كييف تطلق "كتاب الجلادين" لتوثيق "جرائم روسيا".. ومعارك مستمرة شرقي أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأوكراني يزور مواقع الخطوط الأمامية للجيش الأوكراني في منطقة زابوروجيا - 5 يونيو 2022 - AFP
الرئيس الأوكراني يزور مواقع الخطوط الأمامية للجيش الأوكراني في منطقة زابوروجيا - 5 يونيو 2022 - AFP
كييف/ أنقرة -وكالات

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن أوكرانيا ستطلق نظاماً لجمع الأدلة على جرائم حرب تقول إنها ارتُكبت خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت تتواصل المعارك في مدينة سيفيرودونيتسك الأساسية لبسط موسكو نفوذها في الشرق، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى تركيا لبحث ملفي الممرات الآمنة وتصدير الحبوب.

ويقول ممثلو الادعاء الأوكرانيون إنهم وثقوا أكثر من 12 ألف جريمة حرب مزعومة تشمل أكثر من 600 مشتبه بهم، منذ بدأ الكرملين هجومه في 24 فبراير.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو: "سيجري الأسبوع المقبل إطلاق منشور خاص تحت اسم (كتاب الجلادين)، وهو نظام معلوماتي لتأكيد البيانات عن مجرمي الحرب من الجيش الروسي".

وأضاف زيلينسكي أن ذلك سيكون "عنصراً رئيسياً في إطار تعهده منذ فترة طويلة بمحاسبة الجنود الروس" الذين ارتكبوا ما وصفته السلطات الأوكرانية بـ "جرائم قتل واغتصاب ونهب".

وتابع زيلينسكي: "هذه حقائق ملموسة عن أفراد مذنبين بارتكابهم جرائم قاسية في حق الأوكرانيين"، مشيراً  في حديثه إلى ضاحية بوتشا التي وجد فيها المحققون ما يقولون إنه دليل على عمليات إعدام جماعي.

وتقول روسيا إنها بذلت كل ما في وسعها لتجنب استهداف المدنيين في "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

ونفى مسؤولون روس على وجه التحديد صحة صور مشاهد الأحداث في بوتشا، واصفين إياها بأنها عمليات "تلفيق" قامت بها السلطات الأوكرانية بعدما غادرت القوات الروسية البلدة في نهاية مارس.

التحقيق مع الأسرى

وفي سياق مرتبط، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن مصدر روسي في إنفاذ القانون قوله، الثلاثاء، إن أكثر من ألف جندي أوكراني استسلموا في مدينة ماريوبل ونُقلوا إلى روسيا للتحقيق معهم.

وإذا تأكدت هذه الأنباء، فقد تقوّض محادثات السلام المضطربة بالفعل بين الجانبين.

وتسعى كييف لتسلم جميع من تحصنوا في مجمع "آزوف ستال" للصلب للدفاع عن ماريوبل، والذين يُقدّر عددهم بنحو ألفين في صفقة لتبادل الأسرى، ولكن بعض أعضاء البرلمان الروس يطالبون بمحاكمة بعض الجنود.

نقلت تاس عن المصدر قوله "تم إحضار أكثر من ألف شخص من آزوف ستال إلى روسيا، وتتولى أجهزة إنفاذ القانون التعامل معهم". ولم يذكر تفاصيل عما قد يحدث لاحقاً.

وأضاف المصدر للوكالة أنه سيتم نقل المزيد من الأسرى الأوكرانيين في وقت لاحق إلى روسيا.

تسليم جثث

من جهته، قال الجيش الأوكراني إن روسيا سلّمت كييف جثث 210 مقاتلين أوكرانيين مات معظمهم دفاعاً عن ماريوبل، على أرض مصنع الصلب المترامي الأطراف.

وقالت إدارة المخابرات العسكرية الأوكرانية على "تويتر" إن "عملية إعادة جثث المدافعين الذين سقطوا في ماريوبل جارية. أُعيد حتى الآن 210 من جنودنا، معظمهم من المدافعين الأبطال عن آزوف ستال".

وأضافت الإدارة أن العمل "متواصل لإعادة جميع المدافعين الأوكرانيين الذين تم أسرهم".

وكانت أسر أفراد من "فوج آزوف" التابع للحرس الوطني الأوكراني قد أبلغت في وقت سابق عن عودة بعض الجثث. كما أعلنت الحكومة الأوكرانية قبل أيام تبادل 160 جثة بين روسيا وأوكرانيا.

معارك محتدمة

ميدانياً، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت بالكامل على الأحياء السكنية في مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية، بعدما أعلنت كييف أن قواتها تخوض معارك في المدينة، في وقت وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى تركيا لمناقشة إنشاء "ممرات أمنية" تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو إن الأحياء السكنية في مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، في مسعى من موسكو لبسط نفوذها على مساحة شاسعة من شرق أوكرانيا، "حُررت بالكامل".

ولجأ نحو 800 مدني إلى مصنع للمواد الكيميائية في سيفيرودونيتسك، بحسب أحد مستشاري دميترو فيرتاش الذي تملك شركته المنشأة.

وكتب لاني جي ديفيس، المحامي الأميركي لرجل الأعمال، على موقع الشركة أن "قرابة 800 مدني لجأوا إلى مصنع آزوت للمواد الكيميائية المملوك لمجموعة دي إف التابعة لدميترو فيرتاش".

وأضاف ديفيس "من بين هؤلاء المدنيين وعددهم 800، هناك نحو 200 من موظفي المصانع البالغ عددهم 3000، ونحو 600 نسمة من سيفيرودونيتسك". 

وأشارت مصادر أوكرانية إلى التفوق الكبير للمدفعية الروسية في المنطقة. وقال الجيش الأوكراني الثلاثاء إن القوات الروسية تستعد للهجوم على مدينة سلوفيانسك في المعركة للسيطرة على دونباس.

"النصر في ساحة المعركة"

وأعلن الرئيس الأوكراني أن أوكرانيا تريد أن تنتصر على روسيا "في ساحة المعركة" قبل أي تفاوض على السلام. 

وقال زيلنسكي لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: "يجب أن يكون النصر قبل كل شيء في ساحة المعركة"، مكرراً أن بلده بحاجة إلى كمية من الأسلحة "توازي على الأقل تلك المتوافرة للروس".

وسقط آلاف المدنيين وأُرغم الملايين على الفرار منذ أن أمر الرئيس الروسي قواته بغزو أوكرانيا في 24 فبراير. وبعدما تم التصدي لقواتها في أجزاء أخرى من البلاد ومن ضمنها كييف، تركز روسيا الآن هجومها على إقليم دونباس في الشرق، حيث تحرز تقدماً مطرداً وإن كان بطيئاً.

وستفتح السيطرة عليها الطريق المؤدي إلى كراماتورسك، أكبر المدن في الجزء الذي لا يزال خاضعاً لسلطات كييف في منطقة دونيتسك.

ألغام بحرية

وعلى بعد آلاف الأميال، وصل لافروف إلى أنقرة برفقة وفد عسكري روسي لإجراء محادثات بعدما طلبت الأمم المتحدة من تركيا المساعدة في مواكبة قوافل بحرية تنقل الحبوب من مرافئ أوكرانية، رغم وجود ألغام.

وقال وزير الزراعة التركي وحيد كيريشتشي إن أنقرة ستشتري الحبوب من أوكرانيا بحسم قدره 25 بالمئة كبادرة شكر.

وتحاصر روسيا مرفأ أوديسا الاستراتيجي المطل على البحر الأسود، وأكد زيلينسكي أن لدى أوكرانيا ما يصل إلى 25 مليون طن من الحبوب التي لا يمكن تصديرها.

وقال زيلينسكي: "في الخريف قد تصل الكمية إلى ما بين 70 و75 مليون طن". قبل الحرب كانت أوكرانيا رابع أكبر الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم، في وقت تقول موسكو إن العقوبات تمنع تصدير الحبوب.

في واشنطن تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تقارير "موثوقة" تفيد بأن روسيا سرقت الحبوب من أوكرانيا لتصديرها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات