تراجع شعبية بايدن يثير قلقاً بين "الديمقراطيين"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن خارج البيت الأبيض في واشنطن الولايات المتحدة 8 أكتوبر 2021. - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خارج البيت الأبيض في واشنطن الولايات المتحدة 8 أكتوبر 2021. - REUTERS
دبي-الشرق

بعد نحو 9 أشهر من توليه المنصب رئيساً للولايات المتحدة، بدأت شعبية جو بايدن بالتراجع، إذ قرع الديمقراطيون "ناقوس الخطر"، مع تراجع متوسطها بمحو 15 نقطة منذ أواخر يونيو الماضي.

ووفق ما أوردت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، فإن حلقة نقاشية أجراها أعضاء من الحزب الديمقراطي، بشأن القضية التي أصبحت تزعج الحزب والبيت الأبيض، وهي: لماذا لا يعاود مؤشر التصنيف الوظيفي المتراجع للرئيس بايدن إلى الارتفاع؟.

ومنح جميع المشاركين في حلقة النقاش لبايدن، التقدير "C" أو ما دون "الجيد" ، في حين معظم إجاباتهم كانت تنطلق من محور واحد، وهو كيفية تعامل إدراة بايدن مع جائحة كورونا، وما أثر ذلك في الحياة الطبيعية.

لكن بايدن وفريقه أكدوا "بدء انحسار الفيروس بفضل الإجراءات الوقائية المتخذة وارتفاع معدلات التطعيم"، إذ أظهرت أجندة الرئيس التشريعية التي ترتكز على التوسع في إنشاء وتطوير البنية التحتية، وزيادة حزم الإنفاق الاجتماعي وحل مشكلات التغير المناخي، تأييداً قوياً".

"شعور بالاستياء"

وفي هذا السياق، قالت سارة لونجويل، الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية المعتدلة، التي أصبحت مؤيدة صريحة لبايدن العام الماضي، وقادت جلسة النقاش: "هناك شعور بالاستياء"، موضحة أن "الناس لا يلمسون تحسناً في حياتهم، ولديهم شعور بأن الوعود الانتخابية ذهبت أدراج الرياح".

وأضافت أنها "شعرت بالصدمة"من مدى "التشابه بين مخاوف الديمقراطيين والجمهوريين ومن عدم إلقاء الديمقراطيين، المشاركين في استطلاعات الرأي، باللائمة على الجمهوريين لوقوفهم في طريق بايدن"، وهي النقطة التي رددها قرابة 12 خبيراً استراتيجياً، راجعوا بحوثاً تتعلق بالتراجع السريع لشعبية بايدن.

وأضافت لونجويل أن بايدن والديمقراطيين في واشنطن "سقطوا في مستنقع التناحر حول مشاريع قوانين لا يعلم أحد ما تتضمنه"، مشيرة إلى أن الأمر يبدو وكأنه "مجرد تراكمات".

مبادرات محلية

وفي غضون الفترة ذاتها، سارع بايدن لإنقاذ مبادراته المحلية وسط صراعات داخلية في معسكر الديمقراطيين، حول حجم هذه المبادرات وتسلسلها، كما أشرف على عملية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وواجه انتقادات حادة لاستجابته اللاإنسانية التي تلقاها المهاجرون الهايتيون على الحدود الأميركية- المكسيكية.

لكن، وفقاً لـ"بوليتكو"، فإن الجائحة تُخييم على المشهد بأكمله، ما يصعب من مهمة البيت الأبيض في دحر هذا التراجع. ولم يختلف البيت الأبيض مع فكرة أن مصير بايدن السياسي بات رهينةً بكيفية إدارته لأزمة كورونا، ما دفعه لتمرير مشروع قانون إغاثي بقيمة 1.9 تريليون دولار مع توليه سدة الحكم، وتكثيف حملات التطعيم.

وزادت مهمة بايدن تعقيداً بفضل بعض الجمهوريين، وعلى رأسهم الرئيس السابق دونالد ترمب، ممن أسهموا في نشر مؤامرات مناهضة اللقاحات، ورفضوا التطعيم وارتداء الكمامات في المقاطعات التي يهيمنون عليها.

