واشنطن تضغط على إسرائيل للانتقال إلى "مرحلة جديدة" في حرب غزة

نتنياهو: سنواصل الحرب "حتى النصر"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، تل أبيب. 14 ديسمبر 2023 - twitter.com/israelipm
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، تل أبيب. 14 ديسمبر 2023 - twitter.com/israelipm
غزة/دبي/القاهرة -رويترزالشرق

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الخميس، إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن تحول إسرائيل من العمليات العسكرية عالية الشدة إلى مرحلة "أكثر دقة وأكثر تحديداً" في الحرب على غزة، فيما أشار البيت الأبيض، إلى أن واشنطن ترغب في الانتقال إلى تلك المرحلة بنهاية العام الجاري 2023، وسط تعهد نتنياهو بمواصلة الحرب في غزة "حتى النصر المبين".

وأضاف سوليفان الذي وصل تل أبيب، الخميس، في مقابلة مع التليفزيون الإسرائيلي، إنه أجرى "محادثة بناءة للغاية"، مع الإسرائيليين بشأن تغيير مرحلة الحرب، مشيراً إلى أن إسرائيل ستواصل القيام بجهودها العسكرية ضد "حماس" لبعض الوقت.

وتابع: "لست هنا لإلقاء محاضرة أو إملاء شيء، نحن نتحدث مع الإسرائيليين كأصدقاء"، وذكر أن "مساهماتنا مبنية على ما سينهي حماس كتهديد إرهابي لإسرائيل وما الذي سيحمي المدنيين في غزة". وأعرب عن اعتقاده بأن هناك "حلاً تفاوضياً" لإسرائيل فيما يتعلق بالتحدي الأمني مع لبنان.

ووصف محادثاته في إسرائيل، بـ "مثمرة"، مشيراً إلى "درجة كبيرة من التقارب"، فيما يتعلق بـ"الأهداف والخطوات اللازمة". واعتبر أنه يجب في نهاية المطاف ربط الحكم في غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية "محدثة ومجددة".

بدوره، قال البيت الأبيض، إن سوليفان تحدث مع مسؤولين إسرائيليين، بشأن إمكانية الانتقال من العمليات العالية الشدة إلى العمليات المنخفضة الشدة.

أشهر من الحرب

وقال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، خلال مؤتمر صحافي، في البيت الأبيض، إن سوليفان تحدث عن "انتقال محتمل في المستقبل القريب"، لكنه أضاف "لا أريد أن أضع طابعاً زمنياً عليه". ولم يوضح كيربي كيف ستبدو العمليات العسكرية الأقل شدة.

ورغم الضغوط الأميركية بشأن الجدول الزمني للحرب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، لسوليفان إن الحرب  على غزة، تستغرق "أكثر من بضعة أشهر".

وقال بيان صادر عن مكتب جالانت، إن وزير الدفاع الإسرائيلي، أبلغ سوليفان أن "حماس منظمة إرهابية بنت نفسها على مدى عقد من الزمن لمحاربة إسرائيل، وأنشأت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها. سيتطلب الأمر فترة من الوقت، وسيستغرق أكثر من بضعة أشهر، لكننا سنفوز وسندمرها"، وفقاً لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

نتنياهو: سنواصل الحرب

بدوره، قال نتنياهو إنه أبلغ سوليفان، أن إسرائيل ستواصل حربها على حركة حماس "حتى النصر المبين". وقال نتنياهو إنه تحدث مع مستشار الأمن القومي الأميركي، بشأن "التهديدات الإقليمية، بما في ذلك وكلاء إيران مثل جماعة حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وتأمين عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، واستمرار المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة".
 
وتابع: "لقد قلت لأصدقائنا الأميركيين إن مقاتلينا الأبطال لم يسقطوا سدى. ومن الألم العميق الناجم عن سقوطهم، نحن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على مواصلة القتال حتى يتم القضاء على حماس - حتى النصر المبين"، على حد قوله.

تواصل القصف على غزة

ميدانياً، انهال القصف الإسرائيلي على أنحاء قطاع غزة، الخميس، ليقتل عائلات في منازلها، وفي رفح التي تعج بالنازحين المحتمين بخيام بدائية على الطرف الجنوبي لغزة، تعالى بكاء نساء ورجال في مشرحة بها جثث لمدنيين سقطوا في أحدث ضربة جوية خلال الليل وهي ملفوفة في أكفان مخضبة بالدماء. وكان بعض الضحايا من الأطفال.

ودمرت ضربة جوية كبيرة منزلي عائلتي أبو ضباء وعاشور المتجاورين، وعكف السكان على محاولات يائسة للبحث بين الأنقاض. وقالت السلطات الصحية في غزة إن 26 قتلوا في الضربة. وهرع جارهما فاضل شعبان إلى المنطقة بعد القصف.

وقال "كان الأمر صعباً بسبب الغبار وصراخ الناس. ذهبنا إلى هناك، ورأينا جارنا الذي استشهد 10 من ذويه. هذا مخيم آمن.. لا يوجد شيء هنا. الأطفال يلعبون بالكرة في الشارع".

وتتجاهل إسرائيل، دعوات لوقف إطلاق النار كان من بينها قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تعثّر بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" مطلع الأسبوع، وآخر أقرته أغلبية ساحقة في الجمعية العامة فيما بعد.

وتنعم إسرائيل بغطاء دبلوماسي من الولايات المتحدة، لكن واشنطن أبدت قلقها المتزايد بشأن سقوط المدنيين. وذهب الرئيس جو بايدن إلى أبعد من ذلك هذا الأسبوع عندما وصف القصف الإسرائيلي بأنه "عشوائي".

وخلص تقييم مخابراتي أميركي أوردته شبكة CNN، إلى أن ما يصل إلى 45% من 29 ألف قنبلة "جو - أرض" أسقطتها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر كانت قنابل غير موجهة، وهو نوع من الذخائر التي لا تحتوي على أنظمة توجيه، وتعرف أيضاً باسم "القنابل الغبية" (العشوائية).

ورفض وزير الزراعة آفي ديختر، وهو عضو في الحكومة الأمنية الإسرائيلية وحزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو، وصف بايدن للضربات بأنها عشوائية.

وقال لراديو الجيش "لا يوجد شيء اسمه قنابل غبية. بعض القنابل عالية الدقة وبعضها أقل دقة. ما لدينا في الغالب طيارون يتحرون الدقة.. ولا يمكن أن تطلق القوات الجوية الإسرائيلية أو وحدات عسكرية أخرى النار على أهداف ليست إرهابية".

ومنذ اندلاع الحرب، اضطر جميع سكان غزة تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لترك منازلهم لمرات عدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك