
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "المحاولات الأميركية للتحدث معنا من موضع القوة محكوم عليها بالفشل منذ البداية"، و"سنرد بقوة وحزم على الأعمال غير الودية".
وأكد لافروف، في مقابلة مع صحيفة "راكيات ميرديكا" الإندونيسية، لدى سؤاله عن مستقبل العلاقات الروسية الأميركية بعد قمة جنيف، أنه "يجب أن يقوم التفاعل بين البلدين على الصدق، إذا كانت واشنطن تريد حقاً علاقات مستقرة ويمكن التنبؤ بها، على حد تعبيرهم".
وبحسب لافروف، تشعر موسكو بـ"الرضا" لتمكن الجانبين من تبادل المواقف والإعراب عن نيتهما تطبيع العلاقات في جنيف.
وكانت المقابلة نُشرت قبيل زيارة يجريها وزير الخارجية الروسي إلى جاكرتا، الثلاثاء، ومن المتوقع أن يلتقي خلالها نظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي لمناقشة العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، والتعاون بشأن القضايا العالمية والإقليمية.
"خطوة إلى الامام"
وعن القمة الروسية الأميركية، قال لافروف للصحيفة: "برأينا، كانت القمة الروسية الأميركية صريحة وذات طابع عملي، وتمكن الجانبان خلالها من مناقشة شؤونهما الثنائية بالتفصيل، وتبادُل وجهات النظر بشأن الاستقرار الاستراتيجي، والسيطرة على الأسلحة والصراعات الإقليمية".
وأضاف أن الجانب الروسي كان "راضياً عن نتائج المحادثات"، حيث أعرب الجانبان بوضوح عن مواقفهما و"أظهرا رغبتهما في التفاهم".
ورغم "تواضع" النتائج التي أسفرت عنها القمة، إلا أنه "يمكن اعتبارها خطوة إلى الأمام" نحو "استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين"، والتي يجب أن تقوم على "الاحترام المتبادل"، وفقاً للافروف.
"لا أوهام"
في الوقت نفسه، شدد لافروف على أن "موسكو ليس لديها أوهام بشأن علاقاتها مع واشنطن"، مشيراً إلى أنه بعد القمة مباشرة "استأنف المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم الحاضرون في جنيف، خطابهم العدواني تجاه روسيا".
وأعرب لافروف عن أسفه لاستمرار واشنطن في "إلقاء المحاضرات" على موسكو، والتهديد بممارسة مزيد من الضغوط "في حال لم تقبل روسيا بقواعد اللعبة" التي وُضعت في جنيف.
وكان الرئيسان الأميركي والروسي وافقا، في قمة 16 يونيو، على بدء مشاورات الاستقرار الاستراتيجي للحد من مخاطر الصراع بين القوتين النوويتين المهيمنتين في العالم. وأصدرا بياناً مشتركاً أعادا فيه تأكيد التزامهما بالقاعدة التي صاغها الرئيسان الأسبقان رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف بأن "الحرب النووية لا يمكن كسبها ويجب عدم خوضها".