وسط أزمة غذاء.. موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بشأن غلق الموانئ

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفينة شحن تحمل زورقين كانا تابعين إلى لخفر السواحل الأميركي تم تجديدهما لتعزيز البحرية الأوكرانية في البحر الأسود - 23 نوفمبر 2021 - REUTERS
سفينة شحن تحمل زورقين كانا تابعين إلى لخفر السواحل الأميركي تم تجديدهما لتعزيز البحرية الأوكرانية في البحر الأسود - 23 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

تبادل مسؤولون روس وأوكرانيون الاتهامات بشأن التسبب في تعطيل صادرات المواد الغذائية عبر الموانئ الأوكرانية، إذ قال دبلوماسي روسي إن حكومة كييف أغلقت الموانئ عبر الألغام البحرية، بينما طالب وزير الخارجية الأوكراني موسكو برفع "الحصار" عن تلك الموانئ.

قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف السبت، إن حكومة كييف هي من أغلق الموانئ الأوكرانية عن طريق زرع الألغام البحرية.

وأضاف أوليانوف عبر حسابه على "تويتر" أن أوكرانيا "ترفض العرض الروسي الدائم بترتيب ممر آمن لسفن الشحن".

جاءت تصريحات أوليانوف رداً على وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الذي طالب روسيا في وقت سابق السبت، برفع "الحصار" عن موانئ بلاده، للسماح بالتصدير بشكل كامل ومن دون قيود.

وقال كوليبا عبر حسابه على "تويتر" إن روسيا تعرّض ملايين الأشخاص لخطر الجوع من خلال إغلاق الموانئ الأوكرانية.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تلقى اتصالاً من رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي السبت، وشدد خلاله على أهمية فرض مزيد من العقوبات على روسيا وفتح الموانئ الأوكرانية.

وكتب زيلينسكي على "تويتر" أنه شكر دراجي على "دعمه غير المشروط" لمسعى أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

اتهام أميركي

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد اتهم روسيا، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي الخميس، باستخدام الغذاء سلاحاً في أوكرانيا ليس فقط ضد الملايين من سكانها، ولكن أيضاً ضد الملايين حول العالم الذين يعتمدون على الصادرات الأوكرانية، وذلك من خلال احتجاز إمدادات الغذاء "رهينة". وناشد بلينكن موسكو الكف عن محاصرة الموانئ الأوكرانية.

وأضاف بلينكن أن "الإمدادات الغذائية لملايين الأوكرانيين وملايين آخرين حول العالم يحتجزها الجيش الروسي حرفياً رهينة". وتابع "يبدو أن الحكومة الروسية تعتقد أن استخدام الغذاء سلاحاً سيساعد في تحقيق ما لم يفعله غزوها، وهو تحطيم معنويات الشعب الأوكراني".

وقال بلينكن "قرار استخدام الغذاء سلاحاً هو قرار موسكو، وموسكو وحدها. نتيجة لإجراءات الحكومة الروسية، هناك حوالي 20 مليون طن من الحبوب غير مستخدمه في الصوامع الأوكرانية مع تراجع الإمدادات الغذائية العالمية، وارتفاع الأسعار ارتفاعاً كبيراً".

وخلال جلسة مجلس الأمن الخميس، رفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أي تلميح إلى أن روسيا مسؤولة عن أزمة غذاء عالمية، ووصف ذلك بأنه "خاطئ تماماً". كما اتهم أوكرانيا باحتجاز سفن أجنبية في موانئها وتلغيم المياه.

كما قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، على "تيليجرام" الخميس، إنه من غير المنطقي مطالبة روسيا بتصدير الغذاء في الوقت الذي تفرض عليها عقوبات.

وكتب ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق: "كل شيء يبدو غير منطقي، فمن ناحية يتم فرض عقوبات مجنونة بينما هناك من ناحية أخرى مطالب بتوفير الغذاء"، مضيفاً "الأمور لا تسير على هذا النحو. نحن لسنا أغبياء".

وناشد مدير "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، قائلاً "إذا كان لديك قلب، فرجاء افتح هذه الموانئ". ويوفر برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لنحو 125 مليون شخص في العالم ويشتري 50 في المئة من الحبوب من أوكرانيا.

النظر في العقوبات

لكن موسكو قالت الخميس إنه سيتعين إعادة النظر في العقوبات المفروضة عليها، إذا استجابت لمناشدة الأمم المتحدة لفتح موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود حتى يمكنها تصدير الحبوب، بحسب وكالة أنباء إنترفاكس.

ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو قوله "ليس عليكم فقط مناشدة روسيا الاتحادية لكن أيضاً النظر بتمعن في مجموعة الأسباب الكاملة التي تسببت في أزمة الغذاء الحالية، وفي المقام الأول هذه العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا، والتي تصطدم بالتجارة الحرة العادية بما يشمل المنتجات الغذائية مثل القمح والأسمدة وغيرهما".

كانت أوكرانيا، أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم، تصدر معظم بضائعها عبر موانئها البحرية لكن منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، اضطرت كييف للتصدير عن طريق القطارات أو عبر موانئها الصغيرة المطلة على نهر الدانوب.

وحرم قرار روسيا بإرسال قوات إلى أوكرانيا كييف من استخدام موانئها الرئيسية المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف، وأدى إلى تراجع صادراتها من الحبوب هذا الشهر بأكثر من النصف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويمثل إنتاج روسيا وأوكرانيا معاً ما يقرب من ثُلث إمدادات القمح العالمية. وتعد أوكرانيا أيضاً من الدول الرئيسية المصدرة للذرة والشعير وزيت عباد الشمس وزيت بذور اللفت (زيت السلجم)، بينما تمثل روسيا وروسيا البيضاء، التي دعمت موسكو في تدخلها في أوكرانيا وتخضع أيضاً لعقوبات، أكثر من 40% من الصادرات العالمية من البوتاس الذي يستخدم كسماد.

ويسعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للتوسط في "صفقة شاملة"؛ تسمح لأوكرانيا باستئناف صادراتها الغذائية عبر البحر الأسود وزيادة الأغذية والأسمدة الروسية فى الأسواق العالمية.

تصنيفات