر بمنزلة "إنذار" لقاضيين في المحكمة العليا، في تصعيد جديد لاختبار القوة القائم بين الطرفين في خضم أزمة مؤسسات تعيشها البلاد على خلفية رفض مطالب الرئيس بإلغاء التصويت الإلكتروني في الانتخابات.

وقال بولسونارو خلال حفل رسمي في ولاية باهيا الجمعة، إنه "لا يمكن أن نقبل استخدام شخص أو شخصين سلطتهما لجرّ البلاد باتجاه آخر"، في إشارة إلى القاضيين في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، ولويس روبرتو باروسو. 

ويشارك الرئيس اليميني الثلاثاء في هذه التظاهرات الداعمة لحكومته والتي يأمل أن تكون حاشدة وأن تعم جميع أنحاء البلاد بمناسبة العيد الوطني.

ويندد الرئيس البرازيلي بانتظام بعمليات "تزوير" انتخابية دون أن يقدم أي أدلة على ذلك، وألقى شكوكاً بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2022، فقال مثلاً في يوليو الماضي: "إما أن نجري انتخابات حقيقية في البرازيل، أو لن تكون هناك انتخابات".

وبعدما اقتحم أنصار للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبنى الكونجرس في واشنطن في يناير الماضي، حذر بولسونارو من أن البرازيل ستواجه "مشكلة أسوأ من الولايات المتحدة" إذا مضت في استخدام نظام التصويت الإلكتروني عام 2022 عندما ستنتخب البلاد الرئيس وحكام الولايات والنواب وقسماً من أعضاء مجلس الشيوخ.

وتابع الرئيس البرازيلي: "الرسالة التي ستتركونها لهذين الشخصين في الشارع الثلاثاء المقبل ستكون إنذاراً لهما. احترما الدستور وحريتنا وافهما أنكما تسيران في الاتجاه الخطأ".

وقرر القاضي في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس فتح تحقيق بحق الرئيس بتهمة نشر معلومات خاطئة وأمر بإجراء عمليات دهم لدى عدد من أنصاره للاشتباه بتنظيمهم أو تمويلهم تظاهرات مناهضة للديمقراطية.

كما أصدر مذكرة توقيف الجمعة، بحق المدون ويلينجتون ماسيدو المؤيد لبولسونارو والذي يشتبه بأنه يخطط للمظاهرات المرتقبة، الثلاثاء.

وطالب الرئيس البرازيلي، في 21 أغسطس، مجلس الشيوخ ببدء إجراءات عزل القاضي مورايس، إذ ذكر رئيس مجلس الشيوخ رودريجو باتشيكو، بأنه تسلم طلباً لعزل ألكسندر دي مورايس، أحد القضاة الـ11 في المحكمة العليا، موضحاً أنه "سيحلل" الأمر.

الهجوم على الانتخابات

وكان الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، شن هجوماً على نظام التصويت في الانتخابات، في 10 يوليو، مطالباً بطباعة إيصالات بعد كل تصويت إلكتروني، من أجل السماح بإعادة فرز الأصوات عند حدوث نزاع، ما اعتبر من قبل المحكمة العليا للانتخابات تشكيكاً صريحاً في نظام الانتخاب، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وقال بولسارنو أمام مؤيديه في العاصمة برازيليا: "لا أخشى الانتخابات، سأمنح الوشاح الرئاسي لمن يفوز بعد تصويت يمكن التحقق منه وجدير بالثقة"، مؤكداً أن هذا الاقتراع "لن يحدث"، ما لم تتم الموافقة على التصويت الورقي.

وأصرّ الرئيس البرازيلي، على أن نتيجة الانتخابات المرتقبة لن تكون ذات مصداقية، بعد أن رفض مجلس النواب اقتراحه بإضافة إيصالات ورقية إلى نظام التصويت الإلكتروني، ما أثار توتراً سياسياً، قبل 14 شهراً من الاقتراع، حسب ما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وللرد على هذه التصريحات، وصف رئيس المحكمة الانتخابية العليا، لويس روبرتو باروسو، بولسونارو بـ"الأخرق"، محذراً من أي محاولة لمنع إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

واعتبر باروسو أي محاولة لمنع إجراء الانتخابات "انتهاكاً للمبادئ الدستورية"، مشيراً إلى أنه "منذ إدخال نظام التصويت الإلكتروني، لم تسجل أي حالة تزوير إطلاقاً"، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس".

ولا يدعو بولسونارو الذي سيترشح لولاية ثانية على الأرجح، إلى العودة إلى التصويت عن طريق بطاقات الاقتراع الورقية بل إلى طباعة إيصالات بعد كل تصويت إلكتروني من أجل السماح بإعادة فرز الأصوات في حالة حدوث نزاع.

ورفضت المحكمة الانتخابية العليا، الإجراء، مؤكدة أن النظام الحالي لم يشهد أي مخالفات وأن طباعة الإيصالات يمكن أن تعرض الانتخابات لـ"مخاطر التلاعب الذي سجل في الماضي".

أزمة كورونا

وتأتي هجمات الرئيس على النظام الانتخابي، والمحكمة الانتخابية العليا التي وصف رئيسها لويس روبرتو باروسو بـ"الأحمق" بينما يواجه وضعاً سيئاً نظراً لتراجع شعبيته بسبب إدارته التي وصفت بالكارثية، لأزمة وباء كورونا التي أودت بحياة أكثر من 530 ألف شخص في البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضرراً بعد الولايات المتحدة.

ونزل عشرات آلاف البرازيليين إلى الشوارع، نهاية يوليو، للمطالبة بعزل بولسونارو على خلفية تعامله مع الأزمة الصحية، بعدما أدت الجائحة إلى وفاة أكثر من نصف مليون شخص في البلاد.

واحتشد المتظاهرون في عطلة نهاية الأسبوع، للمرة الرابعة على التوالي، بدعوة من أحزاب يسارية ونقابات، للمطالبة بعزل الرئيس اليميني المستهدف بتحقيق على خلفية الاشتباه بأنه غضّ الطرف عن "اختلاس أموال عامة" في ما يتعلق بشراء لقاحات.

اقرأ أيضاً:

وفي مدينة ريو دي جانيرو، سار آلاف الأشخاص مرتدين ملابس حمراء وواضعين كمامات، يحملون لافتات من بينها "اخرج أيها المجرم الفاسد" و"لا أحد يستطيع تحمّل المزيد".

وندّد المتظاهرون بالانطلاقة المتأخرة لحملة التطعيم في البرازيل وبالبطالة الهائلة، مطالبين بمزيد من المساعدات للسكان الفقراء الذين يواجهون الجائحة. 

وكانت وسائل اعلام محلية أشارت إلى خروج تظاهرات في 20 ولاية برازيلية من أصل 26، لكن لم ينشر المنظّمون ولا السلطات تقديرات لعدد المتظاهرين.

اقرأ أيضاً: