
أعلنت مجموعة السبع السبت، أنها "لن تعترف إطلاقاً" بالحدود التي تسعى روسيا لفرضها بالقوة من خلال هجومها على أوكرانيا، متوعدين موسكو بتوسيع العقوبات لتشمل قطاعات أكثر، بالإضافة إلى مواصلة تزويد كييف بالسلاح.
وقال وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى، في بيان صادر في ختام اجتماع استمر 3 أيام في مدينة فانجلز بشمال ألمانيا، "لن نعترف إطلاقاً بالحدود التي حاولت روسيا تغييرها من خلال تدخلها العسكري في أوكرانيا".
وشدد وزارء خارجية المجموعة على عزمهم "زيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا، ومواصلة التحرك بانسجام"، محذرين من الانعكاسات المتزايدة للحرب على الدول الفقيرة وخصوصاً في مجال الأمن الغذائي.
وأعلن وزراء خارجية القوى الاقتصادية السبع الكبرى عزمهم "تسريع الجهود"، من أجل "وضع حد للتبعية لموارد الطاقة الروسية"، وفق ما جاء في البيان.
ودعا وزراء المجموعة الصين إلى "عدم مساندة روسيا في الهجوم" الذي تشنه على أوكرانيا، كما طالبوا بيلاروس بـ"وقف تسهيل تدخل روسيا واحترام التزاماتها الدولية".
"ضم خيرسون"
وتقول وكالات استخباراتية ودفاعية غربية إن موسكو تُعيد تركيز جهودها للاستيلاء على جنوب وشرق أوكرانيا، بعد تعثر جهود روسيا الأولية في الاستيلاء على العاصمة كييف عقب مواجهة مقاومة "أقوى من المتوقع" من قبل القوات الأوكرانية.
وأعلنت موسكو، مارس الماضي، سيطرتها بشكل كامل على منطقة خيرسون، جنوب أوكرانيا، في حين قال المسؤول في البرلمان الروسي أندري تورتشاك، الأسبوع الماضي، إن روسيا ستبقى في خيرسون "إلى الأبد".
وذكر مسؤول محلي موالٍ لروسيا في منطقة خيرسون، الأربعاء، أن السلطات التي أقامتها موسكو داخل المنطقة، ستطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمَّ المدينة.
دونيتسك ولوغانسك
كما تحدثت الولايات المتحدة، مطلع الشهر الجاري، عن معلومات زعمت أنها "ذات مصداقية كبيرة" مفادها أن روسيا تعتزم "منتصف مايو" تنظيم استفتاءات "في محاولة لضم"دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لها في شرق أوكرانيا.
وصرح السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر للصحافيين في واشنطن "بحسب آخر المعلومات، نعتقد أن روسيا ستحاول ضم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقّع مرسوماً تعترف بموجبه موسكو باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا يوم 23 فبراير الماضي، قبل يوم واحد من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بذريعة الدفاع عن الناطقين باللغة الروسية في المنطقتين.
وقال حاكم منطقة لوغانسك في الإدارة الأوكرانية سيرجي جايداي، مساء الجمعة على فيسبوك: "هناك معارك كثيفة على الحدود مع منطقة دونيتسك قرب بوباسنا"، مشيراً إلى خسائر كبيرة بالعناصر والعتاد من الجانب الروسي.
السيطرة على ماريوبل
وفي 21 أبريل الماضي، أعلنت روسيا سيطرة قواتها على مدينة ماريوبل الساحلية جنوب شرق أوكرانيا، والاستراتيجية على البحر الأسود، باستثناء مصنع "آزوف ستال للحديد والصلب".
إلا أن معارك ضارية ما زالت تدور في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث تركز موسكو هجومها بدون تحقيق تقدم يذكر، فيما تجري مفاوضات "صعبة جداً" حول مصير آخر المدافعين عن ماريوبل المنتمين إلى كتيبة "آزوف".
من جانبه، أفاد مسؤول دفاع أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن العمليات العسكرية الروسية "تتركز بشكل أساسي حالياً في دونباس"، مضيفاً: "ما زلنا نرى بصورة عامة أن الروس لا يحققون تقدماً يذكر في هذه المنطقة".
الوصول إلى ترانسنيستريا
وقالت مديرة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينس، الثلاثاء إن بوتين يريد "توسيع رقعة" النزاع ليشمل ترانسنيستريا المنطقة الواقعة في مولدافيا، شرق أوروبا، والتي أعلنت انفصالها في 1990، ولكن لم يعترف بها أحد.
وفي 22 أبريل الماضي، قال الجنرال الروسي رستم مينيكاييف، إنَّ "السيطرة على جنوب أوكرانيا تعني أيضاً ممراً إلى ترانسنيستريا حيث نلحظ حالات اضطهاد للسكان الناطقين بالروسية". والدفاع عن الناطقين بالروسية هو أحد مبرّرات موسكو للحرب الحالية.
حدود 23 فبراير
من جهته، قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مطلع مايو، إن الأولوية الآن هي "إنهاء الحرب" وسحب القوات الروسية إلى "حدود 23 فبراير على الأقل"، وهو اليوم السابق على بدء روسيا للعملية العسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن يرماك التأكيد على ضرورة حل قضايا منطقتي دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم في المباحثات.
وأضاف أن زيلينسكي مستعد للجلوس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ومناقشة القضايا الصعبة.