الأردن يشكك بقدرة إسرائيل القضاء على "حماس" ويرفض نشر قوات عربية بغزة

الصفدي: لا حديث عن مستقبل غزة قبل وقف الحرب ودخول الإمدادات الإنسانية

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يتحدث في حوار المنامة التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. البحرين في 18 نوفمبر 2023. - Reuters
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يتحدث في حوار المنامة التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. البحرين في 18 نوفمبر 2023. - Reuters
المنامة-رويترز

شكك وزير خارجية الأردن، السبت، في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على حركة "حماس"، عبر القصف العنيف واجتياح غزة، فيما رفض فكرة نشر قوات عربية في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص، بعد انتهاء الحرب.

وقال أيمن الصفدي في قمة "مؤتمر حوار المنامة الأمني" في البحرين، التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على حماس. هناك الكثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف".

وحذر الصفدي من أن الأردن "سيفعل كل ما يلزم" لمنع تهجير الفلسطينيين، قائلاً: "لن نسمح بحدوث ذلك أبداً، فبالإضافة إلى كونه جريمة حرب، فإنه سيشكل تهديداً مباشراً لأمننا القومي. وسنفعل كل ما يلزم لوقفه".

وأضاف: "هذه الحرب لا تأخذنا إلى أي مكان سوى نحو مزيد من الصراع والمعاناة والتهديد بتوسع الرقعة إلى حروب إقليمية. عندما يطلق سراح المحتجزين ستشهدون تغيراً واضحاً".

وأثارت حرب غزة مخاوف من حدوث اضطرابات في الأردن، حيث يرى مسؤولون أن هناك خطراً يتمثل في تهجير إسرائيل للفلسطينيين بشكل جماعي من الضفة الغربية، حيث تصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ هجوم "حماس" في أكتوبر الماضي.

كما يشهد الأردن وبشكل شبه يومي تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين للمطالبة بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمّان.

مستقبل غزة

في السياق، رفض الصفدي أي إمكانية لنشر قوات عربية في القطاع بعد انتهاء الحرب، إذ تحدثت تقارير عن سيناريوهات عدة بشأن مصير القطاع المحاصر منذ 17 عاماً بعد انتهاء الحرب، منها نشر قوات عربية لإرساء الاستقرار، فضلاً عن دور قد تؤديه السلطة الفلسطينية في إدارته. 

وقال: "بعد مناقشة هذه القضية مع كثرٍ ومع جميع إخواننا العرب تقريباً، لن تتجه قوات عربية إلى غزة"، مضيفاً: "لا يمكن السماح بأن ينظر الفلسطينيون إلينا على أننا أعداءً لهم". 

وتسائل الصفدي عن كيفية التطرق إلى مستقبل غزة، وقال: "نحن لا نعرف أي غزة ستبقى بعد انتهاء الوضع الحالي. إذا أردنا أن نتحدث عمّا ينبغي فعله في غزة في المستقبل، فيجب علينا أن نوقف تدمير القطاع".

وشدّد على أن الأولويات للتعامل مع ما يشهده القطاع هي "وقف هذه الحرب (...) والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية فوراً. يجب أن تكون هناك مقاربة حاسمة لإنهاء هذا النزاع بشكل نهائي على أساس حل الدولتين"، معتبراً أن "هذه هي الطريقة الوحيدة للتطلع إلى الأمام".

بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن السلطة الفلسطينية تعد "الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب".

وأضاف بوريل خلال مشاركته في المؤتمر السنوي حول السياسة الخارجية والأمنية: "حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن (...) إذاً من سيدير غزة؟ اعتقد أن السلطة الفلسطينية الوحيدة القادرة على ذلك".

وأثار الهجوم الإسرائيلي على غزة تساؤلات بشأن من سيحكم القطاع المكتظ بالسكان، حال هزيمة "حماس" التي تسيطر عليه منذ 2007.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال إن السلطة يمكن أن تضطلع بدور في إدارة غزة، إذا كان هناك حل سياسي كامل، في إشارة إلى اتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، يشمل أيضاً الضفة الغربية.

إطلاق سراح المحتجزين

من جانبه، قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، المشارك بالمؤتمر، إن إطلاق سراح المحتجزين لدى "حماس" سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.

أما ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فقد حض "حماس" خلال المؤتمر على إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين رهائن في غزة، كما حض إسرائيل على إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين الذين وصفهم بغير المقاتلين من سجونها.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس"، منذ أن شنت الحركة هجوماً واسع النطاق في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، ومنذ ذلك الحين، تشن قصفاً على معظم مدينة غزة وحوّلتها إلى أنقاض، كما سيطرت على شمال القطاع، ولجأت إلى تكثيف الهجمات في الجنوب.

ونزح نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني بسبب الهجوم الإسرائيلي، ويخشى الكثيرون ممن نزحوا من أن يصبح نزوحهم دائماً.

تصنيفات

قصص قد تهمك