إيران تبث اعترافاً لنائب وزير الدفاع السابق بضلوعه في اغتيال عالم نووي

time reading iconدقائق القراءة - 5
علي رضا أكبري نائب وزير الدفاع الإيراني السابق والمحكوم بالإعدام بتهمة التجسس خلال مقابلة مع موقع خبر أون لاين في طهران في صورة غير مؤرخة - VIA REUTERS
علي رضا أكبري نائب وزير الدفاع الإيراني السابق والمحكوم بالإعدام بتهمة التجسس خلال مقابلة مع موقع خبر أون لاين في طهران في صورة غير مؤرخة - VIA REUTERS
طهران - أ ف برويترز

نشرت وسائل إعلام إيرانية، الخميس، مقطعاً مصوراً قال فيه المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري المحكوم عليه بالإعدام لإدانته بالتجسس إنه "لعب دوراً في اغتيال محسن فخري زاده" أكبر عالم نووي بالبلاد عام 2020.

ونشرت وكالة "إرنا" على موقعها الالكتروني شريطاً عن أكبري، الذي شغل في السابق منصب نائب وزير الدفاع، يمتد زهاء 9 دقائق، يتضمن صوراً له بمفرده أو مع أشخاص ومسؤولين تم إخفاء وجوههم، ولقطات وهو يتحدث عن تواصله مع البريطانيين. ويختتم الشريط بلقطات له وهو معصوب العينين، قيل إنها للحظة توقيفه.

وقال أكبري في أحد المقاطع: "أرادوا أن يعرفوا معلومات عن مسؤولين رفيعي المستوى وفقاً للتطورات الرئيسية.. على سبيل المثال سألني (العميل البريطاني) عما إذا كان فخري زاده قد يكون مشاركاً في هذه المشروعات أو تلك وقلت له، ولمَ لا".

واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال أبرز علمائها النوويين. وأكدت إيران بعد مقتله أن فخري زاده كان نائباً لوزير الدفاع ورئيساً لمنظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة، وفق "فرانس برس".

وكان موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية أورد، الأربعاء، أن أكبري أدين "بتهمة الإفساد في الأرض، للمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد عبر نقل معلومات استخبارية".

ولم يقدّم الموقع تفاصيل بشأن تاريخ توقيف أكبري أو الحكم بحقه، مشيراً إلى أن المحكمة العليا صادقت عليه.

ووصفت بريطانيا حكم الإعدام بأن له دوافع سياسية وطالبت بالإفراج عنه على الفور. ولم يعلق المسؤولون البريطانيون حتى الآن على المقاطع المصورة التي بثها الإعلام الحكومي الإيراني.

"عذبت لأعترف"

وفي تسجيل صوتي منفصل أذاعته الخدمة الناطقة بالفارسية بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، الأربعاء، قال أكبري إنه تعرض للتعذيب في الحجز على مدار أشهر ليعترف بجرائم لم يرتكبها، وفق ما نقلت "رويترز".

وكانت المخابرات الغربية تعتقد على نطاق واسع أن العالم محسن فخري زاده هو العقل المدبر للجهود الإيرانية السرية لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

وعادة ما يبث الإعلام الحكومي الإيراني اعترافات مزعومة للمشتبه في تورطهم في القضايا ذات الطابع السياسي، وفق "رويترز".

وفي التسجيل الصوتي الذي بثته (بي.بي.سي فارسي)، قال أكبري إنه أُجبر على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها.

وتابع في الرسالة الصوتية: "تم استجوابي وتعذيبي لأكثر من 3500 ساعة على مدار عشرة أشهر. سجلت الكاميرات كل هذا.. وتحت تهديد السلاح ووطأة الإنذارات بالقتل جعلوني أعترف بادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة".

مقرب من شمخاني

وكان أكبري حليفاً مقرباً لعلي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والذي شغل منصب وزير الدفاع بين عامي 1997 و2005 وحينها كان أكبري يشغل منصب نائبه.

وقالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إن أكبري "كان أحد أهم عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية في إيران، وكان مصرحاً له بدخول بعض المراكز الحساسة للغاية في البلاد، وقدم أكبري عن علم تام معلومات إلى جهاز تجسس العدو".

والخميس، أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن أكبري شغل مناصب عدة في هيكيلية الدفاع والأمن، منها "معاون وزير الدفاع للعلاقات الخارجية" و"مستشار لقائد القوات البحرية" و"رئاسة قسم الدفاع والأمن في مركز بحوث وزارة الدفاع"، إضافة إلى عمله "في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بخصوص أدواره.

وقالت الوكالة إن أكبري من قدامى الحرب مع العراق (1980-1988)، يبلغ من العمر 61 عاما (مواليد 21 أكتوبر 1961)، وتم توقيفه في بين مارس 2019 ومارس 2020).

"استغل موقعه الحساس"

وأوردت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية، في بيان نشره الإعلام الرسمي، أن أكبري "كان على صلة بعدد من الأجهزة الحساسة داخل البلاد".

وأضافت أن "أهمية منصبه والإمكانية المتاحة له" جعلتا منه "جاسوساً رئيسياً" لصالح جهاز الاستخبارات السرية البريطانية ("أم آي 6")، وأشارت إلى أن أكبري قدّم للجهاز البريطاني "معلومات مهمة" عن إيران.

وكانت صحيفة "إيران" الحكومية  أجرت، في فبراير 2019، مقابلة مع أكبري، وقدّمته على أنه "نائب سابق لوزير الدفاع في حكومة محمد خاتمي"، الإصلاحي الذي تولى رئاسة الجمهورية الإيرانية بين العامين 1997 و2005.

وسبق للسلطات أن أعلنت توقيف الكثير من الأشخاص على خلفية قيامهم بالتجسس على إيران لحساب أجهزة استخبارات معادية، مثل الأميركية والاسرائيلية والبريطانية.

وفي مطلع ديسمبر، أعلنت السلطة القضائية إعدام 4 أشخاص أدينوا بتهمة "التعاون" مع إسرائيل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات