المفوضية الأوروبية تطرح تدابير جديدة لتهدئة احتجاجات المزارعين

time reading iconدقائق القراءة - 6
مزارع يستخدم جراره في مواجهة شرطة مكافحة الشغب البلجيكية خلال احتجاج دعت إليه منظمات المزارعين في بروكسل. 26 فبراير 2024 - AFP
مزارع يستخدم جراره في مواجهة شرطة مكافحة الشغب البلجيكية خلال احتجاج دعت إليه منظمات المزارعين في بروكسل. 26 فبراير 2024 - AFP
بروكسل/ دبي -أ ف بالشرق

طرحت المفوضية الأوروبية، الاثنين، مجموعة من التدابير والإجراءات لتبسيط وتخفيف السياسة الزراعية المشتركة، في الوقت الذي يخوض فيه المزارعون احتجاجات مناوئة لخطة "الصفقة الخضراء" منذ أشهر.

وشهدت شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح الاثنين، انتشار مركبات زراعية على هامش اجتماع وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي، إذ أحصت الشرطة حوالي 900 مركبة زراعية. واستخدمت عناصر الأمن خراطيم المياه لإطفاء الحرائق التي أشعلها المتظاهرون، ما أدى إلى مواجهات متوترة أحياناً، وفق موقع le temps السويسري.

وفي حرصها على نزع فتيل الأزمة، طالبت الدول الأعضاء، المفوضية الأوروبية، بخطة "لتبسيط" قواعد السياسة الزراعية المشتركة.

وقال وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو، في تصريحات على هامش اجتماع وزراء الزراعية في الاتحاد الأوروبي، إنه في المستقبل القريب، "نحن بحاجة إلى شيء عملي (…) هناك مساحة لتعديلات ضمن القواعد الحالية"، مضيفاً أن هناك "أشياء تتطلب تعديل القانون الأساسي لتشريع السياسة الزراعية المشتركة".

وشدد على أن "الشيء المهم هو أننا نمضي قدماً (...) نحن بحاجة إلى تحديد مسار، ووضع الأسس لسياسة مشتركة تكون مطمئنة" على المدى الطويل.

مقترحات أوروبية

وتطالب باريس بإعادة فتح التشريعات التي تحكم الانبعاثات من مزارع الدواجن والخنازير، وملاءمتها مع التعديلات التي أقرها البرلمان الأوروبي، بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر الماضي.

وتقترح المفوضية الأوروبية في هذا الصدد، تخفيف القواعد المتعلقة باستخدام الأراضي الزراعية من قبل المزارعين. ولكي يتمكنوا من الحصول على المساعدة من السياسة الزراعية المشتركة، يجب عليهم الآن التأكد من أن المساحة التي تشغلها المروج "الدائمة" تظل في حدود 5% من مستوى عام 2018.

كما تقترح خفض عمليات التفتيش التي تجريها إدارات كل دولة حالياً بشكل مباشر على المزارع بنسبة 50%، من خلال الاستعانة "بتحليل آلي للصور المأخوذة من برنامج كوبرنيكوس الأوروبي للأقمار الاصطناعية".

وتدرس بروكسل أيضاً، على المدى المتوسط، إعفاء المزارع التي تقل مساحتها عن 10 هكتارات من الضوابط المرتبطة بالامتثال للشروط البيئية. ووفقاً للمفوضية، فإن "هذا من شأنه أن يبسط إلى حد كبير عمل صغار المزارعين، الذين يمثلون 65% من المستفيدين من السياسة الزراعية المشتركة، دون التقليل من الطموحات البيئية، لأن هذه المزارع الصغيرة لا تغطي سوى 9.6% من المناطق المستفيدة من المساعدات الأوروبية".

حماية المزارعين في المفاوضات التجارية

كما يقترح الأوربيون إجراءات لمنع المزارعين الذين يقعون ضحايا الكوارث المناخية من تلقي العقوبات في ضوء القيود المفروضة عليهم. وتلتزم بروكسل بتعريف "حالات القوة القاهرة والظروف الاستثنائية" بشكل أفضل، مثل نوبات الجفاف أو الفيضانات الغزيرة.

وكما هو الحال على المستوى الفرنسي، ومع الرغبة في تعزيز قانون إيجاليم، يرغب الاتحاد الأوروبي في تحسين وضع المزارعين في سلسلة الأغذية الزراعية، إلى جانب المصنعين والموزعين.

وطالبت الدول الأعضاء، المفوضية الأوروبية، بتبسيط قواعد السياسة الزراعية المشتركة على نطاق واسع في خطوة لتخفيف شدة غضب المزارعين.

"أسعار عادلة"

وأكد دبلوماسي أوروبي، في ما يتعلق بمراجعة تشريعية للسياسة الزراعية المشتركة "سيركز النقاش على هذه التدابير قصيرة المدى والتي يمكن تطبيقها بسرعة كبيرة".

كما تؤكد السلطة التنفيذية الأوروبية، أنها تدرس مثل هذه التعديلات التشريعية على "المدى المتوسط" من أجل "تخفيف العبء" عن المزارع.

وعلى هامش المعرض الزراعي الذي أقيم في باريس، شدد مفوض الزراعة يانوش فويتشيكوفسكي، الأحد، على إنه منفتح على مجرد جعل بعض الالتزامات بما يشمل الأراضي البور أو تناوب المحاصيل مجرّد "تحفيز".

لكن المنظمات التي تظاهرت، الاثنين، اعتبرت الإجراءات المطروحة للنقاش غير كافية.

وتطالب على وجه الخصوص بـ "الوقف النهائي" للمفاوضات التجارية مع دول أميركا الجنوبية، بعد أن اعترفت بروكسل ببساطة بأن الظروف "غير متوفرة" لإتمام هذه المفاوضات.

وتدعو في المقام الأول، إلى "تقاسم أفضل للقيمة" مع المصنعين والموزعين. "يجب أن نضمن (للمزارعين) أسعاراً عادلة ومستقرة محمية من المضاربة"، بحسب التنسيقية الزراعية البديلة "فيا كامبيسينا".

"مشكلات هيكلية"  

وتؤكد التنسيقية، أن "الزراعة في مأزق اقتصادي يتفاقم كل عام"، بين تضخم أسعار الأسمدة والطاقة من جهة، وانخفاض أسعار المبيعات من جهة أخرى.

ويضاف إلى ذلك، أن "حصص القمح الأوكرانية تغرق السوق"، حسبما نقلت "فرانس برس"، عن فنسنت ديلوبيل، مربي الماعز والمدير في منظمة "فوجيا".

ومن المؤكد أن بروكسل اقترحت تدابير لتقييد الواردات الأوكرانية، والتي وافق عليها بالفعل الأعضاء والتي تناقش الآن في البرلمان الأوروبي.

وسيتم وضع سقف للسكر والدواجن والبيض الأوكراني، ولا يشمل هذا التقييد الحبوب.

ويظل هذا الموضوع حساساً. فبعد شل الحركة على الحدود الأوكرانية، بدأ المزارعون البولنديون الغاضبون، الأحد، في إغلاق معبر حدودي مهم مع ألمانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك