"حرب غزة" تطغى على مناقشات قمة الاتحاد الإفريقي.. ومساع لتجاوز "الانقسامات"

غياب 6 دول بسبب تعليق عضويتها.. وتوقعات بعدم صدور قرارات قوية

time reading iconدقائق القراءة - 6
رؤساء وممثلو الدول الإفريقية يلتقطون صورة جماعية قبل حفل افتتاح الدورة العادية السابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا. 17 فبراير 2024 - AFP
رؤساء وممثلو الدول الإفريقية يلتقطون صورة جماعية قبل حفل افتتاح الدورة العادية السابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا. 17 فبراير 2024 - AFP
أديس أبابا-وكالاتخالد عويس

انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، السبت، قمة قادة دول الاتحاد الإفريقي، التي تستمرّ يومين، في ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة، فيما طغت الحرب الإسرائيلية في غزة على المناقشات.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي في افتتاح القمة، إنّ انعقاد هذه الدورة يأتي في ظل تحديات كبيرة تواجهها القارة، من بينها غياب الأمن والاستقرار السياسي والمؤسساتي والتغيرات المناخية والفقر وتمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً".

وكان فقي قال خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء أن "السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادي"، مشيراً كذلك إلى "الوضع في القرن الإفريقي الذي لا يزال يثير القلق... والتوتر الدائم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية"، وعدم الاستقرار في ليبيا و"الخطر الإرهابي" في منطقة الساحل.

وأضاف أنّ "تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب و/أو آثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا". وأشار إلى أنّ هذه العوامل "تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض إفريقيا التي نعتزّ بها".

حرب غزة

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي خلال افتتاح القمة، إن "غزة تتعرض للإبادة بشكل كامل، ويحرم شعبها من كل حقوقه"، وأدان الحرب الإسرائيلية التي اعتبر أن "لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية".

وتابع: "يجب أن يتمتع الشعب الفلسطيني بكامل حريته وبدولته المستقلة ذات السيادة التامة كبقية دول وشعوب المنطقة".

وعبّر فقي عن دعمه للخطوة التي أقدمت عليها جنوب إفريقيا، وقرار محكمة العدل الدولية بشأن الحرب في غزة، الذي "يعبّر عن كل قيم إفريقيا، ويعد انتصاراً ليس فقط لجنوب إفريقيا وقارتنا، وإنما لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية".

من جانبه، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة "يعكس عجزاً دولياً عن وقف العدوان، رغم قوة الرأي العام وارتفاع صوت الرفض لهذه الجرائم".

وأضاف أن "إسرائيل تواصل ارتكاب المذابح وتنفيذ مخطط اليمين المتطرف لإفراغ الأرض المحتلة من سكانها وتحقيق التطهير العرقي".

وثمّن أبو الغيط كافة المواقف الإفريقية التي عبرت عن انحيازها المبدئي لقيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان، داعياً إلى مواصلة العمل حتى قيام الدولة الفلسطينية.

بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن إسرائيل ترتكب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، داعياً إلى نبذها دولياً وفرض العقوبات عليها بسبب خرقها القانون الدولي بشكل متعمد، لدفعها إلى وقف عدوانها وبرنامجها الاستعماري الاستيطاني.

وشدد اشتية في كلمته على أن ما يدخل غزة من مساعدات إنسانية لا يتعدى 8% من احتياجات القطاع، مشيداً بموقف جنوب إفريقيا بمتابعة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وذكر أن الاتحاد الإفريقي أصاب عندما رفض منح إسرائيل صفة مراقب داخل الاتحاد، ومنع تسلل ممثلين عن إسرائيل إلى هذا المحفل العام الماضي، داعياً الدول الإفريقية إلى المطالبة بوقف العدوان الذي ترتكبه إسرائيل في غزة.

غياب 6 دول عن القمة

وتغيب 6 من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة، بعد تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الجابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة وهي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو.

وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الإفريقي الرئيس الأنجولي جواو لورينسو، عدداً من رؤساء الدول الإفريقية في إثيوبيا، لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي.

ويشهد شرق الكونغو الديمقراطية مجدداً منذ نهاية عام 2021 نزاعاً بين متمردي حركة "إم 23" المدعومة بحسب مصادر عديدة من الجيش الرواندي، والجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم "الوطنيون".

وتعقد القمة أيضاً في وقت انزلقت السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار وديمقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير، نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية.

غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت، مساء الخميس، القرار، الأمر الذي ساهم في تعميق الشعور بعدم اليقين، بينما تعهّد ماكي سال، الجمعة، بإجراء الانتخابات الرئاسية في "أسرع وقت ممكن".

مثل العديد من المراقبين، أعربت نينا ويلين مديرة برنامج إفريقيا في معهد إيمونت للعلاقات الدولية الذي يتخذ من بروكسل مقراً، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.

وقالت إنّ "مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضرّ بمصالحها الخاصة" لا تزال تمنع الاتحاد الإفريقي من "إسماع صوته"، مشيرة إلى أنّ المنظمّة لم يكن لها حتى الآن "أيّ تأثير يذكر على الدول التي شهدت انقلابات". 

وجرى التوصل إلى توافق على شخصية الرئيس الموريتاني محمد ولد غزواني الذي من المقرّر أن يُنتخب السبت، حسبما أكد رئيس جزر القمر والاتحاد الإفريقي أزالي أسوماني.

ويناقش رؤساء الدول خلال القمة "أساليب عمل جديدة لتطوير موقف إفريقي" خلال اجتماعات مجموعة الـ20، بحسب هاندي المدير الإقليمي في معهد الدراسات الأمنية (IISS)، بول سايمون.

وقال سايمون إنّه يجب على الدول الأعضاء "أن تتمكن من بناء موقف إفريقي بين مؤتمرات القمة نصف السنوية" لرؤساء الدول.

وبالإضافة إلى الزعماء الأفارقة، يشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في حفل الافتتاح صباح السبت.

وقبل وصول الرئيس البرازيلي إلى أديس أبابا لحضور القمة، زار مصر التي انضمّت مع إثيوبيا إلى مجموعة "بريكس"، والتي كانت تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك