هل تحتاج واشنطن آلاف الروبوتات لـ"ردع الصين" وحماية تايوان؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
السفن السطحية غير المأهولة Seahawk وFront وSea Hunter في الأسطول الأميركي بالمحيط الهادئ، 21 في أبريل 2021 - defenseone.com
السفن السطحية غير المأهولة Seahawk وFront وSea Hunter في الأسطول الأميركي بالمحيط الهادئ، 21 في أبريل 2021 - defenseone.com
دبي-الشرق

أجرت البحرية الأميركية في أكثر من مناسبة تجارب على الأنظمة غير المأهولة "الروبوتية" في الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، مقارنة بندرة تجاربها على تلك الأنظمة في منطقة المحيط الهادئ.

وأوضح قائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ، سام بابارو، أن قلة التجارب للأنظمة غير المأهولة في منطقة المحيط الهادئ، هدفها عدم كشف تلك الأصول للخصوم، ومن ثم وضع حد لقدراتها، وذلك بحسب ما ذكره موقع "ديفينس ون".

وأضاف أن التجارب على الأنظمة غير المأهولة تجري الآن، وسيجري المزيد منها قريباً.

وقال بابارو، إنه مع بداية مارس المقبل، ستزيد البحرية الأميركية من العرض والاختبار والتجربة، لافتاً إلى أن الأسطول سيشكل قريباً سرباً ثانياً من الأنظمة غير المأهولة أو "سفينة الأشباح" في منطقة المحيط الهادئ.

وذكر أليكس كامبل، الذي يقود الجانب البحري من وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبنتاجون، أن بعض أحدث أعمال الوحدة بشأن المركبات المسيرة تحت الماء، مرتبطة أيضاً بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وعملت وحدة الابتكار الدفاعي الأميركية مؤخراً على تعيين شركات Oceaneering International وKongsberg Discovery وAnduril Industries، لتطوير نماذج أولية للمركبات المسيرة التي قد يتم إنتاجها يوماً ما بمئات الآلاف.

وأكد كامبل أنه تم التعاقد مؤخراً مع PEO Attack Submarines، لافتاً إلى أنه تم الحصول على 3 نماذج أولية لغواصة مسيرة ذات قطر كبير، والتي من المحتمل أن تحل بعض الأزمات التي تواجه القيادة في منطقة المحيطين.

وأشار إلى أن وحدة الابتكار الدفاعي تسعى أيضاً إلى بناء سفينة سطحية صغيرة غير مأهولة، تهدف إلى أن تكون اعتراضية بتكلفة منخفضة نسبياً.

مفتاح "ردع الصين"

أكد كامبل أن أعداداً كبيرة جداً من الغواصات المسيرة والسفن السطحية غير المأهولة هي المفتاح لردع الصين، ووقف أي هجوم محتمل من بكين ضد تايوان.

وستسعى القيادة الأميركية في منطقة المحيطين إلى إيجاد سبل للقيام بذلك، مع الحد من أعداد السفن المأهولة والبحارة الذين قد يضطرون إلى وضع أنفسهم بين البحرية الصينية والساحل التايواني.

وأفاد بابارو بأنه عندما يحين الوقت قد لا يكون من الضروري في ساحة المعركة التنافس على التفوق الجوي والبحري، ولكن حرمان العدو من استخدام ساحة المعركة لأغراضه الخاصة.

وأوضح أن المفهوم المبدئي يدور حول سفن مسيرة ذات قدرات بحرية ذكية، مع قدرات سطحية وقدرات جوية، لاستبدال بعض العمليات التي يقوم بها الجنود في الخطوط الأمامية.

وقد تكون الأنظمة غير المأهولة عنصراً أساسياً في شبكة الحرائق المشتركة التابعة للقيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهو نظام ناشئ لإدارة المعارك صمم للعثور على البيانات المستهدفة وتسليمها إلى القوات بشكل أسرع بكثير.

وقال المدير الفني للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في وحدة الابتكار الدفاعية، جاستن نورمان، إنه باستخدام الأنظمة غير المأهولة والطائرات بدون طيار يمكن جمع معلومات الاستهداف بشكل أسرع، ومن ثم بعدها الاستفادة من العنصر البشري، حين يكون ذلك مطلباً قانونياً.

تحديات كبرى

يواجه أسطول المحيط الهادئ بعض التحديات التي يتعين التغلب عليها قبل أن يتمكن من دمج الطائرات بدون طيار بشكل جماعي في العمليات.

ويرجع ذلك إلى أن تشغيل عشرات أو مئات الآلاف من المركبات البحرية والجوية غير المأهولة يمثل تحدياً لوجستياً.

وقال كريس مورفي، مستشار العلوم لمكتب الأبحاث البحرية لأسطول المحيط الهادئ، إن العدد الهائل من استخدام الروبوتات يتطلب أن يفكر القادة العسكريين مقدماً في الكثير من المشكلات التي عادة ما تأتي لاحقاً عند الاستحواذ.

وأضاف أن بعض تلك المشكلات تتمثل في مفاهيم النشر والاستدامة، في ظل وجود الآلاف من تلك الأصول، لتصبح التساؤلات بشأن طريقة التعامل معها، سواء تقليص حجمها أو تغليفها كصواريخ ووضعها في أنبوب.

وأكد مورفي أن دراسة هذه المشكلات ستؤدي إلى اتخاذ قرارات التصميم، التي لا يوجد وقت للرجوع إليها وإعادة هندستها لاحقاً.

وقال بابارو إن الولايات المتحدة والصين تتنافسان بالفعل على استخدام أدوات رقمية جديدة، بشكل أسرع ونطاق أوسع مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط.

وأضاف أن العالم في منتصف تغيير تاريخي آخر، وهو "فجر ثورة المعلومات"، لافتاً إلى أن من يتنافس بشكل أفضل وله قدرة أكبر على التكيف والجمع بين البيانات والقدرة الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، يمكنه الفوز في المعركة الأولى.

تصنيفات

قصص قد تهمك