المجر تصادق على انضمام السويد إلى "الناتو".. وستوكهولم : يوم تاريخي

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يلقي كلمة أمام البرلمان في العاصمة بودابست. 26 فبراير 2024. - Reuters
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يلقي كلمة أمام البرلمان في العاصمة بودابست. 26 فبراير 2024. - Reuters
بودابست-أ ف برويترز

أقر البرلمان المجري، الاثنين، مشروع قانون يسمح للسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ما يمهد الطريق أخيراً أمام الدولة الواقعة في شمال أوروبا للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي مع احتدام الحرب في أوكرانيا، فيما رحبت ستوكهولم بالخطوة، قائلة إنه "يوم تاريخي".

وصوت 188 نائباً في البرلمان المجري لصالح القرار، بينما عارضها 6 نواب فقط، وذلك بعد أشهر من معارضة حزب تحالف الديمقراطيين الشبان "فيدس" الحاكم، لهذه الخطوة.

والمجر هي الدولة الأخيرة من 31 عضواً في الحلف التي تصادق على عضوية السويد، إذ أن انضمام دولة إلى هذا التحالف العسكري يتطلب موافقة جميع الأعضاء.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، إن عضوية السويد تجعل الحلف "أقوى وأكثر أماناً"، في حين ذكر المستشار الألماني أولاف شولتز أن ذلك "سيعزز أمن أوروبا والعالم".

وهنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السويد، خلال افتتاح مؤتمر لدعم أوكرانيا في الإليزيه، بمشاركة أكثر من 20 زعيماً أوروبياً، وقال: "تهانينا لكم". كما رأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أنه "يوم تاريخي" لحلف شمال الأطلسي.

"تجاوز خلافات في الرأي"

وبذلك تُختتم فترة انتظار طويلة وطريق متعثر واجهت خلاله السويد مماطلة رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان، بموازاة مفاوضات مع تركيا انتهت بتصويت إيجابي في يناير الماضي.

وفي افتتاح الجلسة البرلمانية، أشاد أوربان بالزيارة الأخيرة التي قام بها نظيره السويدي أولف كريسترسن، معتبراً أنها خطوة أساسية في بناء "علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين"تتجاوز "الخلافات في الرأي".

وأضاف أن "انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي سيعزز أمن المجر"، داعياً النواب إلى المضي قدما في عملية التصديق.

وكان أوربان أعطى موافقته المبدئية، لكن قبل استكمال العملية طالب ستوكهولم بـ"الاحترام" على خلفية انتقاداتها لسياسته.

وشهد الوضع حلحلة في الأسابيع الأخيرة، في ظل زيارة كريسترسن، الجمعة، التي اعتُبرت بمثابة خاتمة "لعملية طويلة لإعادة الثقة"، على حدّ تعبير أوربان.

ولإرساء هذا التعاون، أعلن البلدان شراء بودابست أربع طائرات مقاتلة من السويد لتعزيز أسطولها الحالي المكوّن من 14 طائرة من طراز "جريبن".

وكان بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي الذي يتطلّب إجماع الأعضاء الـ31 في الحلف، معلّقاً منذ مايو 2022.

وأعلنت ستوكهولم ترشّحها عقب هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022، بالتزامن مع طلب فنلندا التي انضمت إلى الحلف في أبريل 2023. وبذلك، تخلّت الدولتان عن عقود من الحياد الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، تلاه عدم انحياز عسكري منذ نهاية الحرب الباردة.

ضغوط على المجر

وعكفت المجر، طوال أشهر، على تأخير الاستحقاق مبدية في كل مرة ذرائع مختلفة. وقال رئيس الوزراء فيكتور أوربان، مطلع الشهر الجاري، إن حكومته "تدعم انضمام السويد" إلى الحلف، مشيراً في الوقت نفسه إلى مواجهته ضغوطاً من الخارج للإسراع بالعملية.

وحضر السفير الأميركي لدى بودابست ديفيد بريسمان مع سفراء بعض الدول الأعضاء الأخرى في الحلف الأطلسي، ومنها بولندا، والدنمارك، وسلوفاكيا، جلسة البرلمان المجري، 5 فبراير الجاري، في تكثيف مفاجئ للضغوط على بودابست للموافقة على طلب السويد للانضمام إلى الحلف.

وقال السفير الأميركي، بعد مغادرته البرلمان، إن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي مسألة تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي للولايات المتحدة وأيضاً على أمن الحلف ككل، مضيفاً أن رئيس الوزراء المجري تعهد بدعوة البرلمان للانعقاد، لحث البرلمان على التحرك في أقرب فرصة، ونبه إلى أن بلاده "تتطلع إلى الاهتمام الشديد بهذا الأمر، وإلى أن تتخذ المجر إجراءً سريعاً"..

كما ذكر مشرعون أميركيون بارزون، أنهم يريدون أن توافق المجر "على الفور" على انضمام السويد إلى الناتو.

ودعا نواب المعارضة أكثر من مرة إلى عقد جلسة استثنائية للبرلمان للتصديق على انضمام السويد إلى الحلف، لكن نواب حزب تحالف الديمقراطيين الشبان "فيدس" الحاكم الذي يتزعمه أوربان، تباطؤوا في عقدها، قبل أن يعلن الحزب، الثلاثاء الماضي، أنه قدّم مقترحاً للبرلمان من أجل التصويت على الطلب.

كيف يفكر أوربان؟

واعتبر بعض الخبراء أن المجر تعتمد استراتيجية ابتزاز للحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي ومليارات اليورو من الأموال المجمّدة حالياً، بينما رأى البعض الآخر في ذلك مؤشراً إلى التقارب بين أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

لكن المحلّل ماتي سالاي رأى أن رئيس الوزراء المجري يعطي الأولوية للمصالح الوطنية قبل أي شيء آخر. 

وقال لوكالة "فرانس برس"، إنّه "يذهب إلى أبعد ما يمكن"، ويتوقف في الوقت المناسب "كي لا يسبب مشكلات خطيرة" للحلف الأطلسي، وسبق أن اعتمد الأسلوب نفسه عندما عرقل مساعدات حيوية لأوكرانيا على مدى أشهر قبل أن يوافق عليها مطلع فبراير وسط ضغوط من شركائه في الاتحاد الأوروبي.

ومن خلال تبنّي استراتيجية مماثلة، يريد أوربان أن يثبت أهمية بلده الصغير الذي يقل عدد سكانه عن 10 ملايين نسمة وأن يؤكد أنّه "لا ينبغي الاستهانة به"، وفقاً للباحث في جامعة كا فوسكاري بالبندقية.

وأوضح سالاي أن رئيس الوزراء المجري لا يحصد "أيّ نتائج ملموسة على صعيد السياسة الخارجية"، غير أن موقف "المواجهة" الذي يعتمده على الساحة الدولية يخدمه "للحفاظ على شعبيته في الداخل".

تصنيفات

قصص قد تهمك