استراتيجية روسيا الجديدة للسياسة الخارجية.. ماذا تقول عن العالم الإسلامي؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن عبر رابط فيديو في موسكو بروسيا. 31 مارس 2023 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن عبر رابط فيديو في موسكو بروسيا. 31 مارس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

تعتزم روسيا تطوير الشراكة مع العالم الإسلامي بعد أن أعلنت اعتبار ذلك من أولوياتها، وفقاً لما تضمنته وثيقة الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية، التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة.

وتحت عنوان "العالم الإسلامي"، جاء في الوثيقة أن "دول الحضارة الإسلامية الصديقة، التي لديها آفاق كبيرة لترسيخ نفسها كمركز مستقل للتنمية العالمية في عالم متعدد المراكز، تزداد الحاجة إليها، وهم شركاء أكثر موثوقية لروسيا في ضمان الأمن والاستقرار وكذلك في حل المشكلات الاقتصادية على الصعيدين العالمي والإقليمي". 

الشراكة مع العالم الإسلامي

وتسعى روسيا إلى "تعزيز التعاون الشامل المفيد للجانبين مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مع احترام أنظمتها الاجتماعية والسياسية والقيم الروحية والأخلاقية التقليدية". 

وتنص الوثيقة على أنه لتحقيق هذه الأهداف، سيركز الاتحاد الروسي على "تطوير التعاون الكامل القائم على الثقة مع إيران، وتقديم الدعم الشامل لسوريا، وتعميق الشراكات متعددة الأوجه ذات المنفعة المتبادلة مع تركيا والمملكة السعودية ومصر، والدول الأعضاء الأخرى في منظمة التعاون الإسلامي، بالنظر إلى حجم نفوذها والدور البناء لسياستها تجاه الاتحاد الروسي".

"تعاون وأمن إقليمي"

وتخطط موسكو لإنشاء "منظومة تعاون وأمن إقليمي شامل مستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على أساس الجمع بين قدرات جميع الدول والتحالفات بين الدول في المناطق، بما في ذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي".

وتعتزم روسيا التعاون بنشاط مع جميع الدول المعنية، والمؤسسات المشتركة بين الدول من أجل تنفيذ مفهوم الأمن الجماعي الروسي لمنطقة الخليج العربي، معتبرة أن "تنفيذ هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تطبيع مستدام وشامل للوضع في الشرق الأوسط"، بحسب الوثيقة.

حوار الأديان

وتهدف موسكو إلى " تعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات، وتوحيد الجهود لحماية القيم الروحية والأخلاقية التقليدية، ومكافحة الإسلاموفوبيا، بما في ذلك من خلال منظمة التعاون الإسلامي"، بحسب الوثيقة.

وأوردت الوثيقة، التي نشرت على موقع الكرملين، أن موسكو تريد "تسوية الخلافات وتطبيع العلاقات بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك بين هذه الدول وجيرانها (بشكل أساسي إيران والدول العربية، وسوريا وجيرانها، والدول العربية ودولة إسرائيل)، بما في ذلك ضمن الجهود الرامية إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية".

تسوية النزاعات

وذكرت الوثيقة أن روسيا ترغب المساعدة في "تسوية وتخطي تداعيات النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب وجنوب شرق آسيا، وغيرها من المناطق التي توجد بها الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ".

وأشارت إلى أنها تعتزم "إطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بهدف تأسيس شراكة أوراسيا الكبرى".

استراتيجية جديدة

ووقع بوتين، الجمعة، استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية لبلاده، تعتبر الولايات المتحدة، "المحرض الرئيسي على معاداة روسيا"، و"مصدر تهديدات وجودية" لموسكو.

وقال بوتين خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي: "وقعت مرسوماً ينص على المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية".

وتحدد الوثيقة المكونة من 42 صفحة، التغييرات التي طرأت على نظرة روسيا للعالم، لا سيما علاقة "المواجهة المتزايدة مع الغرب".

ووصفت الوثيقة، وهي كتيب للدبلوماسيين الروس، الولايات المتحدة، بأنها "التهديد الرئيسي للاستقرار الدولي"، و"محرك لخط مناهض لروسيا"، لكنها تقول أيضاً إن موسكو تسعى إلى "التعايش السلمي" و"توازن المصالح" مع واشنطن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات