هل يهدد الغزو الروسي لأوكرانيا مفاوضات النووي الإيراني؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
لقاء بين الوفدين الأميركي والروسي على هامش مفاوضات فيينا - 18 يناير 2022 - twitter@Amb_Ulyanov
لقاء بين الوفدين الأميركي والروسي على هامش مفاوضات فيينا - 18 يناير 2022 - twitter@Amb_Ulyanov
دبي-الشرق

أفادت وكالة "بلومبرغ" أن من شأن غزو روسيا لأوكرانيا  تعريض الدبلوماسية في محادثات فيينا للخطر مع وصول مساعي إعادة إيران للاتفاق النووي إلى العقبة الأخيرة.

وأوضحت أن القوى العالمية المتواجدة على طاولة المفاوضات وجدت نفسها منقسمة بين فريقين، إثر أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وانزلق الوسطاء في أوروبا وروسيا إلى صراع، في وقت لا يزال يتعين على إيران والولايات المتحدة تجاوز الخلافات الرئيسية المتبقية، رغم إعلان الوفود المتواجدة في فيينا مؤخراً اقترابهم من "المرحلة الحاسمة" لتوقيع الاتفاق، وسط تحذيرات لإيران من "تفويت الفرصة".

وحذر دبلوماسيون حكومة طهران بشكل صريح خلال عطلة نهاية الأسبوع، من حاجة إيران إلى اتخاذ قرار سريع بشأن إحياء اتفاق 2015، الذي خفف العقوبات مقابل تقييد أنشطتها النووية.

تأثير الخلاف الأميركي الروسي

وقال وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي سيمون كوفيني، لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، خلال مؤتمر أمني في ميونيخ: "هناك أوقات معينة يكون فيها الاتفاق ممكناً، وفي بعض الأحيان إذا سمحت بتفويت هذه اللحظات، يبدأ الاتفاق في الابتعاد، غالباً لأسباب خارجة عن سيطرة المفاوضين".

وأضاف كوفيني الذي كان يتحدث نيابة عن مجلس الأمن، بعد تعيين بلاده وسيطاً للاتفاق الإيراني، أن "العلاقات المتدهورة بين روسيا، الحليف بالغ الأهمية لإيران في المحادثات، والولايات المتحدة تهدد بتعريض النتيجة للخطر".

وتابع: "ما كان يمثل تقدماً حقيقياً في الأسابيع الأخيرة في فيينا، أصبح مفاوضات أكثر صعوبة لاختتامها".

مشاورات إيرانية

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن الصراع ربما يعطي القادة الإيرانيين "حجة" لإعادة النظر فيما إذا كانوا بحاجة إلى تقديم تنازلات، نظراً لانضمامهم بالفعل إلى اتفاقية أمنية مع روسيا والصين، والتزامهم بتحويل اقتصاد البلاد إلى الشرق.

وأشارت إلى أن طهران تحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستتراجع عن مطالبتها بضمانات تخص عدم عرقلة الاتفاق مجدداً، إذ تقول الولايات المتحدة إنها لا تستطيع التعهد بأن أي إدارة مستقبلية لن تفسد أي اتفاق، كما حدث في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب قبل أربع سنوات.

ووصفت "بلومبرغ" وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عند تعليقه بشأن أزمة أوكرانيا، على "تويتر"، بأنه ربما كان يسير على "حبل دبلوماسي مشدود"، إذ هاجم حلف شمال الأطلسي "ناتو" لـ"استفزازه موسكو"، بينما رفض الحرب كحل، داعياً إلى وقف إطلاق النار.

تنحية الخلافات

في المقابل، تقول كل من روسيا والولايات المتحدة إنهما عملا سوياً في المحادثات النووية الإيرانية وتمكنا من تجنب خلافاتهما الأخرى على طاولة المفاوضات. وكثيراً ما نشر كبير مفاوضي موسكو ميخائيل أوليانوف، صوراً لاجتماعاته مع نظيره الأميركي روب مالي، على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورجح فؤاد إزادي، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران، الذي كان منتقداً صريحاً للاتفاق النووي، قدرة الدبلوماسيون على حماية المحادثات من "العداء المتزايد" بين الولايات المتحدة وروسيا.

ونقلت الوكالة عن إزادي، قوله إن العقوبات المفروضة على الكرملين في الأيام الأخيرة، تعني أن "الروس لديهم سبب وجيه للتأكد من أن سياسة حملة الضغط الأميركية تجاه إيران لا تجدي".

مرحلة حاسمة

والأربعاء، قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"الشرق"، إن محادثات فيينا بشأن استعادة الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى ستستأنف الأسبوع المقبل حتى "الوصول إلى اتفاق أو انهيار المفاوضات".

وأعلن المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف في تويتر، عقد "لقاء لأطراف المباحثات النووية وأميركا بدون إيران"، موضحاً أن الهدف هو "تبادل الأفكار وبحث كيفية المضي قدماً في المرحلة النهائية".

وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أميركي قوله إن "الحديث عن قرب التوصل لاتفاق نووي مع إيران تكهنات سابقة لأوانها"، مشدداً على عدم وجود حل حتى الآن لعدد من "القضايا الصعبة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات