روسيا وتركيا وإيران باجتماع أستانة: ملتزمون بسيادة سوريا

جددت تركيا وإيران وروسيا، في ختام مناقشات بشأن سوريا في العاصمة الكازاخستانية أستانة، الأربعاء، "التزامها الراسخ" بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وقالت الدول الثلاث الضامنة لمحادثات "أستانة"، في البيان الختامي للاجتماع الدولي العشرين بشأن سوريا، إنها "تجدد التصميم على مواصلة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، ورفض الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية "سانا".

وشدد البيان على أن الدول الضامنة للمحادثات الرامية إلى التوصل لتسوية للصراع الدائر تدين "أنشطة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة على اختلاف مسمياتها في سوريا، وتجدد التأكيد على رفض العمليات غير الشرعية للاستيلاء على النفط السوري".

كما دان البيان الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، والتي تعد "انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري، وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ"حزب الله" اللبناني، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق عدّة.

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

تطبيع علاقات دمشق وأنقرة

وقالت وسائل إعلام روسية، الثلاثاء، إن نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، ناقشوا في أستانة "خارطة طريق"، لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها، إن "وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا وتركيا اتفقوا في اجتماع عقد بموسكو في العاشر من مايو الماضي، على توجيه نوابهم لإعداد خارطة طريق بشأن تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، قد قال الثلاثاء، إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير أوتو بيدرسن سيشارك في محادثات بخصوص مستقبل سوريا في أستانة، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية الرسمية.

واجتمع نواب وزراء الخارجية من روسيا وسوريا وتركيا وإيران في عاصمة كازاخستان الأربعاء، بحضور ممثلين من دول المراقبة المجاورة لسوريا، العراق ولبنان والأردن.

قطيعة 11 عاماً

وبدأت في الآونة الأخيرة محاولات لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا بوساطة روسية، بعد قطيعة دامت 11 عاماً.

وفي 28 ديسمبر الماضي، احتضنت العاصمة الروسية موسكو، اجتماعاً بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، ورؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدان الثلاثة، يعتبر الأول من نوعه بعد مقاطعة لـ11 سنة بين أنقرة ودمشق.

وناقش الاجتماع الثلاثي الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والمكافحة المشتركة لـ"التنظيمات الإرهابية" في سوريا، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية حينها.

ومؤخراً، انضمت إيران إلى المحادثات الثلاثية التي تناقش ثلاث قضايا رئيسية، تتمثل في "التعاون في محاربة الإرهاب، ودفع العملية السياسية في إطار مسار أستانة، واللجنة الدستورية والمفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية، والعودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم".

وتشهد سوريا نزاعا دامياً منذ 2011، أودى بحياة نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتيّة، وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها.

اقرأ أيضاً: