تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.. هل يلبي أردوغان شروط الأسد؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس السوري بشار الأسد يصافح رجب طيب أردوغان حين كان رئيساً لوزراء تركيا قبل اجتماع في دمشق بسوريا. 26 أبريل 2008 - REUTERS
الرئيس السوري بشار الأسد يصافح رجب طيب أردوغان حين كان رئيساً لوزراء تركيا قبل اجتماع في دمشق بسوريا. 26 أبريل 2008 - REUTERS
دبي- الشرق

في أول تعليق له منذ بدء التقارب بين دمشق وأنقرة في الآونة الأخيرة، رهن الرئيس السوري بشار الأسد نجاح اللقاءات بين الطرفين بإنهاء ما أسماه "الاحتلال التركي" لأراضي بلاده، في وقت دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الاتصالات التي بدأها مع باعتبارها "الطريق لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم".

وقال الأسد، خلال لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، الخميس، إنّ "هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا  من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب".

لكن خبراء رأوا أن دمشق "لا تتعجل" تطبيع العلاقات مع تركيا التي تسيطر على أراض في الشمال السوري، وترغب في فرض شروط على أنقرة، أولها الانسحاب من أراضيها كـ"إثبات لحسن النوايا".

وبدأت في الآونة الأخيرة محاولات لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، بعد قطيعة دامت 11 عاماً، عقب اندلاع النزاع السوري.

فبعد أن دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً نظيره السوري بشار الأسد مراراً الى التنحّي عند اندلاع النزاع ووصفه بـ"القاتل"، لم يستبعد في الآونة الأخيرة إمكانية الاجتماع بالأسد شخصياً.

وفي منتصف ديسمبر الماضي أعلن أردوغان أنّه يمكن أن يلتقي الأسد بعد اجتماعات بين البلدين على مستوى وزيري الدفاع ثم الخارجية.

وعقد وزيرا الدفاع التركي والسوري، نهاية ديسمبر الماضي، اجتماعاً في موسكو، في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين الدولتين برعاية روسية، منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.

والخميس، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه قد يجتمع مع نظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير.

وقال تليفزيون "دويتشه فيله" الألماني، الخميس، إن تركيا ترغب في عقد الاجتماعات على مستوى وزراء خارجية البلدين على أراضيها بدلاً من دولة ثالثة.

"دمشق لا تتعجل التطبيع"

وبدا أن تصريحات الأسد تهدف للضغط باتجاه انسحاب القوات التركية من الأراضي التي تنتشر فيها في شمال سوريا، وإلا فإن اللقاءات بين الجانبين لن تسفر عن نتائج إيجابية، بحسب الموقف السوري.

وقال النائب السابق في مجلس الشعب السوري شريف شحادة لـ"الشرق" إنه يعتقد أن سوريا "لا تتعجل في موضوع إعاده العلاقات، إلا (شريطة) أن تكون على أسس متينة، راسخة وواضحة في مقدمتها أن تنسحب القوات التركية من كامل الأراضي السورية التي احتلتها".

وأكد شحادة ضرورة اختبار "جدية تركيا" في رغبتها بتسوية الأمور مع دمشق قائلاً: "يجب على تركيا إذا كانت جادة في حل الأزمة السورية وأزمة أردوغان أن تسحب قواتها بالكامل دون شرط مسبق، وأعتقد أن الرئيس الأسد عندما تحدث في هذا الموضوع فهو يتحدث من منطلق أن على تركيا أن تؤكد حقيقة أنها تريد السلام من أجل السلام وتريد الانسحاب وإخلاء قواتها، وأن الأمر ليس مجرد موضوع انتخابي لأردوغان لنقدم له هدية، هذه نقطة جوهرية".

وأضاف أن "النقطة الثانية هي أن تلجم (تركيا) المجموعات المسلحة الإرهابية وأن تفرض عليها انسحاباً من الأراضي السورية أو أن تلزمها الانصياع للحكومة السورية".

وشدد النائب السابق على أنه "يجب على تركيا فتح الطرقات وإزالة المتاريس وتسليم الحدود إلى الجيش السوري وبالتالي يكون أردوغان قد صدق بما تحدث عنه".

"المشكلة بين النظام والشعب"

في المقابل، قال النائب السابق عن حزب "العدالة والتنمية" التركي والباحث في العلاقات الدولية رسول طوسون لـ"الشرق" إنه "لا توجد مشكلة بين تركيا و سوريا"، معتبراً أن المشكلة "بين النظام والشعب السوري".

وتابع: "تركيا هى الجارة المتحملة لأعباء المشكلة من جوانب عدة. وعلى رأسها الأمن القومي التركي الذى يتعرض للتهديدات من شمال سوريا والتى لا يستطيع النظام السيطرة عليها".

وأضاف أن "العمليات العسكرية التركية الثلاث (درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام) لم تكن ضد النظام إنما كانت ضد التنظيمات الإرهابية داعش وبي كا كا (حزب العمال الكردستاني)".

ورأى طوسون أن المطالب السورية بخصوص انسحاب تركيا من "المناطق المحررة من الإرهاب"، هي مطالب "تنقصها المصداقية".

"تركيا لا تحتل أراض"

وقال طوسون إن "تركيا لا تحتل أراض سورية إنما حررتها من الإرهاب. وليس في مقدور النظام أن يسيطر على تلك الأراضي لعدة أسباب أهمها أن سكانها لا يثقون بالنظام".

وأوضح أنه "لكي تحصل المصداقية تنتظر تركيا خطوة من النظام، وهي أن يكافح الإرهاب مع تركيا فى إطار اتفاقية أضنة المبرمة بين تركيا و سوريا".

وأشار إلى أن الخطوات المطلوبة من دمشق هي "إخراج تنظيم قسد (قوات سوريا الديمقراطية) الذى احتل شرق الفرات برعاية أميركية. فإذا حارب النظام السوري مع تركيا، احتلال التنظيمات الإرهابية، فستكون هذه خطوة تثبت حسن النية"

وقال إنه من دون ذلك، فإن طلب النظام انسحاب تركيا من المناطق المحررة "يبقى طلباً مخادعاً".

وتلعب روسيا دوراً رئيسياً لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما "خصم" مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعماً من واشنطن في معاركهم ضد تنظيم داعش، فيما ترى فيهم أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

ولا تدعم واشنطن إعادة الدول للعلاقات مع دمشق. ودخلت الولايات المتحدة شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، في القتال ضد "داعش" في سوريا.

ودعت الولايات المتّحدة، التي تنتشر قوات لها في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، في 4 يناير الجاري، دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع الرئيس السوري.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات