واشنطن: لسنا قريبين من أي اتفاق مع إيران.. وعلاقتنا مع الصين معقدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض. 24 أبريل 2023 - REUTERS
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض. 24 أبريل 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

أوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، أن بلاده "ليست قريبة من أي صفقة" بشأن الاتفاق النووي مع إيران، واصفاً العلاقة مع الصين بـ"الكبيرة والمعقدة"، ومتوقعاً عقد لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج "في مرحلة ما".

وقال سوليفان في مقابلة أجراها مع برنامج Face The Nation الذي تبثه شبكة CBS، رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قريبة من التفاهم مع إيران للإفراج عن الأميركيين الأربعة المحتجزين في طهران: "أجرينا اتصالات غير مباشرة مع إيران في هذا الشأن في محاولة للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي لإطلاق سراحهم، ولكن لم نتوصل إلى تفاهم في هذه المرحلة".

وأشار إلى أن بلاده مستمرة في "العمل على هذه القضية"، وأنه يأمل بأن "يتم إنجازها"، لكنه أعرب عن أسفه، إذ "ليس لدي أي شيء لأعلنه في الوقت الحالي".

وعن قرب الاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال المسؤول الأميركي: "فيما يتعلق بهذا الأمر، لسنا قريبين من أي نوع من الصفقات".

وجاءت هذه التصريحات وسط تقارير تتحدث عن إجراء الجانبين محادثات "غير مباشرة" بهدف التوصل إلى "اتفاق نووي مؤقت"، فيما اجتمع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني مع منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا في قطر في يونيو الماضي في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وبعد الفشل في إحياء الاتفاق في المحادثات غير المباشرة التي توقفت منذ سبتمبر الماضي في فيينا، اجتمع مسؤولون إيرانيون وغربيون بشكل متكرر خلال الأسابيع الماضية لتحديد الخطوات التي من شأنها الحد من العمل النووي الإيراني سريع التقدم، والإفراج عن بعض الأميركيين والأوروبيين المحتجزين في إيران وإلغاء تجميد بعض الأصول الإيرانية بالخارج.

العلاقة مع الصين

وذكر مستشار الأمن القومي الأميركي، أن "البيت الأبيض ليس لديه أي شيء لإعلانه في الوقت الحالي فيما يتعلق باحتمالية أن يتحدث الرئيس الأميركي مع نظيره الصيني في أي وقت قريب"، لكنه توقع أن "تُتاح للرئيسين الفرصة في مرحلة ما للتحدث مرة أخرى".

وأضاف أن "هناك الكثير من النقاط التي يجب مراجعتها في العلاقة بين البلدين"، مشيراً إلى أنها "علاقة كبيرة ومعقدة ويجب إدارتها بعناية ولكن لا يمكن فعل ذلك بشكل فعَّال إلا من خلال قادة البلدين، ولذلك أتوقع أن يتحدث الزعيمان في مرحلة ما".

وبسؤاله عما إذا كان سيكون هناك تداعيات على بكين بعد الاستهداف الإلكتروني لوزارة التجارة الأميركية من قبل جهات فاعلة مقرها الصين، أجاب سوليفان: "كان هذا تسللاً إلى النظام السحابي الخاص بشركة مايكروسوفت، وقد قاموا بذلك للوصول إلى نظام البريد الإلكتروني غير السري للوكالات الحكومية الأميركية، فالحكومة هي التي اكتشفت هذا التسلل ونبهت مايكروسوفت وقامت بالتخلص منه".

وأشار إلى أن بلاده تتخذ خطوات الآن للتأكد من "ألا تمثل هذه المشكلة ثغرة أمنية في المستقبل"، كما "نتخذ خطوات لمحاولة تحميل الجهات الفاعلة ذات الصلة المسؤولية، وسنفعل ذلك في هذه الحالة أيضاً".

وأكد سوليفان أن البيت الأبيض لا يعارض رواية مايكروسوفت، التي تفيد بأن المتسللين كانوا جهات فاعلة مقرها بكين، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تقوم بعملية تتبع صارمة لإسناد الأمر إلى الجهة المسؤولة عنه، ولكنها لم تعلن عمَن قاموا بالتسلل بشكل رسمي".

وعن قرار الصين بتشديد القيود على تصدير مكونات الرقائق الإلكترونية اعتباراً من 1 أغسطس المقبل، وصف سوليفان الخطوة بـ"الهزيمة الذاتية"، وقال: "أعتقد أنها لن تؤدي إلا إلى زيادة تصميم العديد من البلدان الأخرى في العالم على التخلص من المخاطر، وإيجاد طرق لتقليل التبعية لبكين وزيادة مرونة سلاسل الإمداد الخاصة بهم، بما في ذلك بعض أنواع المعادن الهامة التي هي محل الخلاف في هذا القرار بالذات".

وأكد تحلي بلاده بـ"الوضوح والشفافية بشأن الخطوات المتخذة، ولا نتطلع إلى إنهاء كل تجارتنا مع الصين، ولكن ما نتطلع إليه هو وضع بعض القيود على التكنولوجيا التي لها تداعيات على الأمن القومي، ووضع سياج عالٍ حول تلك القيود".

وتسعى واشنطن من خلال زيارات المسؤولين الأميركيين المتتابعة إلى بكين لوضع أرضية للعلاقات، التي وصفتها الصين بأنها "في أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية"، فيما لا يزال الجانبان على خلاف حول مجموعة من القضايا التجارية والأمنية والجيوسياسية.

ولدى الصين خلافات مع الولايات المتحدة على قضايا أمنية، من بينها تايوان، إضافة إلى الحظر الأميركي على صادرات التكنولوجيا المتقدمة والسياسات الصناعية التي تقودها الدولة في الصين.

فقد زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الصين الشهر الماضي، في أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي أميركي منذ تولي بايدن الرئاسة، فيما وصل مبعوث المناخ الأميركي جون كيري، الأحد، الصين.

وسيشارك كيري في محادثات ثنائية مع نظيره الصيني شيه تشن هوا، في بكين خلال الفترة من 16 إلى 19 يوليو.

وستركز المباحثات على قضايا من بينها خفض انبعاثات غاز الميثان والحد من استخدام الفحم وإزالة الغابات، ودعم الدول الفقيرة للتعامل مع تغير المناخ.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات