دبي -عبد السلام الشامخ
يواصل فلاديمير بوتين مسيرته الرئاسية بعد فوزه في انتخابات لم يُواجه فيها منافسة حقيقية، عززت تربّعه على "عرش الكرملين" لست سنوات أخرى، في وقت تواجه موسكو تحديات خارجية هائلة ترتبط بالأساس بحرب أوكرانيا، والانتخابات الأميركية، وتهديدات الغرب بتوسيع نطاق حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وتعهّد بوتين في "خطاب النصر"، بأن موسكو لن تتراجع عن غزوها لأوكرانيا، وأكد أن الجيش سيعمل على توسيع خططه للسيطرة على مناطق جديدة، وكذلك العمل على تعزيز قدرات روسيا العسكرية في مواجهة تحركات حلف الناتو قرب الحدود.
وخلال الولاية السّابقة، عمل بوتين على تعزيز القوة الروسية في مجال نفوذها التقليدي خاصة في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما وسعت مؤخراً دائرة اهتمامها بالتركيز على أميركا اللاتينية ومنطقة الصحراء الكبرى في إفريقيا، كما قامت أيضاً بغزو منطقة القطب الشمالي.
وتشير البروفيسورة أنجيلا ستينت من جامعة "جورج تاون" الأميركية، ضمن ورقة بحثية نشرها معهد الولايات المتحدة للسلام، إلى أن فوز بوتين بولاية خامسة بمثابة رسالة موجّهة إلى الشعب الروسي؛ مفادها أنه لا يوجد بديل لبوتين. وقد عززت الانتخابات دوره كزعيم في زمن الحرب، وسيكون التركيز الرئيسي في ولايته المقبلة هو الفوز بالحرب في أوكرانيا.
حسم معارك أوكرانيا
مع تراجع الدّعم الغربي لأوكرانيا، تحاول موسكو تثبيت أقدامها في ساحة المعركة، إذ تقدمت أكثر في الجبهة الشرقية محققة اختراقات على حساب الجيش الأوكراني، الذي يعاني من نقص حاد في قذائق المدفعية ووحدات الخطوط الأمامية المنهكة بعد أكثر من عامين من الحرب، وفي ظلّ تعثر وصول المساعدات الأميركية.
وفشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إقناع الزعماء الغربيين بضرورة دعم الخطوط الأمامية للجيش الأوكراني بقوات أجنبية، إذ رفضت واشنطن وبرلين المقترح الفرنسي بحجة أن ذلك سيدفع إلى توسيع رقعة الصراع، لكن باريس متشبثة بإرسال فرق عسكرية أجنبية لمساندة كييف، وفق "فرانس إنفو".
وفي إشارة واضحة إلى تصريح ماكرون بأن النشر المستقبلي لقوات برية غربية في أوكرانيا "لا ينبغي استبعاده"، حذر بوتين من أن ذلك سيؤدي إلى عواقب "مأساوية" على الدول التي تقرر القيام بذلك.
وقال الرئيس الروسي في إشارة واضحة إلى الغزوات الفاشلة التي قام بها نابليون وهتلر "إننا نتذكر مصير أولئك الذين أرسلوا فرقهم العسكرية إلى أراضي بلادنا، الآن ستكون العواقب بالنسبة للغزاة المحتملين أكثر مأساوية بكثير".
ويشير روسلان بورتنيك، مدير المعهد الأوكراني لتحليل السياسات وإدارتها، في مقابلة مع صحيفة "برافدا"، إلى احتمال أن ترسل فرنسا فيلقاً أجنبياً إلى أوكرانيا، مضيفاً: "يوجد لدى فرنسا جيش خاص لهذا الغرض، يسمى الفيلق الأجنبي، وهو يعمل في الخارج فقط".
وفي حديثها مع "الشرق" تؤكد لوفا رينيل، الباحثة المشاركة في مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، أن "بوتين سيسعى خلال ولايته الجديدة إلى توسيع نطاق الحرب، ولن يقتصر على أوكرانيا فقط، بل سيركّز على جورجيا ومولدوفا"، مضيفة أن "بوتين قادر على مواجهة الدول الأوروبية".
واعتبرت الناطقة السابقة باسم الحملة الانتخابية لدعم ماكرون أن بوتين يراهن على انقسام الدول الأوروبية، لتحقيق طموحاته الشخصية باستعادة أراضي الاتحاد السوفييتي، وقالت: "إذا رأى أن أوروبا ضعيفة وتفقد مصداقيتها على الصعيد الدولي فقد يعمل على التوسع أكثر في أوروبا الشرقية".
وتسيطر روسيا على ما يقرب من خُمس أوكرانيا، ولم يحدد بوتين أهدافاً إقليمية في المستقبل القريب، لكن ديميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، قال الشهر الماضي إن "روسيا تهدف إلى التوسع أكثر في أوكرانيا، بما يشمل أوديسا وكييف"، وفق CNBC الأميركية.
ويرى أندرياس إرنست، الصحافي والخبير بشؤون البلقان في تصريحات لـ"الشرق"، أن أوروبا باتت ترى في بوتين تهديداً حقيقياً لوحدتها، خصوصاً بعد الغزو الشامل لأوكرانيا في عام 2022، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى التكتل أكثر وضم دول جديدة خصوصاً من البلقان.
واعتبر أن الهجوم الروسي على أوكرانيا كان سبباً في تغيير قواعد اللعبة داخل الاتحاد الأوروبي، وأصبح مطلب التكتل والتوسعة أكثر إلحاحاً في بروكسل، وقبل ذلك، كانت بلدان غرب البلقان (بما في ذلك البوسنة) تنتظر عشرين عاماً دون اندماج ملموس في الاتحاد الأوروبي، كما كانت أوكرانيا مرشحة فوق العادة للانضمام إلى التكتل.
وأوضح أن هناك نقاشات بشأن كيفية تغيير القواعد الداخلية للاتحاد حتى يتمكن من "استيعاب" هذه الدول الجديدة. وهذا ينطبق بشكل خاص على أوكرانيا ذات القطاع الزراعي الضخم، مضيفاً أن دول البلقان تسعى إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي لأسباب واضحة، إذ ستستفيد اقتصادياً من السوق المشتركة ومن الأموال التي يتم توزيعها من الدول الأكثر ثراءً إلى الدول الفقيرة في التكتل.
دول البلقان.. ساحة نزال جديدة
أعاد غزو أوكرانيا في فبراير 2022 تشكيل علاقات موسكو مع جيرانها، مما أدى إلى ظهور بؤر جديدة للتوتر خصوصاً مع دول البلطيق (إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا) التي كانت خاضعة لموسكو في الفترة السوفييتية، ودول البلقان.
وتشكل مسألة الحدود التاريخية لروسيا، نقطة استراتيجية في السياسة الخارجية للكرملين. وسبق للرئيس الروسي أن أكد ذلك في فعالية طلابية عام 2016، إذ قال إن حدود روسيا "لا نهاية لها"، وهو ما اعتبره الغرب تهديداً جدياً يعكس طموحات موسكو التوسعية.
وتعود هذه العبارة التي استخدمها الزعيم الروسي إلى كاثرين الثانية (1762-1796)، أحد أعظم الفاتحين في التاريخ الروسي، وهي نفس العبارة قالها الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين بعد بضعة قرون بطريقة أكثر تدقيقاً "ليس لدي طريقة أخرى للدفاع عن حدودي سوى توسيعها"، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وعلى النقيض من الدولة التركية الحديثة، التي انبثقت عن الإمبراطورية العثمانية، أو بريطانيا التي شكلت إمبراطورية ثم خسرتها، لم تكن لروسيا قط هوية منفصلة عن الإمبراطورية. وكما لاحظ المؤرخ البريطاني جيفري هوسكينج "كان لدى بريطانيا إمبراطورية، لكن روسيا كانت إمبراطورية"، وفق المجلس الأطلسي للأبحاث.
وفي حديثه مع "الشرق"، قال ليديون كريسافي، الخبير في شؤون أوروبا الشرقية ومنسق المشاريع في المعهد الألباني للدراسات الدولية، إن الحرب في أوكرانيا أيقظت الأوروبيين الذين رأوا، أن التهديد الروسي أصبح ملموساً، ولم يكن نظرياً فقط، وهذا يعني أنه يجب على الاتحاد الأوروبي تسريع عملية التكامل مع دول غرب البلقان، وإدراج هذه البلدان في التكتل كوسيلة للسيطرة عليها بشكل أفضل وتوجيهها وحمايتها من الخطر الروسي.
ورغم إلحاح بروكسل بضرورة ضم دول البلقان، يرى كريسافي أن هذه الدول ليست مستعدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فهي تعاني من مشاكل كثيرة في ما يتصل بسيادة القانون، والمنافسة في السوق، والانتخابات، وما إلى ذلك. ولعل البوسنة هي الأسوأ. إذ أنها مقسمة إلى ثلاثة أجزاء عملياً، وهو ما يعقد عملية الانضمام.
ويعتقد أن البوسنة بعيدة جداً عن معايير الاتحاد الأوروبي، وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تصبح البلاد جزءاً من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يخدم مصالح بوتين وأهدافه الاستراتيجية.
وشدد الخبير ذاته على أن بوتين حاول استغلال الانقسام الأوروبي دون جدوى، فالانقسام الأوروبي ليس متجلياً في القرارات، ولكن في غرب البلقان، فإن قسماً كبيراً من السكان في صربيا، والجبل الأسود، والبوسنة، ومقدونيا الشمالية، لديهم وجهة نظر متعاطفة تجاه روسيا، بسبب الارتباط التاريخي والديني مع موسكو. وهذا ما تحاول روسيا استغلاله من أجل إبعاد هذه الدول عن الاتحاد الأوروبي. وهذا هو السبب الذي يجعل الاتحاد يريدهم أن يكونوا جزءاً من التكتل.
واعتبر أن هناك "دعاية روسية واسعة النطاق" تجري في المنطقة بهدف جذب المزيد من الناس نحو روسيا. وحتى الآن، لم يكن هذا ناجحاً كثيراً. وعلى الرغم من أن جزءاً من السكان لديهم مشاعر مؤيدة لروسيا، إلا أنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، بسبب الفوائد الاقتصادية القادمة من الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد لوفا رينيل، الباحثة المشاركة في مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، في تصريحاتها لـ"الشرق"، أن "بوتين يطمح إلى استرجاع أمجاد الاتحاد السوفيتي، من خلال تقسيم أوروبا الضعيفة، واستغلال ضعف دول أوروبا الشرقية، التي لا تعرف كيف تدافع عن نفسها، في أفق استرجاع الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية التي أصبحت تميل أكثر إلى الغرب".
كما يشير كولين تشابمان المتخصص في الجغرافيا السياسية والاقتصاد الدولي، في مقال نشره المعهد الأسترالي للشؤون الدولية، إلى أن بوتين يستخدم شبكته الاستخباراتية لبناء اتصالات بين الأوروبيين الذين يعارضون فكرة التكتل، خصوصاً ذات التوجه الشرقي الاشتراكي.
وبذلت أجهزة الاستخبارات الروسية، وفق تشابمان، جهوداً مضاعفة عندما دعا ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، إلى إجراء استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر تشابمان، أن "بوتين قفز من الفرح عندما صوت البريطانيون، على عكس التوقعات، لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، مما حرم الاتحاد الأوروبي من أحد محركاته الاقتصادية الرئيسية. وفي الوقت نفسه، يحاول بوتين الترويج لمفهوم أوراسيا موحدة تمتد من إيرلندا والبرتغال في الغرب إلى فلاديفوستوك في الشرق، مع وجود روسيا في وسطها".
مواجهة الناتو
ظلت العلاقات بين بوتين وحلف الناتو، متوترة طوال فترة رئاسته لروسيا، وقبل اجتياح أوكرانيا، هددت موسكو بشن توغل عسكري أوسع نطاقاً في كييف، ما لم يقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العديد من التنازلات الأمنية، بما في ذلك الالتزام بوقف التوسع شرقاً.
وتقول روسيا، إن الولايات المتحدة وحلف الناتو، انتهكا باستمرار التعهدات التي زعم أنها قطعت في أوائل التسعينيات بأن الحلف لن يتوسع إلى الكتلة السوفيتية السابقة. وفي الوقت نفسه، قال قادة الحلف إنهم منفتحون على دبلوماسية جديدة مع روسيا بشأن الحد من الأسلحة ومسائل أخرى، لكنهم غير مستعدين لمناقشة إغلاق أبواب الناتو أمام الأعضاء الجدد، وفق معهد الأطلسي للدراسات.
ولطالما كان القادة الروس يشعرون بالقلق من توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، خاصة وأن الحلف فتح أبوابه أمام دول حلف وارسو السابقة والجمهوريات السوفيتية السابقة في أواخر التسعينيات (جمهورية التشيك والمجر وبولندا) وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (بلغاريا، وبولندا، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا).
ومؤخراً، انضمت السويد إلى الناتو، منهية بذلك قرنين من الحياد. وبينما كان بوتين يأمل في كسر حلف شمال الأطلسي وطرد الولايات المتحدة من أوروبا، فقد تحقق العكس من ذلك. إذ لم يكن الحلف متحداً إلى هذا الحد منذ ذروة الحرب الباردة، ولم يسبق له أن أصبح بهذا الحجم من قبل، وفق موقع "ذا هيل".
ويعتقد بوتين أن روسيا في صراع وجودي مع حلف شمال الأطلسي، وألمح إلى أن الحرب قد تمتد إلى دول أخرى. وستكون مولدوفا الدولة التالية التي يجب مراقبتها، بسبب ضعفها.
ومؤخراً طلب سكان ترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية في مولدوفا وسكانها روس أو موالون لروسيا، من موسكو أن تقدم لهم "المساعدة"، الأمر الذي أثار المخاوف من أن مولدوفا قد تكون التالية على قائمة بوتين للدول التي ستغزوها موسكو، وفق ليديون كريسافي، الخبير في شؤون أوروبا الشرقية.
وحذّر بوتين، خلال خطاب في موسكو، الغرب من أن "نشر قوات غربية في أوكرانيا قد يقود العالم إلى شفا حرب عالمية ثالثة"، لكنه قال إنه "لا يعتقد بأن أحداً له مصلحة في ذلك"، مشيراً إلى أن بلاده لن تخضع لـ"الترهيب"، وأن على الجيش أن يكون أقوى.
وعلق بوتين على احتمال نشوب صراع شامل مع الناتو، ووجود قوات غربية في أوكرانيا، بأن "كل شيء ممكن"، لافتاً إلى أن فرنسا يمكنها أن تلعب دوراً في التوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا.
العلاقات مع الصين والجنوب العالمي
منذ غزو أوكرانيا، تحسنت علاقات روسيا مع الصين ودول الجنوب العالمي، بما في ذلك مجموعة البريكس الموسعة، فقد دعمت بكين روسيا منذ بداية الحرب، ورغم استمرار النزاع، لا تزال بكين شريكاً تجارياً ودبلوماسياً بالغ الأهمية لروسيا؛ التي تشاركها طموحاً يتمثل في تحقيق التوازن مع النفوذ الغربي على الساحة الدولية.
وتعمل موسكو وبكين معاً على الترويج لنظام "ما بعد الغرب" مع تقليص دور الديمقراطيات الغربية، حتى رغم أنهما قد لا تتفقان على الهيئة التي قد يبدو عليها هذا النظام.
وسيكون الكابوس بالنسبة لبكين هو استبدال بوتين بزعيم قرر إعادة تقييم علاقات روسيا مع الغرب، وحتى مع الصين، وفق معهد الولايات المتحدة للسلام، الذي توقع أن تستمر العلاقات الروسية الصينية في التطور خلال فترة ولاية بوتين الخامسة، على الرغم من التباينات في العلاقة.
ورفض جزء كبير من دول الجنوب العالمي، إدانة روسيا أو فرض عقوبات عليها منذ غزوها الشامل لأوكرانيا. وتنظر هذه الدول إلى الحرب باعتبارها صراعاً أوروبياً لا ينبغي أن يشملها. وينظر الكثيرون إلى روسيا كزعيم للحركة المناهضة للإمبريالية. وتستعد روسيا لأن تصبح أكثر نشاطا في إفريقيا والشرق الأوسط.
كما عززت حرب غزة، موقف روسيا في جزء كبير مما يسمى بالجنوب العالمي، لأن موسكو تدعم "حماس" والفلسطينيين ونأت بنفسها عن إسرائيل، التي طور بوتين علاقات أوثق معها في العقدين الماضيين، وفق معهد الولايات المتحدة للسلام.
أميركا اللاتينية وإفريقيا
في الآونة الأخيرة، وسعت روسيا مجال نفوذها ليشمل دول أميركا اللاتينية. وفي أواخر مارس، وصل حوالي 100 عسكري روسي إلى فنزويلا لتقديم التدريب والمساعدة اللوجيستية لنظام مادورو، وهناك تقارير تفيد بأن متعاقدين عسكريين خاصين من روسيا ينشطون بالفعل على الأرض، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.
كما ظهر المرتزقة الروس في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع الحفاظ على وجود المقاولين في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان.
وتترك موسكو بصمتها في إفريقيا من خلال اتفاقيات مبيعات الأسلحة والتدريب، بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ ذروة الحرب الباردة عندما تنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على النفوذ، ورعت مجموعات بالوكالة في جميع أنحاء القارة، وفق معهد هامبورج للدراسات الإفريقية.
وبينما تقوم الولايات المتحدة بسحب قواتها من الشرق الأوسط وإفريقيا، يملأ الكرملين فراغ السلطة ويظل عازماً على إعادة ترسيخ التفوق العسكري، والوصول إلى القواعد والموارد التي تدعم السياسة الأمنية الروسية، وفقاً للمعهد.
وبالاعتماد على مجموعة من الأساليب التقليدية وغير التقليدية، من نشر القوات والمدربين والمستشارين، إلى حملة التضليل واسعة النطاق والحرب السيبرانية، أعادت روسيا فرض نفسها في الساحة الدولية، محاولة بناء عالم جديد يقوم على تعدد الأقطاب وينهي الهيمنة الأميركية.
تصنيفات
