جروسي لـ"الشرق": إيران لم تلتزم بالاتفاقات وحوارنا معها "مستمر"

وكالة الطاقة الذرية عن الحوار مع إيران: مُعقد بعض الشيء

time reading iconدقائق القراءة - 5
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في لقاء مع "الشرق" على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP 28). 1 ديسمبر 2023 - الشرق
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في لقاء مع "الشرق" على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP 28). 1 ديسمبر 2023 - الشرق
دبي-الشرق

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، لـ"الشرق"، الجمعة، إن إيران "لم تلتزم" بالاتفاقات والتعهدات السابقة بشأن برنامجها النووي، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الحوار مع طهران "مستمر" من أجل استيضاح بعض جوانب البرنامج الذي يثير مخاوف غربية.

وأضاف جروسي: "الحوار مستمر مع إيران.. بل أكثر من مجرد حوار، نقوم بدوريات تفتيش منتظمة هناك، وهو جزء من التزام طهران القانوني المتمثل في الإعلان عن المنشآت (النووية) من أجل دخولها لنظام التفتيش"، مشيراً إلى أن "المشكلة تتمحور حول عدد من المواقع الإيرانية التي لا يمكن الوصول إليها أو تفتيشها".

وأوضح أن "إيران لم تلتزم بعدة اتفاقات سابقة"، مؤكداً على جهود الوكالة "خلال الأشهر الماضية لمحاولة إعادة برنامج طهران النووي إلى المسار، والحصول على مزيد من التعاون منها"، واصفاً الأمر بـ"المُعقد بعض الشيء".

وأكد جروسي على أهمية "مواصلة الحوار" مع إيران، لكنه أعرب عن "الحاجة إلى تحسين العمل، كما أننا بحاجة إلى اهتمام أكبر بهذه المسألة من أجل الحصول على حلول قدر الإمكان".

وتدين الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أشهر تعطيل إيران للعديد من كاميرات المراقبة، وعدم وجود تفسيرات بشأن آثار جزيئات يورانيوم عُثر عليها في موقعين غير معلنين بـ"توركوز آباد" وو"رامين".

ويثير التصعيد النووي الإيراني مخاوف جدية، في ظل استبعاد مفتشي وكالة الطاقة الذرية ووقف كاميرات المراقبة، وسبق أن دانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر الماضي، عدم التعاون من قبل طهران، غير أنها امتنعت عن تقديم قرار ملزم بهذا الشأن.

"طريق مسدود"

وفي ما يتعلق بـ"محادثات" تتعلق ببرنامج إيران النووي مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة، قال جروسي: "نعم.. كان هناك حوار، لكن صيغته تغيرت، كنا نتحاور بشكل منتظم للوصول إلى اتفاق (خطة العمل المشتركة الشاملة)، بمشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، فرنسا) بالإضافة إلى ألمانيا، وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، ولكنه أفضى إلى طريق مسدود".

وذكر أنه "ليس هناك حوار مستمر أو نهج ثابت للتواصل، لكن بعض الاتصالات الثنائية"، مؤكداً "انخفاض مستوى التعاون والتواصل والتفاهم مع إيران"، لكنه أضاف: "من واجبي أن ألفت الانتباه إلى ذلك".

ومنذ أبريل 2021 خاضت إيران وقوى كبرى مباحثات تهدف لإحياء الاتفاق شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لكن على الرغم من تحقيق تقدم في هذه المباحثات، إلا أنها لم تبلغ مرحلة التفاهم لإعادة تفعيل الاتفاق.

وشدد جروسي على "ضرورة العمل مع إيران عن قرب"، معرباً عن حاجة طهران إلى أن "تقدم بعض الإجابات الواضحة والمحددة" عن بعض جوانب برنامجها النووي وهو "أمر مُلزم لها، وليس مسألة تطوعية".

وأضاف: "وحتى الوصول إلى اتفاق موسع بشأن برنامج طهران النووي، اتفقنا مع إيران على تحقيق تقدم في بعض المجالات، حتى لو كان بشكل طوعي بحيث تكون طهران أكثر شفافية في بعض الأمور، لكنها قررت وقف ذلك".

وشدد على الحاجة إلى "إحراز بعض التقدم قدر الإمكان دون ربط ذلك بأوقات معينة مثل تخفيف العقوبات أو غيرها"، معتبراً أن هذه الطريقة "ستصعب الأمر".

التلويح بالأسلحة النووية

وعلى صعيد التلويح باستخدام الأسلحة النووية خلال حربي أوكرانيا وغزة، أكد جروسي على أن الوكالة تأخذ هذه التهديدات "على محمل الجد"، واصفاً أي "حديث غير محسوب" عن الأسلحة النووية خلال الصراعات مثل ما يحدث في غزة، بـ"غير المقبول".

وسبق أن لوح مسؤولون روس منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022 بتهديد السلاح النووي، كما نشر الجيش الروسي في صيف 2023 أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أقرب حلفاء موسكو.

أما في قطاع غزة، فقد سبق أن لوح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، في نوفمبر الماضي، بإمكانية إلقاء قنبلة نووية على القطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية في ظل استمرار الهجوم والقصف الإسرائيلي.

تصنيفات

قصص قد تهمك