عقب خلافات بشأن "وقف إطلاق النار" في غزة.. الاتحاد الأوروبي يدعو إلى "ممرات إنسانية"

ضغوط أيرلندية إسبانية ورفض ألماني

time reading iconدقائق القراءة - 6
أورسولا فون دير لاين تتحدث للصحافيين على هامش قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. 26 أكتوبر 2023 - AFP
أورسولا فون دير لاين تتحدث للصحافيين على هامش قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. 26 أكتوبر 2023 - AFP
بروكسل/ دبي -رويترزالشرقحلى عبد الله

اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي خلال القمة المنعقدة في بروكسل، الخميس، على الدعوة إلى "ممرات إنسانية وهدنة" لإيصال المساعدات التي تمس الحاجة إليها إلى غزة، وذلك على الرغم من الخلافات التي شابت اجتماع القمة، بشأن إصرار عدد من دول التكتل  على المطالبة بـ"وقف إطلاق النار" في القطاع، وهو ما عارضته دول أخرى باعتباره "يقيد إسرائيل" في حربها على غزة. 

وأبدى قادة الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد في إعلان للقمة المنعقدة في بروكسل "بالغ قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة".

ودعوا إلى "استمرار وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى المحتاجين من خلال جميع التدابير الضرورية بما في ذلك الممرات الإنسانية والهدنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية".

وخلال اجتماعهم، أعرب الزعماء الأوروبيون عن قلقهم إزاء تدهور الوضع في غزة، ودعوا إلى وصول المساعدات إلى المحتاجين عبر "ممرات إنسانية وهدنات، لتلبية الاحتياجات الإنسانية" ولم يصلوا إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وشكلت القمة أول لقاء مباشر للقادة منذ حرب إسرائيل على قطاع غزة، في أعقاب هجوم حركة "حماس" على بلدات ومدن إسرائيلية في غلاف القطاع في 7 أكتوبر الجاري.

وفي إعلانهم، كرر الزعماء تنديدهم السابق "بأشد العبارات الممكنة" لهجوم "حماس"، وشددوا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها "بما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

كما كرروا دعوة "حماس" للإفراج الفوري عن جميع الرهائن "دون أي شروط مسبقة".

وجاء في الإعلان: "الاتحاد الأوروبي سيعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، وضمان عدم إساءة المنظمات الإرهابية استخدام هذه المساعدات".

وأبدى القادة الأوروبيون في بيانهم الصادر بعد 5 ساعات من المداولات والمتضمن 19 بنداً، ترحيبهم بمقترح إسباني لعقد "مؤتمر دولي للسلام قريباً" للبحث في حل الدولتين.

مساعدات إضافية

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الخميس، إن الاتحاد الأوروبي سيقدم مساعدات إنسانية إضافية لغزة بقيمة 50 مليون يورو (نحو 52 مليون دولار).

وأضافت خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، في ختام قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، إن أول 56 طناً مترياً من مساعدات الاتحاد الأوروبي تم تسليمها بالفعل إلى غزة عبر رحلتين إلى مصر، وفق ما أوردت شبكة CNN.

وشدد كل من فون دير لاين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل على التزام التكتل بمعالجة الأزمة الإنسانية.

وقال ميشيل إن الاتحاد الأوروبي على اتصال "مع القادة في المنطقة من أجل تشجيع الحلول على الصعيد الإنساني وإطلاق سراح الرهائن".

ورداً على سؤال عما إذا كان ممثلون من حركة "حماس" سيشاركون في مؤتمر مقبل يهدف إلى تسوية الصراع، قال ميشيل إنه "لا يرى أي دور" للحركة، مشيراً إلى تصنيفها "منظمة إرهابية".

ضغط من أجل "وقف إطلاق النار"

صحيفة "الجارديان" البريطانية لفتت إلى أنه تم التوصل إلى الاتفاق في وقت متأخر، الخميس، بعد تقديم مزيد من التنازلات لإسبانيا، التي سعت إلى ذكر "وقف إطلاق النار"، معتبرة أن هذه "رسالة أقوى" من الاتحاد الأوروبي. 

لكن مطالبة رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، بوقف إطلاق النار كانت أيضاً خطوة استراتيجية تهدف إلى انتزاع تنازلات أخرى في النص.

وأقنع سانشيز زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين بالموافقة على دعم عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن "حل الدولتين"، وهي الدعوة التي أصبحت الآن في الإعلان الرسمي. كما اتفقت الدول الأعضاء على صياغة محددة بشأن قتل المدنيين في غزة وإسرائيل.

وأضاف الإعلان في فقرة أخرى: "المجلس الأوروبي يؤكد مجدداً على أهمية ضمان حماية جميع المدنيين في جميع الأوقات، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي. ويعرب عن أسفه للخسائر في أرواح المدنيين".

وخلال القمة شكلت كل من ألمانيا والتشيك والنمسا، "جبهة موحدة"، لصياغة موقف أوروبي موحد، وعرقلة مقترحات قادتها إسبانيا، تدعو لتبني موقف الأمم المتحدة، الداعي لوقف نار إنساني في غزة.

وبدلاً من الدعوة إلى وقف إنساني للنار، أصرت الجبهة التي "لا ترغب في تقييد إسرائيل" بوقف إطلاق النار، على فرض صيغة أخرى.

وبعد نقاش حاد بين الدول الأعضاء الـ27، اعتمد الاتحاد الأوروبي صيغة "هدنات إنسانية" كي تكون بمثابة وقف مؤقت لإطلاق النار، في فترة وأماكن محددة، وقد لا يتجاوز التوقف ساعات فقط، من أجل تمكين شاحنات المساعدات من الدخول إلى غزة دون أن تتعرّض للقصف.

وأصر المستشار الألماني أولاف شولتز على هذه الصيغة، مبدياً ثقته المطلقة، بالتزام الجيش الإسرائيلي بالقانون الدولي، مضيفاً أن إسرائيل "دولة متحضرة للغاية".

وعلى نقيض ألمانيا، كانت أيرلندا وفريقها، المكون من إسبانيا وهولندا ولوكسمبورج والبرتغال، الذين تنازلوا في النهاية لصالح النص الألماني.

تصنيفات

قصص قد تهمك