السودان.. هدوء حذر على الجبهات وجولات خارجية بحثاً عن "حل للأزمة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
طفل سوداي نازح عند مدخل منزل مؤقت. القضارف، السوادان. 28 ديسمبر 2023 - AFP
طفل سوداي نازح عند مدخل منزل مؤقت. القضارف، السوادان. 28 ديسمبر 2023 - AFP
AWP

ساد هدوء حذر جبهات القتال، الخميس، في العاصمة السودانية الخرطوم وولايتي الجزيرة وسط البلاد، وسنار في الجنوب الشرقي، بالتزامن مع جولات خارجية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لإنهاء الصراع.

وأفاد سكان لـ"وكالة أنباء العالم العربي"، بأن أصداء المدفعية تتردد بشكل يومي من منطقة كرري العسكرية في شمال مدينة أم درمان، ويُسمع دويها في وسط وغرب المدينة وشرق وجنوب الخرطوم.

وأشار السكان إلى اختفاء المقاتلات الحربية والطائرات المسيرة التي تحلق بشكل يومي منذ ساعات الصباح الأولى من سماء المدينة.

وتشهد مناطق سلاح المهندسين بجنوب مدينة أم درمان، وسلاح المدرعات وأرض المعسكرات والمدينة الرياضية في جنوب الخرطوم وأحياء شرق العاصمة ومقر قيادة الجيش، معارك يومية بالمدفعية الثقيلة والمقاتلات الحربية والطائرات المسيرة.

وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وضواحي مدينة سنار التي تتقدم إليها قوات الدعم السريع بعد السيطرة على ود مدني، قال سكان إن هدوءاً ساد المنطقتان مع توقف القصف المدفعي المتبادل والضربات الجوية التي تنفذها الطائرات التابعة للجيش.

وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة قبل أيام، وأحكمت قبضتها على أربع ولايات في إقليم دارفور بغرب السودان من أصل خمس ولايات بما في ذلك فِرق ومقرات الجيش، إلى جانب سيطرتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.

حل في الأفق؟

وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية إن وفداً منها برئاسة رئيس الهيئة القيادية للتنسيقية ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك التقى مع رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وذلك بمقر الرئاسة في العاصمة جيبوتي.

وذكرت التنسيقية في بيان الخميس، أن الوفد قدم شرحاً وافياً لرؤية وقف الحرب وتأسيس السلام المستدام وفقاً لخارطة الطريق التي طرحتها "تقدم".

كما أطلع الوفد الرئيس الجيبوتي، على الجهود التي بذلتها التنسيقية مؤخراً بالتواصل مع القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي نتج عنها اللقاء الذي جمع قيادة "تقدم" مع قيادة الدعم السريع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والذي توصل لإعلان حول قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف الحرب.

ونوّه البيان إلى أن الدعم السريع أعلن استعداده التام لوقف غير مشروط للقتال وفق تفاوض مباشر مع القوات المسلحة، وهو ما يشكل "فرصة حقيقية للسلام ستسعى "تقدم" لاغتنامها عبر تكثيف التواصل مع قيادة القوات المسلحة لحثها على الجلوس لاجتماع عاجل يجعل هذه الخطوات تثمر سلاماً مستداماً في بلادنا".

وأكد وفد "تقدم" تقديره لجهود الهيئة الحكومية للتنمية "الإيقاد" التي يترأسها رئيس جيبوتي وحرصه على تيسير الوصول لسلام في السودان.

وشدد البيان على الدعم الكامل لجهود "الإيقاد" "لتوحيد المنبر التفاوضي والانخراط في عملية سياسية يقودها المدنيون لتنهي الحرب، وتؤسس لسلام مستدام".

من جانبه، أكد الرئيس الجيبوتي استمرار الجهود لتحقيق السلام في السودان، والسعي لتنفيذ مقررات قمة الإيقاد التي عقدت مؤخراً في بلاده، كما أكد على "أهمية ومحورية" الدور المدني في أي عملية سياسية لإنهاء الحرب، بحسب البيان.

حميدتي يستكمل جولته الخارجية

وواصل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) جولاته الخارجية، حيث زار جمهورية كينيا الأربعاء ضمن جولة شملت أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي لبحث مساعي حل الأزمة السودانية.

وقال بيان لقوات الدعم السريع إن الرئيس الكيني وليام روتو بحث مع دقلو بالمقر الرئاسي في نيروبي التطورات الجارية في السودان، وأسباب نشوب الحرب وسبل التوصل إلى حل للأزمة.

وأضاف البيان أن دقلو أطلع الرئيس الكيني على "رؤية قوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار وبدء التفاوض للوصول للحل الشامل وتحقيق السلام العادل والدائم في السودان".

بدوره، أكد الرئيس الكيني دعم بلاده للجهود الرامية لإيجاد حل للأزمة السودانية يعيد الأمن والاستقرار للبلاد، لافتاً إلى أن المحادثات الجارية عبر الإيقاد ستؤدي إلى تسوية سياسية من شأنها الوصول إلى سلام دائم في السودان.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.

تصنيفات

قصص قد تهمك