يبحث التحقيق العام الذي تجريه كندا، بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات العامة الأخيرة، ادعاءات بأن الهند سعت للتدخل في الانتخابات، مما قد يؤدي إلى تأجيج التوترات المتصاعدة بالفعل بين البلدين، على خلفية اغتيال أحد زعماء السيخ في كندا.
وقالت "بلومبرغ"، الأربعاء، إنه من المقرر أن يتم عقد أولى جلسات الاستماع العلنية، الأسبوع المقبل، ومن بين المتحدثين الذين سيشاركون فيها مدير وكالة الاستخبارات الأمنية الكندية، ديفيد فيجنولت، ووزير السلامة العامة الكندي، دومينيك ليبلانك.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أعلن، العام الماضي، إجراء تحقيق عام، بعد تسريب وثائق استخباراتية إلى وسائل الإعلام تزعم أن الصين تدخلت في الانتخابات الكندية الأخيرة، من خلال دعم مرشحين مقربين، لحكومة الرئيس شي جين بينج.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم تكليف المفوَض، بإجراء التحقيق بالبحث في التدخل المحتمل من قبل الصين، وروسيا، والجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية الأخرى خلال انتخابات 2019 و2021، قائلة إنه على الرغم من أنه لم يتم ذكر أسماء أي دول أخرى صراحةً، فإن مسؤولي الأمن القومي الكنديين، أشاروا أيضاً إلى الهند، وإيران، باعتبارهما مصدرين رئيسيين آخرين للتدخل الأجنبي.
وأكدت لجنة التحقيق، في بيان أصدرته، الأربعاء، أنه سيتم التحقيق مع حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إذ طلبت معلومات ووثائق تتعلق بتدخل نيودلهي المزعوم في الانتخابات، لكنها لم تقدم تفاصيل عن هذه الاتهامات.
واتهم ترودو، في سبتمبر الماضي، الهند، باغتيال ناشط من السيخ على الأراضي الكندية، وأدى هذا الادعاء إلى قلب العلاقات الكندية-الهندية رأساً على عقب، إذ نفت حكومة مودي، بشدة هذا الادعاء، وعلقت تأشيرات الدخول للكنديين، بشكل مؤقت، وهددت بإلغاء حصانة ثلثي الدبلوماسيين الكنديين، مما أجبرهم على مغادرة نيودلهي، كما أن المحادثات التجارية بين البلدين باتت متوقفة منذ أشهر.
ولقي هارديب سينج نيجار، مصرعه، في 18 يونيو 2023، بالرصاص خارج معبد للسيخ في كندا، حيث كان يسعى إلى تأسيس دولة مستقلة للسيخ باسم "خالستان"، تكون منفصلة عن ولاية بنجاب الهندية، وكان مطلوباً من قبل السلطات الهندية، وصُنف "إرهابياً" في يوليو 2020، وتلقى تحذيرات من الاستخبارات الكندية بشأن تهديدات ضده، وفقاً لمنظمة السيخ العالمية في كندا، والتي زعمت أنه "اغتيل في إطلاق نار محدد".
وتُعد كندا موطناً لأحد أكبر المجتمعات الأجنبية ذات الأصول الهندية، والتي تضم 1.04 مليون شخص من إجمالي عدد سكان كندا البالغ 40 مليون نسمة، وأفاد نحو 770 ألف شخص منهم عام 2021 بأنهم من أقلية السيخ.
وتضم كندا أكبر عدد من السيخ خارج ولاية بنجاب الهندية، إذ كثيراً ما تشكو الهند للحكومات الكندية من أنشطة "المتشددين" منهم، الذين يحاولون إحياء التمرد.
وفي نوفمبر الماضي، تعزز ادعاء كندا عندما اتهم مدعون فيدراليون في الولايات المتحدة عميلاً للحكومة الهندية بالإشراف على مؤامرة تم إحباطها لقتل انفصالي من السيخ في نيويورك، ولكن نيودلهي تبنت حينها لهجة أكثر تعاوناً مع الولايات المتحدة، قائلة إنها شكلت لجنة للنظر في هذه المزاعم.
ورأت "بلومبرغ" أن التحقيق في التدخل الأجنبي في الانتخابات الكندية، سيؤدي إلى زيادة حدة توتر علاقات كندا مع الهند والصين، مشيرة إلى أن جلسات الاستماع الأولى ستركز على التحديات المرتبطة بالكشف عن معلومات استخباراتية سرية تتعلق بالأمن القومي للجمهور.