قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن الولايات المتحدة حريصة على تحالفها مع دول الخليج العربي.
واعتبرت ليف في مقابلة مع "الشرق" على هامش النسخة الـ18 من "حوار المنامة" الذي استضافته البحرين، أن إيران "لا تزال تُشكل تهديداً لأمن المنطقة"، بشكل يحتم من مضاعفة الجهود مع الشركاء بالمنطقة.
وتناولت المسؤولة الأميركية خلال المقابلة العديد من الملفات الساخنة الخاصة بالمنطقة، بما في ذلك التعامل مع الحكومة العراقية، في ظل وجود "مسؤولين مرتبطين بإيران" كما تقول واشنطن،.
كما شددت على ضرورة وضع خارطة طريق للحل في ليبيا، وإنهاء أزمة الفراغ السياسي في لبنان، وتمهيد الظروف لبدء مفاوضات إسرائيلية فلسطينية.
التهديد الإيراني
وفيما يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال حليفاً لدول "مجلس التعاون الخليجي"، قالت ليف "نعم، بالتأكيد. نحن شريك موثوق فيه، ولديه التزام عميق تجاه المنطقة والشركاء الذين عملنا إلى جانبهم لعقود".
وأضافت: "لقد طُرح علي سؤال (استمرار تحالف واشنطن ودول الخليج) مراراً خلال الـ10 أو الـ12 سنة الماضية على الأقل. وهذا ما يثير الاهتمام. لقد طُرح السؤال في ظل وجود 65 ألف جندي في المنطقة أو عندما كنا نقود تحالفاً دولياً من 80 شريكاً لانتشال العراق من براثن تنظيم (داعش). لطالما شكّل الموضوع محطّ قلق، وأنا أتفهمه، مع الخشية التي ترافق التهديدات المتضاعفة".
وبشأن موقف الولايات المتحدة من الأنشطة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، أشارت المسؤولة الأميركية إلى أن أنشطة إيران الإقليمية لا تزال تُشكل "مصدر قلق متزايد لنا وللشركاء على مر السنوات".
واعتبرت أن طهران "تطرح جملة من التحديات والتهديدات لأمن جيرانها، والمنطقة بشكل أوسع، وبطريقة لم يكن أحد ليتخيلها منذ 15 سنة".
وأشارت في هذا السياق إلى "إيصال إيران الأسلحة المتقدمة إلى وكلائها، والتدخل الصارخ في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، واللهجة الاستفزازية، والتهديدات".
وأضافت: "نعم ثمة سلسلة من التهديدات التي تُشكلها إيران، ولأجل ذلك بالتحديد يجب مضاعفة جهودنا مع الشركاء، وهذا سبب وجودي هنا (البحرين)".
العلاقة مع العراق
وفي تعليقها على التقارير التي تحدثت عن أن واشنطن أبلغت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أنها لن تتعامل مع بعض أعضاء حكومته الذين ينتمون إلى منظمات صنّفتها الولايات المتحدة إرهابية، أوضحت ليف: "هذا هو الموقف الذي نعتمده عادة مع الحكومات حول العالم عندما تكون هناك احتمالية أن شخصاً فيها مصنف على أنه عضو في تنظيم إرهابي أو على لوائح الفساد أو غيره".
وأردفت: "نرى أننا في بداية العلاقات مع رئيس الوزراء العراقي ومعظم أعضاء حكومته، وأمامنا الكثير من العمل المهم لإنجازه. علاقتنا مع العراق وطيدة وتزداد تعمقاً، ونحن نعتبر أن العراق حجر أساس بالنسبةلأمن المنطقة واستقرارها".
وتابعت: "هناك الكثير من العمل ينتظرنا، ليس فقط في مجال الأمن، بل أيضاً لمعالجة مسائل تشكل تهديدات جادة للعراق ومصير شعبه، كقضية تغير المناخ. وهذا مجال سيشهد تعميقاً لعلاقاتنا فيه أيضاً".
مفاوضات حل الدولتين
وفي ردها على سؤال، يتعلق برؤية واشنطن لفوز بنيامين نتنياهو واليمين في الانتخابات الإسرائيلية وانعكاساته على مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، إن "الولايات المتحدة وإسرائيل تجمعهما علاقات وطيدة وهذا أمر يعود إلى العام 1948، إذ نجحنا في التعامل مع مع مختلف الحكومات في إسرائيل، وليس لدي أدنى شك في أننا سنقوم بالمثل مع الحكومة المقبلة".
وأضافت ليف: "لن أتكهن بشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لكننا نتطلع للعمل معها بشأن الكثير من القضايا المتعلقة بالأمن في المنطقة، وذلك من خلال الجهود بين مختلف الدول، وبالتأكيد من أجل التصدي لجميع التهديدات التي تتطلب الحلول العاجلة".
وبشأن مستقبل العلاقات الفلسطينية الأميركية، قالت ليف إن إدارة الرئيس جو بايدن وجدت عند توليها السلطة قبل عامين، أن العلاقة بين الفلسطينيين والولايات المتحدة في حالة سيئة جداً، فسارعت لترميمها وأعادت المساعدات إلى الشعب في فلسطين عبر الأونروا وغيرها من آليات المساعدة، لكننا عملنا أيضاً على استعادة العلاقات الضرورية بين السلطة الفلسطينية والمسؤولين الإسرائيليين، وسنستمر في هذا العمل".
وتابعت: "سمعنا الرئيس جو بايدن يعرب عن التزامه الوثيق بمفاوضات محتملة لحل الدولتين، الذي يمكن من خلاله للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أن يتعايشا جنباً إلى جنب في ظل إجراءات أمنية متساوية واستقرار وازدهار، وهذه هي الرؤية التي ما زلنا نسعى إلى تحقيقها".
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركية أن البيت الأبيض "سيعمل على عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة الحوار مجدداً".
دعم الانتخابات الليبية
وفيما يتعلق بالتصور الأميركي تجاه الأزمة الليبية وسبل التوصل إلى حل سياسي، قالت ليف لـ"الشرق"، إن الرؤية بسيطة وتنطوي على إعادة بناء خارطة طريق نحو الانتخابات، مشيرةً إلى أن ما يقارب 3 ملايين ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت وهم يستحقون الإدلاء بصوتهم.
وأردفت: "من خلال هذه العملية الانتخابية سيتمكن الليبيون من الحصول على حكومة موحدة ودستور يحافظ على أمنهم واستقرارهم، وتعطيهم القدرة على الاستفادة من الازدهار الذي يمكن أن توفره لهم بلادهم.
وأشارت مساعدة وزير الخارجية الأميركية إلى أن واشنطن "سعيدة للغاية لأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عيّن ممثلاً خاصاً له في ليبيا".
وقالت: "نعمل على مواءمة جميع جهودنا مع الجهود التي يبذلها، ونرغب في رؤية المسؤولين السياسيين الليبيين يأتلفون في سبيل إعادة بناء خارطة الطريق نحو الانتخابات".
وفي الشأن اللبناني، اعتبرت ليف أن إيجاد حل لأزمة الفراغ السياسي هي "مسؤولية البرلمان اللبناني الذي تم انتخابه في شهر مايو، ولا يزال على عاتقه مهمة أساسية وهي انتخاب رئيس الجمهورية".
وأضافت: "لا يسعني ولا الولايات المتحدة ولا أيّ قوة أجنبية أخرى القيام بهذه المهمة نيابة عنهم. على البرلمان في لبنان الاضطلاع بالدور المنوط به، وهو انتخاب رئيس، وتنفيذ دوره في تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة وتمكينهما تمكيناً تاماً. وهذا أمر لا يمكن لأي جهة أجنبية أن تفعله، وإنما يقع بشكل كامل على عاتق البرلمان اللبناني".
اقرأ أيضاً: