الاتحاد الإفريقي يمنع وفداً إسرائيلياً من دخول مقره

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يدون ملاحظات على طاولة أمام أعلام الدول أعضاء الاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد بأديس أبابا. 15 فبراير 2024 - AFP
رجل يدون ملاحظات على طاولة أمام أعلام الدول أعضاء الاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد بأديس أبابا. 15 فبراير 2024 - AFP
أديس أبابا -خالد عويس

علمت "الشرق" من مصدرين متطابقين في اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا، أن وفداً إسرائيلياً وصل لمقر الاتحاد، الأربعاء، بغرض المشاركة وتقديم طلب للسماح لإسرائيل بحضور الاجتماعات بصفة مراقب، إلا أن مسؤولي الاتحاد لم يسمحوا للوفد بالدخول.

وتندرج أعمال هذه الدورة في إطار التحضير لانعقاد الدورة العادية الـ 44 ‏لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، المقررة يومي 17 و18 فبراير 2024، تحت عنوان ‏‏"تعليم إفريقيا متكيفة مع القرن الـ 21".‏

صفة "مراقب" لإسرائيل

وحصلت إسرائيل على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي في عام 2021، ما أثار احتجاجات من أعضاء نافذين في التكتل مثل جنوب إفريقيا والجزائر، اللتين قالتا إنَّ ذلك يتعارض مع مواقف الاتحاد الإفريقي الداعمة للفلسطينيين. وعلّقت قمة عام 2022 نقاشاً حول ما إذا كان سيسحب الاعتماد من إسرائيل، وشكّلت لجنة لدراسة هذه المسألة.

وعلق الاتحاد الإفريقي عضوية إسرائيل كمراقب في فبراير 2023، في قمة شهدت طرد مبعوثة إسرائيل، في خطوة أثارت تنديداً من تل أبيب. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، حينها، إنه لم تتم دعوة إسرائيل إلى القمة.

وخلال القمة الماضية التي انعقدت في إثيوبيا، أظهر مقطع فيديو جرى تداوله على الشبكات الاجتماعية حراساً يرافقون نائبة الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية الإسرائيلية شارون بار-لي خارج مقر انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي. في أديس أبابا.

ووصف ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية الحادث بأنه "خطير"، مشيراً إلى أن بار-لي "مراقبة معتمدة تحمل بطاقة دخول".

وعزا المحلل السياسي الإثيوبي أنور إبراهيم، أسباب إصرار إسرائيل على إرسال وفد للمرة الثالثة لحضور قمة الاتحاد الإفريقي إلى "التعاطف الذي تحظى به الأزمة في غزة في الأوساط الأفريقية".

وقال إبراهيم لـ"الشرق" إن دول الاتحاد الإفريقي قررت، للمرة الثالثة، رفض الطلب الإسرائيلي بالحصول على العضوية بصفة مراقب، أسوة بالفلسطينيين الذين يحضرون هذه الفعاليات بصفة مراقب. ولفت إلى أن إسرائيل تحاول إيجاد موطئ قدم في محل صناعة القرار الأفريقي و"لن تكف عن محاولاتها تلك لإبعاد الفلسطينيين عن الاتحاد الإفريقي والقضاء على التعاطف الذي يجدونه في أروقة المنظمة".

وفي السياق نفسه، قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، الخميس، في أديس أبابا إن بلادها "تشعر بقلق بالغ من استمرار قتل الفلسطينيين وتدمير البيوت والبنية التحتية في غزة".

وأضافت أن المجتمع الدولي "أمام اختبار حقيقي تجاه الأزمة الإنسانية واستمرار الحرب في غزة".

وكانت محكمة العدل الدولية، أمرت إسرائيل، يناير الماضي باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع قواتها من ارتكاب أعمال إبادة جماعية واتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين في غزة، في قضية رفعتها جنوب إفريقيا.

ولم تصل المحكمة إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار ولم تحكم بعد في جوهر قضية جنوب إفريقيا، وهو هل حدثت إبادة جماعية في غزة. وقد يستغرق صدور الحكم سنوات.

وظلت جنوب إفريقيا على مدى عقود مناصرة قوية للقضية الفلسطينية، إذ تقارن محنة الفلسطينيين بمحنة السود في جنوب إفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري. وتنفي إسرائيل اتهامات الإبادة الجماعية، وترفض المقارنة بحقبة الفصل العنصري.

قضايا القارة

يشار إلى أن وزراء خارجية الاتحاد يختتمون اجتماعاتهم في غياب أي تمثيل من قبل السودان ومالي والنيجر وبوركينا فاسو؛ بسبب تجميد عضوية هذه الدول، فيما شاركت كلا من إريتريا والصومال بمستويات أقل؛ نظراً للخلافات القائمة مع أديس أبابا، فيما يعتقد أن وزير الخارجية المصري تغيب بسبب الحركة الدبلوماسية التي تشهدها القاهرة فيما يتعلق بملف غزة.

وركزت اجتماعات الوزراء على قضايا التعليم والزراعة والاقتصاد، فيما لم يطرح موضوعا الحرب في السودان والنزاع الإثيوبي الصومالي، لكن السفير الأميركي في السودان، جون جودفري أشار إلى اجتماعات على هامش القمة الإفريقية جمعته والمبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي، مايك هامر، جمعتهما بمسؤولين من "إيقاد" في أديس أبابا.

تصنيفات

قصص قد تهمك