كما انتقد خبراء الصحة إدارة بايدن بسبب "ارتباك رسائلها، وبطئها في تبني مقاربات جديدة"، وعلى الرغم من اتخاذ خطوات بجعل اللقاح إلزامياً، إلا أن عشرات الملايين ما زالوا لم يتلقوا الجرعة الواحدة بعد.

إزاء ذلك، لم يعد أمام بايدن وحلفائه سوى مخرج واحد فقط، حيث تشير التقارير الواردة من قيادات بارزة في الحزب الديمقراطي، والتي تم مشاركة بعضها مع البيت الأبيض واللجان الديمقراطية، واستطلاعات الرأي التي اطلعت "بوليتيكو" على نتائجها، إلى حاجة بايدن للتعامل مع الجائحة "لشق طريقه للخروج من هذا المستنقع".

تراجع "مقلق"

وفي إحدى المذكرات التي تم تداولها على نطاق واسع، أكد الخبير الاستراتيجي الديمقراطي سيمون روزنبرج، أن التراجع الحاد في شعبية بايدن "لا يمكن تفسيره إلا من خلال إدراك الجماهير لتعاطيه غير المناسب مع الوباء واعتقادهم بأنه ليس من ضمن أولوياته".

وأكد روزنبرج، الذي كان على اتصال بالبيت الأبيض ومسؤولي لجنة الحزب، أن "عشرات الملايين من الدولارات التي تم إنفاقها على الترويج لأجندة بايدن، تُذكر الناخبين بأن الرئيس لا يركز على الفيروس".

وقال إن "تمرير مشروعي القانونين، لن يكونا كافيين لتحسين موقف بايدن بدرجة كبيرة، من دون أن يرسخ الديمقراطيون فكرة أنهم الطرف المسؤول عن هزيمة الوباء"، واصفاً تراجع مؤشر التصنيف الوظيفي للرئيس بأنه "مثير للقلق وخطير"، قبل أن يستدرك: "لكنه يمكن تداركه"، موضحاً أن ذلك "لن يكون بتمرير هذين المشروعين فحسب، وإنما لا بد من السيطرة على الأزمة".

من جانبه، قال مارك ريدل رئيس منظمة "فيوتشر ماجوريتي" غير الربحية الموالية للديمقراطيين، لـ"بوليتيكو": "إن نسب تأييد بايدن في التعامل مع جائحة كورونا بلغت 46 % في الولايات المتأرجحة".

وأضاف: "لكن 42 % من الناخبين في هذه الولايات، قالوا إنهم لا يزالون يثقون في الديمقراطيين، مقابل 24 % للجمهوريين، لدى سؤالهم عن الحزب الذي حقق أداء أفضل هزيمة للوباء"، وفقاً لاستطلاعات الرأي.

بايدن ليس الأسوأ

المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، قالت الجمعة إنه "لا شك في أن استمرار الجائحة يؤثر في الأعداد المؤيدة لبايدن"، مضيفة:"بلادنا تمر بوقت عصيب، إذ ما زلنا نكافح الوباء، فيما اعتقد كثيرون، بمن فيهم نحن، أننا اجتزنا هذه المعركة".

وتابعت: "تركيز الرئيس لا ينصب على استطلاعات الرأي المتقلبة، بقدر ما يتجه بقوة إلى السيطرة على الوباء، والعودة إلى الحياة بنسختها الطبيعية التي يتمتع فيها الناس بالأمن أثناء ذهابهم إلى أعمالهم".

وبحسب "بوليتيكو"، فإن رئيسيين أميركيين فقط في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بينهما ترمب، حصلا على معدلات تأييد أسوأ من بايدن، خلال مرحلة ما من ولايتيهما".

يُشار إلى أن تراجع نسب تأييد بايدن يثير حفيظة الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد، وبخاصة في فرجينيا، حيث يمثل السباق على مقعد الحاكم الشهر المقبل أحد الاختبارات السياسية الكبرى الأولى التي سيخوضها الحزب منذ تولي بايدن رئاسة البلاد.

اقرأ أيضاً: